على بعد أمتار من مجمع لجان بمدرسة يوسف جاد الله بالهرم، وقف وسط زملائه يهتف بصوت عال "جواز عتريس من فؤادة باطل". هو رأفت الهجان، سائق تاكسى، يعتبر انتخابات الرئاسة باطلة، فاستحضر مشهد سينمائى من فيلم "شىء من الخوف" معبرا به عن كل ما يريده. رأفت الهجان، يرى أن انتخابات الرئاسة كلها يجب أن تعاد، لأن مرشحي الرئاسة لا أحد منهم يصلح للمنصب، "ومجلس الشعب برضه مكانش ينفع لإن كله بتاع الحرية والعدالة"، حسب قوله. الهجان، يحكم صوت العقل عند اختيار رئيسه، من منطلق الواقع يقول السائق إن المفروض "أحمد شفيق" ينجح لأن عنده دولاب البلد، "مش واحد ييجى يتعلم فينا"، مؤكدا أنه لن ينتخب أحدا، قائلا "لازم أكون عارفه، وبصراحة لو لاقى واحد أثق فيه كنت انتخبته على طول.. لكن دى كلها ناس ما نعرفهاش". سائق التاكسى ينظر إلى نفسه وزملاء مهنته على أنهم غير مستفيدين من الرئيس القادم، مقارنة بفئات أخرى مثل رجال الأعمال والسياسة، ولن يغير الرئيس منهم شيئا: "إحنا كده كده هنشتغل سواقين.. أيام مبارك كنا كده ولو جه مرسى أو شفيق هنفضل برضه سواقين". يرى الهجان أن تغير البلد مشروط بتغير الناس قائلا "لو الناس اتغيرت.. البلد كلها هتتغير، لكن 80% من الشعب المصرى مش عاوز يغير نفسه"، مؤكدا أن كل واحد لديه عقل يفكر ويميز به وكلنا نعلم الحلال من الحرام، موضحا "إحنا مثلا سواقين وعارفين الطريق الصح والعكسى، ليه نمشى غلط فى العكسي". "بعد ما نمشى البلد نختار أى حد تانى نتعلم فيه السياسة"، هي رؤية السائق عن دور الرئيس القادم، إن تمت الانتخابات على خير، حسب كلامه، مشيرا إلى أن الحل هو السير على أصول الدين والأدب والبعد عن الأنانية والشخصنة، ويقول "لازم نمشى بضمير ونهتم بمصلحة الكل مش الفرد بس، والسلطة الجاه". الهجان، يضيف إلى قناعته عن أزمة انتخابات الرئاسة، أن قضاء ساعتين فى البيت مع أولاده.. أفضل عنده من الانتظار أمام لجنة تحت حرارة الشمس.