قبل أيام من خروج مظاهرات 30 يونيو التى تطالب برحيل حكم الإخوان وسحب الثقة من الرئيس مرسى، قررت مجموعة من الضباط المتقاعدين وعدد من المفكرين المعنيين بقضايا الأمن القومى تأسيس حركة سياسية باسم «مقاتلون من أجل مصر»، وطرحت مبادرة أطلقت عليها «طوق النجاة»، تتضمن تشكيل مجلس رئاسى يضم كافة الكيانات السياسية وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى حقناً للدماء.. عن هذه المبادرة وتفاصيل كثيرة أخرى كان هذا الحوار مع العميد خالد عكاشة، المتحدث الرسمى للحركة، وإلى نص الحوار: * بداية لماذا قمتم بتأسيس حركة «مقاتلون من أجل مصر» قبل أيام من خروج مظاهرات 30يونيو؟ - عندما استشعرنا خطورة الوضع الأمنى وحالة الانقسام الشديدة التى تسبب فيها نظام حكم الإخوان وتدهور أحوال الوطن على مدار عام كامل منذ تولى الرئيس محمد مرسى حكم البلاد ولم يلمس المواطن أى تطور أو تقدم على أرض الواقع، ما أحدث حالة احتقان سياسى بين القوى المعارضة والتى أصبحت الآن أغلبية ضد فصيل واحد سيطر على مقاليد الحكم متمثلاً فى فصيل «الإخوان» وبعض أفراد من تيار الإسلام السياسى المؤيدين. * وما خطتكم التى ستسعون إلى تنفيذها لإنقاذ البلاد كما ذكرت؟ - أولاً قررنا أمس تدشين مبادرة «طوق النجاة» التى تهدف إلى إنقاذ الوطن من خلال عدة إجراءات تم الاتفاق عليها بالإجماع بين مجلس إدارة الحركة بقيادة اللواء محمد عكاشة وبعد مشاورات مع باقى القوى السياسية واستطلاع آرائها لتحقيق توافق وطنى حول هذا الإجراءات. * وما هذه الإجراءات؟ - أولاً تشكيل مجلس رئاسى مكون من 5 أفراد يمثلون كافة الكيانات والقوى السياسية والمدنية الموجودة فى المجتمع، حيث يرأس المجلس رئيس المحكمة الدستورية العليا وممثل للقوات المسلحة يختاره المجلس الأعلى للقوات المسلحة وشخصية اقتصادية كبرى من علماء الاقتصاد تختارها الكنيسة وشخصية سياسية مدنية يرشحها الأزهر الشريف وأخيراً شخصية عامة شبابية تمثل جميع الائتلافات والقوى الثورية يتفق عليها بين كافة التيارات السياسية وتحظى بالقبول من بين الشباب إيماناً منا بأن الشباب لا بد أن يكون له دور فى المرحلة المقبلة لأنه العمود الفقرى لثورة 25 يناير. * ولكن ما الذى يضمن لكم أن كل القوى السياسية ستتفق معكم وتنصاع لمبادرتكم؟ - قبل أن نشرع فى الإعلان عن المبادرة قمنا بعملية استطلاع شاملة للقوى السياسية وحاولنا الاتفاق على النقاط الأساسية والإجراءات، ولذلك لن تجد اختلافاً كبيراً بين مبادرتنا ومبادرات غالبية القوى التى دعت إلى مبادرات سابقة، وهى خليط بينها، خاصة أننا جميعاً نلتقى فى النقاط الجوهرية والأساسية، وهو ما سوف يساعدنا. * ولكن النظام الحاكم ما زال موجوداً ويدير البلاد ويسيطر على مقاليدها؟ - قطار ثورة 30 يونيو تحرك وانطلق بقوة ولن يتوقف إلا بعد أن تعود الثورة لأصحابها وأهلها فى الوقت الذى ما زال فيه النظام الحاكم متجمداً فى مربع «يفكر ويفكر» وأضاع كل الفرص التى منحتها له القوى الثورية والسياسية للإصلاح وتوفيق أوضاعه لأنه لا يؤمن إلا بفصيله الإخوانى فقط ولا يقتنع بالحوار الجاد والحقيقى الذى يُبنَى على المشاركة لا المغالبة التى اعتمد عليها فى كل مؤسسات الدولة. * وما توقعك لرد فعل الإخوان وتيار الإسلام السياسى؟ - خلاص فات الأوان ولن يستطيع الإخوان أن يخدعوا الشعب مرة أخرى بعد أن أجمع الشارع على فشل النظام فى كل ملفات الدولة وعلى كل الأصعدة وسيكون التأثير فقط بين أعضاء حزب الحرية والعدالة. * لكن هل تتوقع أن تصدر الرئاسة مبادرات أو تنازلات لنزع فتيل مظاهرات 30 يونيو؟ - كما قلت لك، قطار الثورة انطلق ولن توقفه أى مبادرات أو مناورات من النظام لأن الوقت فات، والدليل على ذلك أن كثيراً من التيارات السياسية والسلفية تخلت عن النظام بعد أن تأكدت أنه لا يسعى لمصلحة الوطن. * فى حالة نجاح مظاهرات 30 يونيو، ما السيناريوهات المتوقعة لإدارة الدولة من وجهة نظر الحركة؟ - تم الاتفاق على أن يقوم المجلس الرئاسى بإلغاء الدستور الحالى ونعود للحكم بدستور 1971 بتعديلاته التى تم الاستفتاء عليها فى 19 مارس 2011 فى فترة المجلس العسكرى بالإضافة إلى أن المجلس العسكرى يتولى إدارة البلاد لمدة عام من تاريخ توليه الحكم ويقوم بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى من كافة الكيانات يعتمد فى اختيارها على الكفاءات لا على المحاصصة الانتخابية، وبعيداً عن الانتماءات السياسية، ترأسها شخصية وطنية تحظى بالقبول، وطرحنا فى ذلك اسم شخصيتين هما الدكتور محمد غنيم والدكتور أحمد السيد النجار، على أن تجرى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، وتكوين لجنة من 100 عضو نصفها من أساتذة القانون والدستور من مختلف الجامعات والنصف الآخر يمثلون النقابات والاتحادات المهنية مهمتها وضع الدستور خلال 6 أشهر.