محمد طلال (17 سنة) طالب بالصف الثانى الثانوى بمنطقة المعادى الجديدة.. انتهت رحلته فى الحياة مساء الأحد الماضى، 4 بلطجية استوقفوه بالقرب من نادى وادى دجلة فى المعادى.. حاولوا سرقة «موتوسيكل» كان يستقله.. لكن الشاب الجرىء قاومهم بقوة.. وحاول أن يتصدى لهم.. وانتهت محاولته بالموت على أيديهم.. تخلصوا منه بأسلحتهم البيضاء.. الضحية هو ابن عميد فى التحريات العسكرية.. وكان وقع الخبر عليه وعلى أسرته كالصاعقة. العميد طلال طلعت عبدالمجيد (48 سنة) والد القتيل روى ل«الوطن» تفاصيل ليلة مقتل ابنه.. قال: «محمد الله يرحمه كان عمره 17 سنة.. هو ابنى الوحيد.. كان ابن موت.. لما كان عمره 3 سنوات وأثناء وجودنا فى النادى الأهلى.. نزل حمام السباحة وظل يسبح دون معلم.. دخل المدرسة وظل متفوقاً وحصل على مجموع 98% فى الابتدائية و97% فى الإعدادية لكنه مات قبل أن يصل إلى الثانوية». يبكى الأب وهو يتابع «لم يشارك محمد فى أى مظاهرات سوى مظاهرة واحدة فقط كانت لمناصرة القوات المسلحة ضد حازم أبوإسماعيل، ثم احترف قيادة الموتوسيكل ومن حبه الشديد للموتوسيكلات قام بعمل ورشة لإصلاحها فى حديقة المنزل». ومتحدثاً عن يوم الحادث قال الأب إنه كان فى المنزل وشاهد محمد ينظر إليه فسأله مالك فرد عليه: «مفيش يا بابا» ثم خرج وأخذ الموتوسيكل وذهب مع 4 من أصدقائه إلى نادى دجلة وفى الساعة 11 مساء وأثناء خروجهم وجد محمد 4 بلطجية يجلسون على الموتوسيكل الخاص به، وعندما ذهب إليهم طلبوا منه المفتاح لكنه رفض، فقاموا بجر الموتوسيكل دون مفتاح ولكنه أمسك به وظل متشبثاً به حتى أخرج أحدهم مطواة وطعنه فى قلبه لكن الطعنة لم تمنعه من مقاومتهم وظل ممسكاً بالموتوسيكل والدم ينزف منه ويغرق الأرض من حوله، وفى النهاية عندما فشلوا فى سرقته قاموا بضربه بجذع شجرة حتى فقد الوعى وترك الموتوسيكل، ثم نقله أصدقاؤه فى سيارة ملاكى وذهبوا إلى مستشفى النخيل وتوفى فور وصوله. الأب المكلوم لا يتوقف عن البكاء وهو يؤكد أن كل ذلك حدث أمام بوابه نادى دجلة وأمام أمن النادى والمارة وبالقرب من نقطة شرطة، ولم يتدخل أحد ويمنعهم من قتل ابنه، ولولا أن أحد أصدقاءه يعرف أحد المتهمين لكان دم محمد راح هدراً، لأن رئيس مباحث المعادى ومعاونه لم يفعلوا شيئا فاضطر إلى لقاء اللواء جمال عبدالعال مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة وهو ما جعل ضباط قسم شرطة المعادى يهتمون بعض الشىء. وعلى الرغم من كل ذلك فإن الشرطة لم تتمكن من ضبط باقى المتهمين حتى الآن، حيث تم ضبط اثنين، الأول بمعرفة الأهالى والثانى سلم نفسه للنيابة، وبمجرد أن شاهدهم الأهالى تعرفوا عليهم. الأب وجه رسالة للدكتور مرسى قال فيها: «أريدك أن تختلى بنفسك لمدة ساعة فى غرفة مغلقة وحاول تفكر فى الأسر التى فقدت ابنها الوحيد.. محمد كان وحيدى أنا ووالدته وكذلك محمد أبوشقرة وغيره كثيرون، وحكم ضميرك». أمل سمير محمد (41 سنة) ربة منزل ووالدة محمد، قالت إنه قبل أسبوع من مقتله جلس معها وطلب منها أن تواظب على الصلاة وقراءة القرآن الكريم، وكان فى آخر أيامه يسمع القرآن الكريم وبصوت مرتفع.. وفجر يوم الثلاثاء الماضى وهو يوم الوفاة استيقظ محمد من نومه مرتين لكى يشرب ثم دخل غرفة نوم والدته وأخذ ينظر إليها، وعندما شعرت به والدته سألته «مالك يا محمد إنت تعبان» فقال لها «لا يا ماما مفيش حاجة»، فشعرت الأم بانقباض قلبها، واستيقظت فى صباح الثلاثاء وقامت بتجهيز الغداء وأثناء تناوله قامت بتذكير محمد بالنصائح التى اعتادت أن تذكره بها، وهى «يا محمد لو حد يا حبيبى عايز يسرقك بلاش تمانع وأعطيه كل اللى معاك ولو حد عايز يسرق الموتوسيكل برضو بلاش تمانع يابنى عشان دول بلطجية ومفيش حكومة من بعد الثورة والبلطجى لما يسرق مش بيكون فى وعيه عشان البرشام والمخدرات يعنى ممكن يا حبيبى يقتلك»، فكان رده مثل كل مرة «على جثتى يا ماما»، ثم ذهب إلى الحمام وغسل يده وخرج مع أصدقائه، وفى الساعة الثانية عشرة مساء اتصل أحد أصدقائه بوالده يخبره أنه فى المستشفى وعندما سمعت الأم الخبر قالت بصوت مرتفع «محمد مات، قلبى بيقولى محمد مات»، ثم انهارت ودخلت فى حالة من الإغماء حتى وجدت نفسها أمام مشرحة زينهم. وتضيف الأم أن النتيجة ظهرت بعد يومين من وفاته ونجح وانتقل إلى الصف الثالث الثانوى. وتقول هدى طلعت عبدالمجيد (48 سنة) عمة «محمد» إنها يوم الواقعة وفى الساعة السادسة بعد العصر كانت موجودة فى شرفة شقتها فشاهدته يقود الموتوسيكل ونزل منه وصافحها وسألته عن النتيجة فقال لها «بعد يومين يا عمتو» وتبكى العمة وهى تنهى حديثها «بس مات يا حبيبى قبل ما يعرفها».