طلب كبير مسؤولي الأممالمتحدة في السودان علي الزعتري، اليوم، من السلطات السودانية السماح فورا لفرقه بالوصول إلى جنوب دارفور التي تأثر فيها الآلاف بالقتال بين الحكومة والمتمردين، ومُنعت فرق الإغاثة من الوصول إليهم لأسباب أمنية. وجاءت مطالبة الزعتري في وقت تحدث المتمردون عن قتال جرى اليوم في المنطقة. ونقل الزعتري عن مسؤول حكومي كبير أن ستة وثلاثين ألف شخص لجأوا إلى مناطق قريبة من مقرات بعثة حفظ السلام في بلدتي مهاجرية ولبدو على بعد مئة كيلو متر (حوالي 62 ميلا إلى الشرق من نيالا)، عاصمة ولاية جنوب دارفور. وقال الزعتري، في تصريح مكتوب، إن "التقارير التي تلقتها الأممالمتحدة تشير إلى انتشار حالات الإسهال وسط الأطفال مما يتطلب المساعدة العاجلة". وأضاف "نعبر عن قلقنا بشدة على أوضاع المدنيين". وأكد الزعتري أن عمال الإغاثة يحتاجون الوصول إلى المنطقة على وجه السرعة لتقييم احتياجات الناس وتقديم المساعدات. وطالب الزعتري الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان جناح مني مناوي "بالقيام بمسؤولياتهم الإنسانية في حماية المدنيين". وشدد الزعتري على إيجاد ممر أمن للمدنيين الذين يريدون مغادرة المنطقة. وأعلن مسؤول في مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان، الاثنين، أن السلطات منعت وكالات الإغاثة من الوصول إلى منطقتي مهاجرية ولبدو لأسباب أمنية. وقال ممثل حركة مناوي في لندن نور الدائم محمد طه، "هذا الصباح تصدينا لهجوم حكومي على لبدو". ومنذ عشرة أيام احتل المتمردون المنطقتين الاستراتيجيتين في خطوة غير معتادة حيث كانوا من قبل يستخدمون طريقة الكر والفر. وأعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، الأسبوع الماضي، عن تحرك وشيك للجيش السوداني باتجاه البلدتين. وقد تعذر الاتصال بالمتحدث باسم الجيش السوداني اليوم للتعليق حول الأمر. وبدأ القتال في دارفور في 2003 بين الحكومة السودانية ومتمردين ينتمون إلى مجموعات غير عربية، واستخدمت الحكومة السودانية المجموعات العربية لمساندتها في القتال. وبعد عشرة أعوام على اندلاع النزاع، بلغ عدد النازحين 1,4 مليون شخص من إجمالي عدد السكان البالغ ستة ملايين، ويقيم النازحون في معسكرات ويتلقون المساعدة من الأممالمتحدة ومنظمات إنسانية دولية. وحصل مؤتمر دعم التنمية في دارفور، الذي اختتم الاثنين في الدوحة، على وعود من الجهات المانحة والحكومة السودانية بتقديم 3,696 مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية والإعمار في الإقليم بعد عشر سنوات من اندلاع النزاع فيه.