قد يظن البعض من المرضى، خاصة المتزلف اليومى فى الزميلة «الشروق» أن مرسى الحكيم قد حل عقدة الجنود وذهب بسيادة الدولة المصرية إلى السماء، بعد أن مرمطها فيديو الجنود، العكس هو ما حدث، فقد أنهى مرسى عامه الأول بصورة تماثل مشهد فيلم مقاولات «تمانينى» خايب يضرب فيه يوسف منصور 20 شخصا، فمرسى حتى إن كان متآمرا على جيش المصريين مع إخوانه التكفيريين، فهو يكرس للدولة الفاشلة التى لا تستطيع أن تحمى حدودها، ويقدم خدمات جليلة لأعداء مصر وعلى رأسهم إسرائيل، فهو يصنع بامتياز تأكيدا صريحا واعترافا رسميا بأن سيناء أصبحت منطقة، رخوة يمكن النفاذ منها لتنفيذ أى سيناريو لتقويض مصر، قد يتحدث البعض عن المبالغة والسقوط فى دائرة المؤامرات، غير أن الحقائق جميعها تؤدى بنا إلى هذه الدائرة، رغما عن أنفنا، لن نعيد إنتاج تفاسير للفيديو ولكن نعيد سيناريوهات أخرى عن التدخل الخارجى فى الدول بدءا من أفغانستان حتى مالى، فالبداية واحدة والنهاية مرسومة «قوات أجنبية وحرب دائمة وخدمات لمصالح دولية وأوطان تابعة»!! الجيش وقع فى مستنقع باستعراضه لقواته وآلياته ومعداته فى شمال سيناء، فقد أوصل رسالة خاطئة لمواطنيه ساهمت فى اهتزاز جديد لصورة قادته أمام الرأى العام، بعدما ذهب الخاطفون وكأنهم كانوا فى نزهة! القوات المسلحة تساوى عند الناس حاليا أكثر من جيش، فهى حامية الدولة وركنها الركين والمنقذ فى الأزمات والوصى على «الهارد وير» المصرى، فهو ليس جيشا مهنيا فحسب، بل هو أساس الدولة والضامن لحضارتها وتاريخها وثقافتها، ومن ثم فقد غضب المصريون منه وعليه، لأن إهانة الجيوش الحرة لا ينبغى أن تمر مرور الكرام، لقد طُعن المصريون فى كرامتهم وشرفهم، وانتظروا الرد فجاء خائبا، رغم سلامة الجنود الذين كنا نتمنى لهم السلامة، ولكن الدول الحرة لا تتفاوض مع إرهابيين بل تجتثهم، كيف لأى ضابط أو جندى شاهد إهانة جيشه أن يرتاح لمسلسل إطلاق سراح الجنود وكيف نطمئن لروحه المعنوية! كان بإمكان الحشد العسكرى أن يؤدى مهامه القتالية وفق خطة تطهير سيناء، ويبدأ عملية لإنهاء أسطورة جبل الحلال، ما دام كان مستعدا لمواجهة مع المجرمين والإرهابيين، ما فعلتموه صار وجعا فى قلوب المصريين! كتبت قبل أسبوع عن المؤامرات التى تحاك للجيش وأعتقد أن الرسالة وصلت بقوة خلال الفترة الماضية، اللعبة خطيرة فقد تذهب بالدولة المصرية إلى الخراب، «المظلمون» يريدونها خرابا ويريدون الجميع مثل «الداخلية» طائعة راضية تنفذ مشيئة مرسى ومرشده، الصراع سيستمر بين الجيش والإخوان والسجالات كثيرة، والجولات القادمة ستكون أكثر شراسة، يونيو قادم والرياح تحمل الكثير، مرسى والسيسى لا يشعران بالغضبة التى فى الصدور على مصر الكبيرة التى أصبحت صغيرة!! كلمة أخيرة: الصفقات تزدهر كلما مر يوم على «المظلمين» فى الحكم، إنها طبيعة التكوين وفطرة الشر!!