بعد 24 ساعة من ظهور محمد الظواهرى شقيق الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة فى محيط وزارة الدفاع محاطاً بعدد من الملثمين، خرجت أمس، مسيرة جديدة لمئات الإسلاميين، يرفعون الرايات السوداء الخاصة بالجهاديين على مستوى العالم التى تحمل عبارات: لا إله إلا الله محمد رسول الله إلى ميدان العباسية، تهتف باسم أسامة بن لادن زعيم التنظيم، وهو ما أثار المخاوف من عودة «أتباع التنظيم» فى مصر ثانية. وهتف المشاركون فى المسيرة: «عائد عائد يا إسلام.. حاكم حاكم يا قرآن»، ورفعوا أعلاماً سوداء مكتوباً عليها «لا إله إلا الله»، «وصور صور يا أوباما كلنا هنا أسامة»، فى إشارة إلى بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذى قتلته المخابرات الأمريكية فى 2 مايو العام الماضى. تعليقاً على ذلك، قال الدكتور كمال حبيب المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية والقيادى السابق بحركة الجهاد، إن الميدان يشهد عدداً من المجموعات الجهادية التى لا تتخذ من بن لادن رمزاً لها ولا تعبر عن التيار الجهادى إنما تلجأ إلى الاستعراض لجذب الأنظار. وأضاف حبيب: أن التيار الجهادى يحاول إظهار التعاطف مع بن لادن فى ذكرى مقتله الأولى على يد المخابرات الأمريكية، وفى ظل الوثائق التى أفرجت عنها واشنطن أمس الأول حول طريقة اعتقاله ومقتله. وقلل حبيب من تزامن ظهور محمد الظواهرى والهتافات المؤيدة ل«بن لادن»، قائلاً: إن أعداد تنظيم الجهاد قليلة ولا تعبر بأى حال عن أفكار القاعدة، ولا يمكن الخوف منها، مشيراً إلى أن ظهور شقيق الرجل الثانى فى القاعدة مع بعض الملثمين إنما جاء «مصادفة» دون تجهيز. بدوره، أكد الدكتور أحمد أبوبركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، رفضه لمثل هذه الشعارات التى تسىء للثورة، مشدداً على أن موقف الجماعة واضح بأن الثورة بدأت ولابد أن تستمر سلمية مهما حاول البعض جرنا للعنف. وقال: إن رفض الإخوان المشاركة فى مليونية العباسية والتأكيد على التظاهر فقط فى ميدان التحرير، إنما يأتى لعلمنا بوجود مخطط لجر الإسلاميين إلى شرك العنف وهو ما نرفضه وستستمر الثورة حتى تحقيق أهدافها كاملة سلمية. وقال نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، إننا أمام تيار إرهابى، فلا يمكن لأحد أن يعلن: «يحيا يحيا بن لادن»، إلا إذا كانوا موافقين على أفعاله، خاصة قتل ثلاثة آلاف من الأبرياء فى أحداث 11 سبتمبر 2001، محذراً من أن التطرف الدينى سيقودنا إلى الإرهاب خاصة بعد تصاعد التهديدات باستخدام العنف وإسالة بحور من الدماء، كما حدث قبل استبعاد خيرت الشاطر وحازم أبوإسماعيل وإعلان الكفاح المسلح والجهاد إذا لم يستبعد عمر سليمان. وأضاف زكى: أن ذلك يسىء للثورة أمام العالم كله، فلم نخرج فى ثورة من أجل تحويل القتلة والإرهابيين إلى أبطال، محملاً المجلس العسكرى المسئولية عما يحدث بصفته الذى يدير البلاد وسماحه بإنشاء أحزاب على أساس دينى عندما حذف من الإعلان الدستورى حظر تأسيس الأحزاب ذات مرجعية دينية، فأصبح لدينا 10 أحزاب دينية تمارس دوراً هداماً فى تمزيق المجتمع والترويج لثقافة التعصب الدينى والعنف والإرهاب. واتهم زكى، اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتعاطف مع الإخوان، وأنه تسبب مع المستشار طارق البشرى وصبحى صالح القيادى الإخوانى، فيما يحدث الآن من أزمات، فى إشارة إلى دورهم فى «الإعلان الدستورى»، مؤكداً أن العسكرى لن يستطيع إدخالهم للجحور مرة أخرى، ومن المستحيل السيطرة عليهم.