رايات الجهاد فى ميدان العباسية ظل الحديث متواترا عن تسرب الجماعات الإسلامية الجهادية إلي المشهد في مصر منذ اندلاع الثورة، لتظهر الصورة المفجعة الأسبوع الماضي في أحداث العباسية، حيث خرج محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري علي رأس مسيرة في الميدان ورفعت صور أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ومعها تعالت الهتافات في الذكري الأولي لمقتله علي يد القوات الأمريكية علي شاكلة صور صور يا أوباما.. الميدان كله أسامة لتتجدد المخاوف من عودة التيارات الجهادية التكفيرية .. استيقظت من خلاياها النائمة .. هذا التحقيق يحاول استكشاف مؤشرات العنف التي طلت برأس شيطانية منذ شهور. يقول د. ناجح إبراهيم المنظر الأول للجماعة الإسلامية وصاحب فكر المراجعات ونبذ العنف إن هناك مخاوف شديدة داخل الجماعة من عودة العنف مرة ثانية بعد الأحداث الأخيرة، مع وجود حالة الاستقطاب الحاد بين الإسلاميين والتيارات الليبرالية والعلمانية. وأضاف: العنف قادم لا محالة لو لم يتدخل عقلاء الأمة لاحتواء الموقف وتهدئة الشباب الثائر، الذي لم يجد ما يمنعه من ممارسة العنف. وتابع ناجح: الظروف التي دفعت الإسلاميين لممارسة العنف قديماً هي نفسها الموجودة حالياً وربما تكون أشد حالاً وأكثر حدة ما يتطلب ضرورة التوافق أولاً حتي تكون هناك آلية لمواجهة أي عنف يتولد. وحول مؤشرات العنف قال: هذه المؤشرات تطل برأسها منذ شهور طويلة كان ملخصها محاصرة المؤسسات والوزارات وكان ذلك ظاهراً بشكل كبير في محاصرة وزارة الداخلية وحصار وزارة الدفاع فضلاً عن محاصرة السفارات. وشدد علي أن العنف له صور كثيرة، أهمها العنف الدموي واللفظي والسياسي، فكثيرا ما وجدنا تعدياً بالألفاظ والشتائم، عند حصار سفارة السعودية، والأمر نفسه حدث مع المجلس العسكري. وأوضح ناجح أنه من دواعي حالة العنف المنتشر التكفير السياسي الذي أصبح واضحاً بين كل الفصائل السياسية فكل فصيل ينظر للآخر بنوع من التكفير حتماً، ما يؤدي إلي حمل السلاح. وأضاف أن الصراع المسلح سيعيد الوطن إلي المربع رقم صفر، خاصة أن هذا الصراع ستكون ملامحه قريبة من مرحلة الصدام بين التيارات الإسلامية والحكومة في التسعينيات أو بين جماعة الإخوان المسلمين والعسكر عام 1954 بعد الثورة بعامين. وقال إن أغلب الفصائل السياسية غاب عنها عقلها وغلبت عليها عاطفتها، فما عادت تفكر وأصبح العقل والحكمة بعيدين تماماً عن تصرفاتها، وأصبحت تفكر بطريقة المصالح فتقدم مصالحها الذاتية علي مصالح الوطن. وتابع ناجح: أشعر بالقلق الشديد نتيجة انتشار الأسلحة بشكل كبير في محافظات مثل مطروح وسيناء والصعيد حتي وصل الأمر إلي حد حيازة الأسلحة الثقيلة ومنصات الصواريخ. أما د. كمال حبيب القيادي السابق بحركة الجهاد، فقال إن ميدان العباسية شهد وجود مجموعات جهادية لا تتخذ من بن لادن رمزاً، إلا أنها تستعرض لجذب الأنظار، فهم يحاولون إظهارالتعاطف مع بن لادن في ذكري مقتله، علي خلفية الوثائق التي أفرجت عنها واشنطن حول طريقة اغتياله. وأشار إلي أن أعداد تنظيم الجهاد قليلة، ولا تعبر عن أفكار القاعدة مؤكداً أنه لا خوف منها، وأن حضور محمد الظواهري مجرد مصادفة. أما د. نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع فقال نحن أمام تيار إرهابي لا يمكن له أن يهتف »صور يا أوباما.. الميدان كله أسامة«، دون أن يتفق مع أفعاله، وأهمها قتل ثلاثة آلاف من الأبرياء في أحداث 11 سبتمبر، والتطرف الديني سيقودنا إلي الإرهاب. مشيرا إلي تصاعد التهديدات باستخدام العنف، منذ استبعاد خيرت الشاطر وحازم أبوإسماعيل من سباق الرئاسة، ودعوات إعلان الكفاح المسلح والجهاد، رداً علي ترشح عمر سليمان. وحمل زكي المجلس العسكري مسئولية هذه الهجمة، بسبب حذفه حظر تأسيس أحزاب دينية من الإعلان الدستوري، مما خلق 10 أحزاب تمارس دوراً في والترويج لثقافة التعصب أما القيادي البارز في تنظيم الجهاد ياسر سري مدير المرصد الإسلامي في لندن والهارب من تنفيذ حكم إعدام فقال في بيان له إنه مستاء جدا من الوضع الحالي، فما حدث رسالة للجميع، وأشعر بالحزن لأن مصر أكبر من ذلك بكثير، والكل يتحمل مسئوليته تجاه ما يحدث من تدمير للوطن، بداية من المجلس العسكري حتي أصغر مواطن، وكان يجب علي الجميع أن يتكاتفوا من أجل إعادة مكانتها الريادية في الأمة العربية، ما يحدث إهدار لأشياء كثيرة من القيم والحقوق. أما عن احتمال عودة العمل المسلح فقال: لا مجال علي الإطلاق لمثل هذا الحديث، فالبلد يتجه نحو سلطة منتخبة عبر انتخابات حرة، ولا مجال للمزايدات بالعمل المسلح في ظل هذا الوضع. وأضاف: المجلس العسكري ملتزم بتسليم السلطة، وبالنسبة لي، فإني من أشد المعارضين لأي عمل مسلح آراه غير مبرر لا شرعاً ولا عرفاً. أما الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فقال: كل من يدعو للجهاد المزعوم وحمل السلاح الآن إنما يدعو للفتنة. . وأعرب برهامي عن قلقه من انتشار السلاح في البلاد فعند البعض لابأس من أن يقتل خمسة ملايين في سبيل إقامة دولة إسلامية في زعمهم وتساءل: هل بعد مقتل خمسة ملايين مصري ستبقي دولة أصلا حتي تكون إسلامية أو سيبقي الخراب والفوضي والدمار والحرب الأهلية ثم التقسيم الذي يريده الأعداء. وهناك مجموعة من قيادات وعلماء الدعوة، يدرسون تدشين حملة فقهية ودعوية واسعة، في المساجد والمعاهد الدعوية، لمحاربة الأفكار الجهادية، تكون بمثابة مراجعات فقهية للأفكار الجهادية، التي بدأت في الانتشار بين المجموعات السلفية، بعد عودة تنظيم الجهاد للظهور مرة أخري، وتواجد الشيخ محمد الظواهري القيادي الجهادي، في اعتصام وزارة الدفاع. وأضاف أن الحملة تسعي للتعريف بحقيقة الجهاد في الإسلام، للتأكيد علي سلمية الثورة، وعمل سلسلة مراجعات لتصحيح المفاهيم، علي غرار سلسلة مراجعات الجماعة الإسلامية. وذلك لأن مشايخ الدعوة السلفية، ينكرون الخروج المسلح علي الدولة، ويقولون بخطورة حمل السلاح، الذي دعت إليه بعض العناصر الجهادية مؤخرًا.