كشفت الكاتبة والروائية والباحثة رشا عدلي، عن بدايات مشروعها الإبداعي ورحلتها مع الرواية التاريخية، مؤكدة أن دخولها هذا العالم لم يكن مصادفة، بل خيارًا واعيًا ارتبط بشغف حقيقي ورغبة في كتابة أعمال تُمتع القارئ وتمنحه معرفة راسخة في آن واحد. وتحدثت "عدلي"، خلال الندوة التي نظمتها دار الشروق، مساء الأربعاء، واستضافها مبنى قنصلية بوسط البلد، عن محطات تطور مشروعها، وكيف استطاعت مؤلفاتها أن تؤسس لمسار مميز يجمع بين الفن التشكيلي والبحث التاريخي، وتفتح بابًا واسعًا لإقبال القراء على هذا النوع من السرد. وتابعت أنها منذ نشر الرواية تشعر وكأن داخل النص قوة تمنحها زخمًا دائمًا للأمام، بسبب روح البطلة زينب التي ترافق الرواية، موضحة أنها كتبتها لإلقاء الضوء على الظلم والجهل اللذين تعرضت لهما البطلة، لافتة إلى أن الوثائق التاريخية والمحفوظات تثبت وجود زينب وعلاقتها بقائد الحملة الفرنسية وحضورها في بعض المناسبات التي أقامها نابليون. واختتمت أن تفاعل القراء مع الرواية وترجمتها إلى عدة لغات، واهتمام الطلاب بالكتابة عنها في أبحاثهم، كلها مظاهر تكشف نجاح الرواية وتحقق العدالة الأدبية لزينب وإحياء سيرتها بشكل لافت. من جانبه قال الناقد الأدبي والأكاديمي الدكتور سيد إسماعيل ضيف الله، إن رواية "شغف" عملٌ مميز ومتفرّد في مسيرة رشا عدلي الروائية، موجهًا الشكر لدار الشروق على إصدار طبعتها المصرية، مؤكدًا أن العمل يمثل إضافة مهمة للمشهد الروائي. وأضاف أن رشا عدلي، تمتلك قدرة خاصة في الاشتغال على منطقة تاريخ الفن، باعتبارها منطقة فريدة تستقي منها عالمها الروائي، مشددًا على أن تخصصها الأكاديمي يجعلها قادرة على إضفاء أبعاد اجتماعية وثقافية وحضارية على نصوصها بطريقة لا تتكرر لدى كثير من الروائيين. وتابع أن المسيرة الروائية التي بنتها رشا عدلي عبر عشر روايات تستدعي تأملًا نقديًا في خصوصية تجربتها وتميزها وجمالياتها المتراكمة، مؤكدًا أنها تقدّم مشروعًا روائيًا واسعًا وحقيقيًا. بدوره قال الكاتب أسامة عرابي، إن إعجابه بالرواية يعود لعدة أسباب، أولها براعة رشا عدلي في اختيار أسماء مؤلفاتها، حيث تلخص هذه الأسماء روح الرواية دون الإشارة المباشرة إلى أبعادها المكانية والزمنية. وأضاف: "قرأت عنوان شغف باعتباره يعكس الرغبة في الحب، وفي إشباع الرغبة، وفي اتباع الغواية، وفي محاولة اختراق الحد الفاصل بين الواقع وما هو منشود، وبين الشرط التاريخي والفني والشرط الإنساني، وهو ما يتقابل مع الحس الصوفي في الرواية من خلال شخصية شريف وانشغاله بالطريقة المولوية التي أنشأها مولانا جلال الدين الرومي، حول بذل الروح في سبيل المطلق ومعاناة الإخلاص للحق والحقيقة". فيما أشارت الكاتبة منى أبو النصر، إلى أن "شغف" تتميز بثراء النص وفتحه لقراءات متعددة، موضحة أن من يتابع المشروع الروائي لرشا عدلي يكتشف قدرتها الدائمة على توظيف شغفها الكبير بالفنون البصرية في كتابتها الروائية. وأضافت أن رشا تتوارى وراء بطلاتها بشكل أو بآخر، وهو أمر قد لا يكون واضحًا للوهلة الأولى، لكن متابعة مشروعها الإبداعي تكشف هذا الأسلوب المميز. وشهدت الفعالية حضورًا واسعًا من الكتاب والمثقفين، من بينهم: "الكاتبة منى أبو النصر، الروائية شيرين سامي، نادية أبو العلا مؤسسة "نادي كتاب الشروق"، الروائية أمل حجازي، نانسي حبيب مسؤولة النشر بالدار، هدى أبو زيد، أمل حجازي، الشاعر أحمد حسن، أسامة عرابي، وئام أبو شادي، شاهيناز الفقي، سماح عبد السلام، زينب عفيفي، وعمرو عز الدين مسؤول التسويق بالدار".