بعد 18 شهراً من غيبوبة لم تشهد إلا « نوبة إفاقة وحيدة»، وسرير لم يغادره بالعناية المركزة بمستشفى قصر العينى الفرنساوى، سوى فى رحلة علاج للنمسا، لم تكتمل بسبب إهمال المسئولين، أعاد أمس القضاء الإدارى الأمل لأسرة معوض عادل معوض، المعروف ب«الشهيد الحى» فى أحداث «محمد محمود»، ليلزم الحكومة بعلاجه وكل المصابين على نفقة الدولة بالخارج. نجاة صلاح، والدة «معوض» التى لا تفارقه، قالت ل«الوطن»: «الحكم بالنسبة لنا طوق نجاة أخير؛ فعلاج ابنى يتكلف نحو 75 ألف جنيه إسترلينى، عرضت الحكومة منها فقط عبر المستشار القانونى للرئيس 12 ألف جنيه». الحكومة قررت علاج «معوض» لمدة 15 يوماً فقط، كما تؤكد أمه، رغم أن التقارير الطبية تؤكد ضرورة بقائه فى أحد المراكز الطبية بلندن لمدة لا تقل عن 3 شهور. دوامة رحلة العلاج، بدءاً من المجلس القومى لأسر الشهداء والمصابين، مروراً بوزارتى الصحة والتعليم العالى، وصولاً لمجلس الوزراء، كلها كانت تحمل جملة واحدة «مالناش دعوة.. روحى رئاسة الجمهورية». ذهبت الأم بنفسها إلى قصر الاتحادية وسلمت ديوان المظالم أوراق الابن، وكان الرد: «كله هيبقى تمام إن شاء الله»، قبل أن تضطر أخيراً للجوء لمجلس الشورى من خلال مساعدات بعض النواب، لكن الإجابة كانت أيضاً: «طلب العلاج مرفوض». «معوض»، طالب الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة، تلقى رصاصتين فى الجمجمة أثناء اشتراكه فى المستشفى الميدانى بأحداث «محمد محمود»، نوفمبر 2011، ورفضت أسرته قبول التبرعات، تقول الأم: «التبرعات حاجة مؤلمة، ومن حقه العلاج على نفقة الدولة، وأنا أفنيت عمرى فى التربية والتعليم، ووالده أستاذ بكلية الطب، وكنا نلتزم بدفع الضرائب وسداد جميع حقوق الدولة».