قاد عدد من وكلاء اللاعبين الأفارقة، حملة التهديد التى خرجت على لسان بعض اللاعبين الأفارقة بالرحيل من مصر مستغلين فى ذلك مأساة بورسعيد، لتحقيق مآرب خاصة. «الوطن» رصدت ظروف وأحوال اللاعبين الأجانب داخل الملاعب المصرية فى ظل الأزمة الكروية الراهنة. البرازيلى فابيو جونيور مهاجم الأهلى تمسك بالبقاء رغم ضغوط زوجته عليه بالرحيل من مصر بسبب الأحداث، وبسبب الهجوم الذى تعرض له من الإعلام والخبراء ووصفه بالصفقة الفاشلة، واتهام البرتغالى مانويل جوزيه بالحصول على عمولات فى صفقة ضمه، إضافة إلى اعتباره «نحس» حيت تزامن هزه لشباك المنافسين لأول مرة مع وقوع حادث بورسعيد الأليم. وأشار جونيور إلى أنه ليس قلقاً على الإطلاق لوجوده فى مصر، مضيفاً «الشعب المصرى طيب، ويتعامل مع الجميع بشكل جيد، لكن مجزرة بورسعيد شىء مؤسف للغاية لم أر مثلها فى حياتى، لكنى كنت مصراً على البقاء ورفضت عرضاً برازيلياً من أحد أندية الدرجة الأولى هناك». ولم يختلف الأمر بالنسبة للبنينى رزاق أوموتويسى مهاجم الزمالك، الذى أكد أنه لم يفكر فى الرحيل عن مصر بسبب الأحداث واعتبر نفسه محظوظاً باللعب فى مصر وللزمالك وتحت قيادة حسن شحاتة. وقال رزاق: مشاركة الزمالك فى دورى أبطال أفريقيا عوضنى عن الدورى الملغى، أحداث بورسعيد لم أكن أتوقع حدوثها فى بلد مثل مصر، المعروف شعبها بالمسالم.. والمذبحة ستظل بذاكرتى، اعتقدت فى البداية أن الأمر مجرد مشكلة عابرة، لكننى فوجئت باتصال هاتفى من لندن من تشارلز المحامى الخاص بى يشرح لى الأمر، وقتها شعرت بالصدمة والخوف، وقمت بالاتصال بعدد من أصدقائى بالفريق لمعرفة التفاصيل، وبسبب الأحداث قام أحمد يحيى وكيلى بالحديث معى عن ضرورة أن ألتزم بالتواجد مع نادى الزمالك، وأن الأمر سينتهى سريعاً، لم أتوقع إلغاء الدورى.. وفى كل الأحوال أرفض الرحيل عن مصر. أما اللاعب الموريتانى «دومنيك دى سيلفا» مهاجم الأهلى فقد أعرب عن حزنه الشديد لتوقف النشاط الكروى فى مصر، وقال «من المستحيل أن تتكرر أحداث بورسعيد مرة أخرى، لا أفكر فى الرحيل من مصر، أنا مرتبط بشكل شخصى بجماهير الفانلة الحمراء وعندما حضرت إلى مصر ساندونى بشكل شخصى، لذلك كان حزنى كبيراً، كلما أشاهد صوراً للضحايا وما حدث خلال المباراة، أتذكر ما حدث بينى وبين جماهير الألتراس من حوار فى يوم من الأيام، ما حدث جعلنى أكثر إصراراً على الاستمرار فى مصر، خصوصاً أننى أشعر بالأمن فى مصر، والكل يحبنى فى الشارع وفى النادى، وأكبر دليل على رغبتى فى الاستقرار هنا، أننى بمجرد أن تزوجت فى يناير الماضى أحضرت زوجتى للعيش معى فى القاهرة. النيجيرى «جودوين» مهاجم الإسماعيلى كان له وجهة نظر مختلفة، لكن بعيداً عن الأحداث والأمن والأمان، وقال «إن مشكلتى مادية من الدرجة الأولى، حيث إننى لم أحصل على مستحقاتى منذ بداية الموسم التى تقدر ب 300 ألف دولار فى الموسم الحالى، وكالعادة الأزمة المالية أثرت فى حصولى على حقوقى، وهو ما دفعنى إلى طلب الرحيل عن مصر، ومن الناحية الأمنية أشعر بالارتياح فى التواجد بمدينة الإسماعيلية فهى محافظة تتميز بالهدوء، وهو الأمر الذى يتوافق مع شخصيتى، وأشعر بحريتى بها ودفء المشاعر، خصوصاً أنها مدينة صغيرة والكل يعرفنى بداخلها، وهو أمر يشعرنى بالسعادة، نعم أرغب فى البقاء فى مصر، لكن بعيداً عن نادى الإسماعيلى». وأعلنها الغانى «صامويل أفوام» مهاجم سموحة صراحة وقال «إن بقائى فى مصر أمر طبيعى نظراً لالتزامى بعقدى، لكن فى الوقت نفسه لو عقدى انتهى لرحلت، ليس لخوفى من الأوضاع بل لشعورى أنه من الصعب استئناف النشاط الكروى فى مصر فى الفترة الحالية، وأبدى الإيفوارى ديفونيه مهاجم إنبى تمسكه بالبقاء فى مصر، مؤكداً أنه قام بعد أحداث بورسعيد بتجديد عقده لمدة موسمين مقبلين، معتبراً ما حدث حالة عارضة ستنتهى سريعاً. وقال «أعيش فى مصر منذ 4 سنوات ولم أمر بأى مشاكل، بالعكس الجميع يعاملنى بشكل طيب ولا توجد أى مشاكل، وأن الأوضاع فى مصر أفضل بكثير من بلدى كوت ديفوار التى اندلعت فيها منذ عدة أشهر حرب أهلية وراح ضحيتها الكثيرون». وأضاف ديفونيه: «مصر تتميز بالأمان بشكل كبير عن بلاد أخرى كثيرة، من الصعب الخروج فيها من المنزل بعد الثامنة مساء، كل العوامل جعلتنى أتمسك بالبقاء، ما يحزننى فى الوقت الحالى هو توقف النشاط الرياضى؛ لأنه سيؤثر سلباً على مستقبل الأندية المصرية فى البطولات الأفريقية، أشعر بالصدمة مما حدث وبشكل عام لا أتصور أن تتحول كرة القدم إلى وسيلة لقتل الأشخاص». وحسم النيجيرى «مينسواة بوبا» مهاجم الجونة أمره وأكد فى اتصال هاتفى أنه يرفض العودة إلى مصر بدون الحصول على باقى مستحقاته من ناديه، وقال إنه «فى حالة استمرار الوضع فسأطلب من وكيلى فسخ عقدى وبعدها سأقوم بالتفكير فى خطوتى التالية، هذا لا يعنى أننى أكره الحياة فى مصر، بالعكس فأنا أعيش فيها منذ حوالى 7 سنوات ولم أفكر فى الرحيل، على الرغم من أننى تلقيت عرضاً مغرياً للغاية من أحد الأندية الإماراتية بعد أحداث بورسعيد، وكان من الممكن أن ألجأ للفيفا بحجة خوفى على حياتى وأفسخ تعاقدى، لكننى فضلت البقاء لأننى أشعر بالارتياح وشقيقى جبريل بوبا يلعب فى نادى جمهورية شبين، أحد أندية الدرجة الثانية، ولم يفكر هو الآخر فى الرحيل من مصر». أما إلياسو لاعب المصرى، فقد عاد إلى مصر فى سرية تامة بناء على دعوة من الجونة، الذين قاموا بإرسال تذكرة سفر للقاهرة من بلاده وعرضوا عليه التوقيع للفريق وبعدها سيتم التفاوض مع النادى البورسعيدى من أجل شرائه. والسيراليونى «جوليوس وباى» لاعب المصرى اسم لا يبدو معروفاً للعديد من متابعى الكرة فى مصر، تعاقد النادى البورسعيدى مع اللاعب قبل مباراة المذبحة بين المصرى والاهلى ب3 أيام وقال اللاعب: «شاهدت المباراة فى ستاد بورسعيد وكنت أجلس فى المقصورة الرئيسة، تركت الملعب قبل نهاية الشوط الثانى ب5 دقائق خوفاً من الزحام، عقب الأحداث عشت لفترة فى بيت أحد أصدقائى، حتى سافرت فى منتصف أبريل إلى أذربيجان، حيث تلقيت عرضاً هناك وطلبت استئذان النادى البورسعيدى للرحيل». عبدالله سيسيه لاعب المصرى قال: «لم أعد قادراً على اللعب فى مصر مرة أخرى، أنا فى منتهى الإحباط وخيبة الأمل ما حدث يجعلنى أفكر فى الرحيل رغم أن بطولة الدورى المصرى جيدة المستوى وألعب فى فريق جيد والناس هنا يعشقون الكرة، لكننى على المستوى الشخصى لا أستطيع أن أجزم الآن إذا ما كنت سأبقى أم أرحل». وسادت حالة من التخبط وعدم الحسم لدى الرباعى العربى المحترف فى الدورى المصرى، وهم: المغربى عمر النجدى لاعب المقاصة، والسورى عبدالفتاح الأغا لاعب وادى دجلة، والتونسى فخرالدين قلبى لاعب المقاولون العرب، والليبى نادر الترهونى لاعب الإسماعيلى. عمر النجدى لاعب المقاصة أبدى استعداده للرحيل بسبب أحداث بورسعيد، مشيراً إلى أنه كان يرغب فى الاستمرار، لكنه سيعود إلى المغرب، حيث يمتلك أكثر من عرض من الوداد ناديه السابق وحسنية أغادير. أما السورى عبدالفتاح الأغا فقد أكد أن مستقبله الكروى فى مصر غامض، لشعوره بالتخبط بسبب قرارت اتحاد الكرة ويفكر جدياً فى الرحيل عن مصر لأنه يمتلك أكثر من عرض قوى سواء فى سوريا أو بالخليج، ويؤجل قراره النهائى، خصوصاً أنه يعيش فى مصر مع أسرته.. وزوجته تشعر بالارتياح بالعيش فى مصر. أما التونسى «فخر الدين قلبى» لاعب المقاولون العرب فقد أكد أن الأوضاع فى مصر لا تشجع على الاستمرار، وقال «أنا لاعب محترف وتركت بلدى من أجل ممارسة كرة القدم، لكن نتيجة توقف النشاط أصبحت أشعر بالملل، حيث إن الوضع الحالى من الممكن أن يستمر سنوات مع عدم وجود حل جذرى للتعصب، وسأفكر فى الرحيل والعودة إلى بلادى»