أول خبطة للسيارة توجع القلب.. ولو كانت الخبطة كبيرة تحرق الأعصاب.. وقد انخبطنا الخبطة الكبيرة فى نتيجة الانتخابات، خبطة كبيرة لدرجة إن التوكيل نفسه مش عارف يصلحها، وكل ما نروح نسأل هنعمل إيه إما نجده (التوكيل) مغلقا، وإما نجد موظفا يعتذر لنا عن غياب الخبراء الفنيين. «لكن ينبغى أن لا نستسلم أبدا لهذا الشعور، وإلا تحولت السيارة إلى خردة. ينبغى أن يظل لدينا أمل فى يوم تنصلح فيه الخبطة الكبيرة. وحتى يحدث هذا ينبغى أن نحافظ على إصلاح الخبطات الصغيرة، المقدور عليها، أولا بأول». خبطات الفريق شفيق، رجل الدولة، تمر مرور الكرم، لأنه يتحدث بثقة توحى لك بأن البلد بلده، والموضوع واقف على التصديق فى الشهر العقارى. وهو فى شكله، ومخارج حروفه، بيبان ابن باشوات. طبعا سيبك م الكلام اللى بيقوله. فيه كتير ولاد باشاوات قدراتهم المدرسية مش قد كده. لكن الشهادة لله باين عنده فلوس كتير، وباين إن قلبه كبير. الفريق شفيق بيقول إنه هيعفى أصحاب التاكسيات من المدفوعات المتأخرة. وأنا راضى ذمتك. فيه كرم أكتر من إن رئيس جديد يشيل بنفسه المدفوعات عن سواقين التاكسى، وده مبلغ، يمكن يقضى على كل الثروة اللى سابتهاله العيلة. إيه؟! مش هيدفعها من فلوسه! يا سنة سوخة! أومال هيتداين علشان خاطرنا؟! أيوه ما هو راجل من الأكابر، واصحابه ماسكين اقتصاد البلد، آدى ميزة إن الواحدة تنتخب ريس من الأكابر. أكيد هيستلف المبلغ من اصحابه. لأ لأ لأ، هياخدها من فلوسنا احنا؟! إزاى؟! «لقد قرر السيد أحمد شفيق أن يدفع مكافأة لناخبيه من أموال الدولة، أى من أموال الضرائب التى يحصلونها من موظفين ليسوا أقل فقرا من سائقى التاكسى. وبما أن الدولة تعانى من عجز فى الموازنة، فمعنى هذا أن تعهد شفيق بدفع الأموال المستحقة عن سائقى التاكسى المتعثرين سوف يؤدى إلى خصم أموال من ميزانية وزارة أخرى. وهى طبعا ليست وزارة الدفاع، لأن أى خصم من وزارة الدفاع سيؤثر على رفاهية المنتسبين إليها، وقد ينقص من كميات اللحوم، أو من سعة النوادى، التابعة لهم، مما يؤثر على أمن مصر القومى. وغالبا غالبا سيخصم المبلغ من وزارة كالصحة، أو التعليم والبحث العلمى، أو الزراعة.. وكلها، كما تعلمين، وزارات ليست مهمة، والمنتفعون منها أقل أهمية كناخبين من سائقى التاكسى الذين يقومون بحملات دعاية متنقلة». «الدولة تتكفل طبعا بالمتعثرين، ولكن من خلال مشاريع شاملة، لا لصالح فئة على حساب فئة أخرى. وهناك سيدات تعُلْن أسرا بأكملها، وأولئك أولى بالرعاية. وهناك مُسِنّون لا يجدون ثمن الرعاية الصحية. وهؤلاء أولى بالرعاية. أما ما أعلنه الفريق شفيق فهو يدخل فى حيز الرشوة الانتخابية بامتياز». أيوه فهمت، فهمت. يعنى الفلوس اللى هتبقى تحت إيد الفريق شفيق لو فاز دى فلوسنا إحنا، مش الفلوس اللى ورثها من عيلته. وكل المدفوعات اللى بيدفعها دهيه هيحصلها مننا. من الضرايب اللى بندفعها. «تماما، وطبعا تستطيعين أن تقولى أكثر من ذلك عن الوعد بإعفاء المخالفين بالبناء على الأرض الزراعية. الفريق شفيق يتخيل أن الرئيس القادم يستطيع أن يفعل ما شاء بجرة قلم. يستطيع أن يكافئ مخالفى القانون بإعفائهم من المسؤولية القانونية، متخطيا تشريعات مجلس الشعب، ومتخطيا القضاء». «المشكلة أن الفريق شفيق يقدم نفسه كرجل دولة. وهذا يقودنا إلى التساؤل عن معنى رجل الدولة لدى هذا الجيل! هل رجل الدولة هو الذى يهدد بإعدام البلطجية للحفاظ على الأمن؟ أم رجل الدولة هو الذى يحترم القانون، وينضبط فى احترامه ليكون مثالا لغيره؟» والله عندك حق. العربية اللى حيلتنا اتشحورت بصراحة.