يستيقظ كل يوم غير عابئ بسعر لتر البنزين الذي ارتفع، أو الزحام الخانق على الطريق، مطمئن أنه لن يتأخر على عمله الذي يقع في منطقة مشاكن شيراتون، ويبعد عن منزله بشارع العريشي بروض الفرج حوالي ساعة، فدراجة حمدي يوسف "المهندس الميكانيكي" التي اختارها كوسيلة مواصلاته الرسمية واعتاد ركوبها منذ سنته الأولى في الجامعة ليصل بها إلى كل وجهاته لا يعيقها زحام السيارات، ولا تحتاج بنزيناً لتتحرك من مكان إلى مكان "ودي أكثر حاجة كويسة فيها". يوسف من محبي قيادة الدراجات الهوائية منذ صغره "كنا زمان أنا وأصحابي بنحب سواقة العجل جداً، عملنا نادي لسواقة العجل من زمان أوي، بس الشغل خدنا وما بقيناش عارفين ننسق أوقات نركب فيها مع بعض زي زمان"، وعن رحلته بالدراجة كل يوم يقول يوسف "هي متعبة طبعاً في الأول، بس الواحد شوية بشوية بيتعود، كمان ركوب العجلة أفيد من الزحمة والمواصلات، الطريق من بيتي للشغل بياخد في الأتوبيس بياخد ساعة ونص بسبب الزحمة، بالعجلة بياخد ساعة واحدة بس". ويضيف حمدي "طبعاً العجلة اللي بستخدمها مش عجلة محلية الصنع، ديه عجلة سويسرية جبتها عشان تستحمل معايا". سبع سنوات هي المدة التي قضاها حمدي يذهب إلى جميع مشاويره بدراجته "من أولى كلية لحد دلوقتي، انقطعت فترة بسبب عملي بره القاهرة، ولما رجعت واشتغلت في القاهرة تاني رجعت أركبها تاني"، لم ينج حمدي من سخرية الكثيرين ومنه ومن دراجته "كل يوم تريقة، بلاقي ناس يترمي إفيهات زي (بيوزعوا الجوايز ديه فين يا كابتن)، ومرة حد لقيته بيجري جنبي وبيقولي (اتقدم)"، لكنه قرر مواجهتها بأسلوب مختلف "في مرة حطيت بانر صغير على ظهري وأنا راكب العجلة مكتوب عليه (خليك في الزحمة) كنت بتريق فيه على كل اللي راكبين عربيات وواقفين في الزحمة وأنا بعدي من بينهم ومافيش حاجة بتوقفني".