سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
للمرة الاولى.. أسرار تجارة السلاح بين قطر والجماعات الإسلامية 20 ألف طن من الأسلحة القطرية إلى ليبيا فى 2011..وطيار قطرى: افرغنا مخازن السلاح فى الشرق الأوسط
لا تقتصر العلاقة بين قطر والحكام الإسلاميين الجدد فى الشرق الأوسط على السياسة فقط، بل تمتد لتشمل واحدة من أقوى علاقات البيزنس، وهى تجارة السلاح. على ما يبدو، قررت قطر أن تضيف بيزنس تجارة السلاح إلى مجالات عملها المتنوعة، إن ما تكشفه قراءة الكتاب الفرنسى هو أن كلاً من سوريا وليبيا، قد تحولتا إلى ساحات مفتوحة بلا صاحب، يتم فيهما تبادل الأسلحة، وتهريبها. يقول الكتاب الفرنسى إن بداية دخول قطر بكل ثقلها فى بيزنس تجارة الأسلحة فى الشرق الأوسط: «كان فى بداية ربيع 2011. كان القذافى فى ليبيا قد زاد من قمع معارضيه بشكل أن أى محاولة للتدخل العسكرى الأجنبى فى ليبيا لن تكون لها أى نتيجة. ولا يوجد حل للخروج من الوضع الحالى فى ليبيا إلا بتدريب وتسليح المعارضة والفصائل الليبية فى الشوارع». قررت قطر اغتنام تلك الفرصة الذهبية وعرض خدماتها على كل الدول الغربية التى تريد أن تتدخل فى ليبيا دون أن يكون الثمن فادحاً. وكان من الصعب على الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا أن تقول (لا) للعرض القطرى». ويتابع الكتاب: «إنه منذ أبريل 2011، خرج من قطر ما لا يقل عن 20 ألف طن من الأسلحة فى طريقها إلى ليبيا، بموافقة أمريكية وفرنسية وبريطانية وإماراتية. ويقول أحد الطيارين القطريين: إننا تقريبا أفرغنا مخزون السلاح فى الشرق الأوسط. ويصف أحد العسكريين الفرنسيين للكتاب الطريقة التى توصل بها قطر الأسلحة إلى مناطق الصراع فى الشرق الأوسط، يقول: «فى البداية، كان القطريون يقدمون الأموال للجماعات المتمردة، ويحددون لهم الأماكن والأشخاص الذين يشترون منهم السلاح فى الدول الغربية. ثم تقدمت قطر خطوة أخرى، وصارت تسلم السلاح مباشرة إلى أيدى المتمردين». ويؤكد الكتاب: «أنه فى الوقت الذى سقطت فيه طرابلس يوم 22 أغسطس 2011، التى شهدها العالم مباشرة عبر قناة الجزيرة، كان هناك ما لا يقل عن 18 طائرة نقلت أسلحة من قطر للثوار الليبيين. «ومن خلال السودان، مرت دستة من القوافل العسكرية المحملة بالذخائر بتمويل من قطر للمتمردين الليبيين. لكن دعم قطر لهم لم يقتصر على السلاح، وامتد إلى إمداد المتمردين بعشرات الملايين من الدولارات التى كان يتم شحنها ونقلها فى حقائب، تحملها القوات الخاصة القطرية، إلى مناطق قريبة من الفصائل الليبية». «وبالطبع كان لا بد أن يكون لهذا السخاء المادى مقابل، فقررت قطر أن تتدخل لتحديد الفصائل التى تتلقى الصواريخ المضادة للدبابات التى تقدمها فرنسا، أى إن قطر صارت لها كلمة فى تحديد من الذى ستصل إليه الأسلحة الفرنسية فى ليبيا». لقد كانت المشكلة الحقيقية فى اقتحام قطر ساحة الصراع الليبى، ودخولها مباشرة إلى ساحة الصراع على الأرض، هو أن الدعم والتمويل لم يذهبا إلى المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، الذى اعترف به العالم ممثلاً للثورة الليبية، وإنما ذهب الدعم القطرى للمتمردين الإسلاميين، من الجماعات الجهادية فى ليبيا، وعلى رأسهم أنصار عبدالحكيم بلحاج، الأصولى الذى تحتفظ قطر بصلات وثيقة ومثيرة للجدل معه. ويتابع الكتاب: «إنه فى كواليس التمويل القطرى للفصائل الأصولية الإسلامية فى ليبيا، كان هناك أصولى آخر لعب دوراً محركاً ومحورياً، هذا الأصولى هو الشيخ على الصلابى، الذى استضافته قطر على أراضيها، وصار على صلة وثيقة بالشيخ يوسف القرضاوى المقرب من جماعة الإخوان. وقام على الصلّابى بنفسه بالإشراف على دستة من القوافل العسكرية القطرية ذهبت من مقر إقامته فى الدوحة إلى عناصر خليته الموجودين على الأرض فى ليبيا، وهم الذين تولوا مهمة توزيع المال والسلاح على الميليشيات الإسلامية فى ليبيا». لذلك وفى محاولة منه لإنقاذ الموقف، سارع محمود جبريل، رئيس الوزراء فى المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، بإرسال مبعوثه الشخصى إلى الدوحة أملاً فى حشد مزيد من التأييد لقرار تسليح المجلس، ولكن بلا جدوى، كل ما نجح فيه هو إقناع الدوحة بإرسال خمس قوافل جوية عسكرية من أصل 18 قافلة جوية لتمر عبر قنوات المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، بينما ذهب الباقى إلى الجماعات الإسلامية». «ومع نهاية الصيف صار أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، والمسئولون الغربيون، يعلنون صراحة وعلناً عن غضبهم من أن قطر لا تقدم الدعم إلا لأصدقائها، من الجماعات الإسلامية، على حساب دعم الحكومة الليبية المشروعة التى تحظى باعتراف ودعم العالم». ويؤكد الكتاب أن الغضب الغربى من قطر قد وصل إلى أعلى مستوى له فى أبريل، عندما التقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمير قطر، و«أبدى له عدم رضاه عن عدم تنسيق قطر تحركاتها مع الولاياتالمتحدة، ووصف هذا بأنه «انعدام شفافية». لكن الواقع أن الأمريكان لم يستطيعوا قط تحديد الأيدى التى تصل إليها أسلحة الغرب فعلياً من خلال قطر». «لذلك، فوجئ العالم فيما بعد بأن بعض هذه الأسلحة التى كان من المفترض أن تكون فى طريقها إلى ليبيا، وجدت طريقها إلى الجهاديين المسلحين فى شمال مالى، بينما واصل بعضها الآخر رحلته حتى المتمردين فى سوريا. وعندما اقتحمت القوات الفرنسية شمال مالى خلال مطاردتها للجهاديين، وجدت عدة مفاجآت فى انتظارها؛ يقول أحد أفراد القوات الخاصة الفرنسية إنهم وجدوا فى أيدى الجهاديين أجهزة استقبال قطرية، كانت النوعية الوحيدة التى باعتها فرنسا لقطر فى الشرق الأوسط، ووضعتها قطر ضمن مشترياتها العادية من الأسلحة». وعلى الأرض فى ليبيا، كان المجلس الوطنى الانتقالى الليبى يقاتل لفرض نفوذه فى مواجهة النفوذ المتزايد لميليشيات على الصلابى وعبدالحكيم بلحاج الإسلامية التى يقيم زعماؤها فى قطر، وتتحول عناصرهم إلى القوة الجديدة المؤثرة والمحركة فى ليبيا الجديدة. «إصرار الدوحة على توصيل الأسلحة إلى حلفائها من الجماعات الإسلامية دون غيرهم فى ليبيا، إضافة إلى غياب التنسيق القطرى مع حلفائها الغربيين، دفعا ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى، ونيكولا ساركوزى، الرئيس الفرنسى، إلى زيارة بنغازى للاحتفاء بميلاد ليبيا الجديدة، دون أن يفكرا فى توجيه الدعوة إلى حمد، بشكل أثار استياء الأمير القطرى، وازدادت الأزمة حدة عندما لم يخف ساركوزى ضيقه من الأمير القطرى قائلاً للمقربين منه: (لا تستمعوا أبداً للقطريين)، وهى الجملة التى أثارت غضب قادة الدوحة ودفعتهم إلى مطالبة الرئيس الفرنسى بتقديم تفسيرات». وكان أكثر ما يثير غضب الدوحة هو تقارب قادة ليبيا الجدد من المجلس الوطنى الانتقالى؛ مصطفى عبدالجليل ومحمود جبريل، من مصر، لذلك ومن أجل القضاء على هذا التقارب، حرصت قطر على فرض الإسلاميين المقربين منها فى المناصب المؤثرة فى الحكومة. ترك الغرب ليبيا تتصارع مع نفسها وهو يلاحق تداعيات ثورات الربيع العربى، وكانت أرض المعركة الجديدة التى شعر فيها بحاجته إلى قطر من جديد هى سوريا. يقول الكتاب: «إن قطر كانت مترددة فى البداية فى تسليح المعارضة السورية، لأنها لم ترغب فى تكرار ما حدث فى ليبيا من قبل. «وفى لقائه بسفراء الدول الغربية فى الدوحة قال حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى، إن قطر (ستختار بعناية الأيدى التى تصل إليها الأسلحة التى يزود بها الغرب المعارضة، حتى لا تقع فى أيدى عناصر خطرة)، واعترف ابن جاسم أمام دبلوماسى فرنسى فى الدوحة أن (قطر ارتكبت أخطاء فى ليبيا)، كأنه يعد بعدم تكرار دعم قطر للإسلاميين وحدهم بين المتمردين فى سوريا».