أخيراً حقق «البلوز» (تشيلسى) لقب البطولة المفضلة لهذا الجيل من لاعبيه، بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزى للمرة الثالثة فى آخر أربع سنوات، لم يكن فوز تشيلسى هذه المرة سهلا، لكنه جاء مثيرا على حساب الغريم اللدود ليفربول الذى أراد مدربه داليجليش إنهاء الموسم بالعودة بالكأس إلى الشمال، ولكن دروجبا ورفاقه رفضوا أن تغادر الكأس لندن! بدأ تشيلسى المباراة بتشكيل متوازن يعتمد على الاتزان الدفاعى مع ملء نصف الملعب بعدد كبير من اللاعبين خوفا من مرتدات ليفربول وسرعة داونينج وبيلامى مع مهارة لويس سواريز وقدراته على صنع الأهداف لزملائه فى أى وقت! أما ليفربول فيعتمد دائما على خبرة قائده ستيفين جيرارد فى الجزء الهجومى المكون من ستيوارت داونينج وكريج بيلامى وسواريز مع انطلاقات أندى جونسون من الجهة اليمنى. بدأت المباراة بضغط من تشيلسى معتمدا على قوة دروجبا الخارقة فى الثلث الأخير من الملعب، وفعلا نجح راميريس فى الدقيقة العاشرة فى إحراز هدف مبكر ل«البلوز» من خلال تمريرة جميلة من ماتا لتصل الرسالة إلى جميع من فى الملعب بأن تشيلسى لم يحضر إلى «ويمبلى» وفى ذهنه نهائى الشامبيونز ليج وإنما حضروا لرفع كأس أول بطولة لمدربهم دى ماتيو الذى يريده الجميع أن يستمر فى تدريب الفريق فى الموسم المقبل. ثم تراجع بعد ذلك تشيلسى أمام هجمات ليفربول الذى امتلك وسط الملعب عن طريق هاندرسون وجيرارد وسبيرنج، إلا أن تشيلسى نجح فى إجهاض جميع محاولات الريدز لينتهى الشوط الأول بتقدم تشيلسى 1/صفر. وبدأ الشوط الثانى بهجوم كاسح من تشيلسى، وكأن بداية الأشواط هى أروع ما يقوم به «البلوز»، ولكن فى اعتقادى الشخصى أن مدربهم دى ماتيو لعب دورا كبيرا بين الشوطين، لأنك لو رأيت نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثانى لقلت إن تشيلسى لعب هذه المباراة بفريقين مختلفين! وبالفعل ترجم تشيلسى سيطرته بإحراز هدف ثان فى الدقيقة (52) عن طريق العملاق دروجبا وكأنه يقول للجميع إنه ما زال أمامه خمس سنوات أخرى فى الملاعب! وتحرك سريعا داليجليش مدرب ليفربول وأشرك كارول بدلا من سبيرنج ليغير طريقته إلى 4-4-2 الصريحة ومحاولة الضغط على دفاع تشيلسى من خلال المخزون البدنى، والتحركات داخل منطقة الجزاء، الذى وفره أندى كارول مهاجم نيوكاسل السابق. وبالفعل كافأ كارول مدربه وأحرز هدف العودة للحياة ل«الريدز»، ونشاهد جمهور ليفربول يتنفس الصعداء مرة أخرى وتعود البسمة إلى وجوههم،بعد أن كانوا يفكرون فى رحلة القطار البائسة إلى صقيع مدينة ليفربول! ويقف دى ماتيو على الخط بعد أن كان هادئا ويجرى تغييره الأول بنزول ميرلس بدلا من راميريس فى محاولة منه للسيطرة على وسط الملعب مرة أخرى، ولتقليص ضغط ليفربول الذى تواصل عن طريق انطلاقات داونينج، ومهارة سواريز. وقبل النهاية ب15 دقيقة يرمى داليجليش بآخر أوراقه بالدفع ب«كويت» بدلا من بيلامى ليعتمد على ثلاثة مهاجمين، ومن كرة رأسية جميلة لعبها كارول ليعتقد الجميع أن ليفربول تعادل، ولكن تشيك ينقذ مرماه من هدف أكيد ل«الريدز». ويعترض ليفربول وجهازه وجماهيره على حكم المباراة معتقدين أن الكرة تخطت خط المرمى، ولكن الإعادة التليفزيونية أوضحت أن بيتر تشيك لحق بالكرة قبل أن تتخطى خط المرمى، لتنتهى المباراة بتتويج تشيلسى بكأس إنجلترا ورفع اللاعبين مدربهم دى ماتيو على الأعناق، وكلهم أمل فى تكرار المشهد نفسه فى نهائى دورى أبطال أوروبا «شامبيونز ليج» أمام بايرن ميونخ.