دعت مساجد كفر الشيخ، في صلاة الجمعة اليوم، لنبذ العنف والتعبير السلمي عن الرأي، لتجنب المصادمات وإراقة الدماء، التي حرمها الله وجعل حرمتها أكبر من حرمة الكعبة المشرفة، حسبما قال الدكتور علي هويدي، خطيب مسجد آل عمران بالحامول، ودعا أيضًا إمام مسجد النور بمدينة بيلا، لنبذ العنف، لتعود مصر بلدًا للأمن والأمان. وطالب الشيخ فرحات عبد السلام، إمام وخطيب المسجد الكبير بمدينة الحامول، في خطبته إلى التأسي بحدث تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وأن يحول كل منّا نفسه من المعاصي إلى الطاعات. أما الشيخ عبد الناصر بليح، مدير عام بالأوقاف، فقد دعا في خطبته إلى التزام السلمية، تأسيًا بتحويل الكعبة الذي كان سلميًا لا عنف فيه ولا فتن، بعد صلاة الرسول (ص) ستة عشر شهرًا تجاه بيت المقدس، ومن ثم كان تحويل القبلة توحيدًا للمسلمين، ضد صلف وإعراض أهل الكتاب وخاصة اليهود، من السفهاء وتهكمهم على الإسلام والمسلمين. وضرب بليح مثلًا في سماحة الرسول تجاه اليهود بعد أن لقي ما لاقاه من أهل الكتاب ومن اليهود الذين لم يؤمنوا به، ولم يأمن مكرهم وكيدهم ولم يقل لهم مرة: "إنني سوف أطلب من الله أن يحول وجهي عن قبلة أنبيائكم؛ حيث أن الحكمة من ذلك أنها لتأليف قلوبهم وكسب ودهم"، مشيرًا إلى أنها صورة من صور التسامح مع أهل الكتاب، وكم في المعاملات الإسلامية من نماذج تؤكد هذا المعنى حتى يعيش الناس في أمان ويحيا الجميع في سلام، وتعطي الصورة الحقيقية السمحة عن هذا الدين العظيم وعن الدور القيادي لهذه الأمة، وما ينبغي أن تكون عليه من تسامح في كل شيء حتى في الدين. وأضاف "الأمة الإسلامية مأمورة أن تدعو لدين الله وألا تكون هذه الدعوة بحمل السلاح أو غيره، فهي ليست أمة كراهية كغيرها من الأمم وليست أمة عنصرية، هي أمة تفي بجميع عهودها ومواثيقها فهي ليست أمة حبر على ورق ولا أمة كلام يتشدق به بل هي تقول فتلتزم بما تقول، هي أمة مطيعة لأوامر ربها فكان جلي لهذه الأمة أن تنفذ أمر الله عز وجل فتتجه إلى بيت الله الحرام، ولا تجادل في هذا الاتجاه بل هي أمة استسلمت لأمر الله عز وجل".