قال الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي إن مشروع سد النهضة "كيدية سياسية" وليس هدفه اقتصادي، مشيرا إلى أن المياه أزمة حياة أو موت ولا يجب أن نقلل من خطورة الموقف الذي نواجهه، وأضاف أن كل الحلول القانونية غير مجدية فإثيوبيا تكسب الآن محاباة الكثير من الدول على رأسها الولاياتالمتحدة والصين وكندا والبنك الدولي، فهم داعمين للموقف الإثيوبي. وأشار الفقي خلال فعاليات مؤتمر "سد النهضة وتداعياته المستقبلية"، والذي ينظمه مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن اللغة الوحيدة التي تحكم العلاقات بين الدول هى لغة المصالح، وأنه لابد من التفكير خارج الصندوق، قائلا: "مصر في ظروف صعبة والكل يستخف بها، وندفع ثمن فاتورة استعمارية نتحمل تبعتها، فمصر في غرفة الإنعاش في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن حاليا بعد ثورة كنا نأمل أن تغير الكثير، وتنقذنا من الأنظمة الفاسدة والمستبدة". وطرح الفقي فكرتين لحل تلك الأزمة، والمتمثلة فى تقديم بديل لإثيوبيا بشكل مغري، من خلال فتح جسور تعاون مشترك مع إثيوبيا والسودان. أما الفكرة الثانية تتمثل في التحدث مع ذلك العراب التوسعي العنصري "إسرائيل"، حيث أكد الفقي أن اسرائيل طرف مباشر لما يجري في أعالي النيل، وأن السد ليس اقتصاديا وإنما سياسي، قائلا: "علينا ان نتحدث مع إسرائيل، لأن السياسة مصالح، ويجب أن نفكر بشكل عملي. الإثيوبيون مدعومون بقوة من الغرب". واستطرد قائلا إن سد النهضة هو تأليف وإخراج وسيناريو إسرائيلي، ومن لا يدرك ذلك لا يفهم شيئا. وأدان الفقى كل وزراء الرس الذين تولوا العمل على هذا الملف، لأن بعضهم اعتمد التهوين الشديد من المشكلة، مشيرا إلى أنه كان يجب على الخارجية أن تهتم بأفريقيا، ولكن الجميع لم يتعامل مع الموضوع بشكل جدي.