يعيش أهالي قرية الحاج سلام بمركز فرشوط شمال محافظة قنا، حالة من الذعر والهلع، على خلفية اندلاع النيران في المنازل وحظائر المواشي، بين الحين والآخر على مدار ثلاثة أيام، دون معرفة السبب الحقيقي وراء اندلاعها، حيث التهمت النيران 27 منزلا وحظيرة مواشي، أسفر عنها نفوق العديد من المواشي والأدوات الكهربائية المنزلية، إضافة إلى التهام كافة محتويات تلك المنازل. والغريب في أمر هذه الحرائق أن بعض الأهالي أرجعوها إلى وجود "جن شيطاني"، وعليه تجمع الأهالي في مساجد القرية يهللون ويكبرون، معتبرين أن النار من الشيطان، وأن التكبير يطرد الشياطين والجن، ويساعد على إخماد الحرائق، وذلك بعد فشل قوات الدفاع المدني في السيطرة عليها. وقال علي قاعود، عمدة القرية، إن هناك خسائر مادية كبيرة لحقت بالمنازل المحترقة، ولا توجد خسائر في الأرواح، مبينا أن أهالي القرية يعيشون في حالة من الخوف والفزع، بعدما أشيع أن سبب الحريق هو أعمال "الجن الشيطاني". وأضاف جابر علي، 55 عاما، أحد المتضررين، أنه كان في زراعات الأرض فور نشوب النيران في حظيرة المواشي، التى التهمت منه 3 رؤوس ماشية، هو كل ما يملك، وعدد من الطيور، التي كان يعيش منهم، وعن السبب قال "العلم عند الله". وصرحت الحاجة فوزية محمد، إحدى المتضررات، "النار ماخلتش لا وراي ولا قدامي حاجة في البيت"، موضحة أن جهاز ابنتها المقبلة على الزواج بعد شهرين، دمرته النيران. وشكل أهالي القرية مجموعات في مناطق متفرقة من القرية، وبصحبتهم فناطيس مياه كبيرة، وعدد من الجراكن الممتلئة بالمياه، لرصد الحرائق التي تنشب بين الحين والآخر، وسرعة إطفائها ومساعدة قوات الدفاع المدني المتواجدة منذ ثلاثة أيام. وانتقل إلى القرية اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، لمعاينة ما لحق أهالي القرية من خسائر، وتقديم التعويضات اللازمة لهم بعد حصر المنازل والحيوانات النافقة من قبل الطبيب البيطري بالقرية، والأثاثات والأدوات الكهربائية المنزلية. ومن جانبه، أوضح ياسر أبو زيد، وكيل مديرية التضامن بقنا، أن اللجنة حصرت المنازل والحظائر التي لحق بها الضرر، لافتا إلى أن هناك 11 أسرة تضررت، ودمار 16حظيرة ماشية، مبينا أنه تم صرف 100جنيه معايشة لعدد 52 فردا، و52 بطانية بواقع بطنية واحدة لكل فرد. وأضاف أبو زيد أنه تم رصد 10مواشي نافقة من عجول وأبقار، وينتظر تقديرات الطبيب البيطري المادية لكل حيوان نافق، إضافة إلى تقدير الأثاثات والأدوات الكهربائية، تمهيدا لصرف التعويضات المادية لهم.