محمد عبدالوهاب، موسيقار الجيلين، سأله يوماً العبقرى أحمد رجب الذى أطالب بعودته إلى الكتابة على الفور: لماذا لا يظهر فى مصر عمالقة جدد بحجم طه حسين ومحمود مختار وقاسم أمين وطلعت حرب وهدى شعراوى؟ فأجاب: التاريخ ساعات بياخد تعسيلة، أما أنا، فأعتقد أن التاريخ مستنطع معانا شويتين زيادة جايز إكمنه قرفان من اللى عايزين يبتدوه تانى من الأول. ■ ■ أى تشابه قد يرد إلى الذهن لشخوص أو عبارات هذه المكالمة مع الواقع، ليس أكثر من محض مصادفة ولا يدل إلا على سوء النية لدى صاحب الافتراض. ألوه! أخبارك إيه يا محمد؟ إنشالله تكون بخير. أهلاً بيك يا مولانا. إزى فضيلته؟ باعتلك التبريكات، باقول لك إيه يا حمادة: اعلن حظر التجول فى بورسعيد. تانى؟ ماحنا جربنا الحكاية دى قبل كده ما نابناش غير التهزىء، دول فضلوا طول الليل يغنوا لنا على السمسمية: ساعة الحظر ما تتعوضشى. تانى وتالت وعاشر، انت دافع حاجة من جيبك؟ افتكر إن انت الاستبن بتاعى، وإننا صرفنا أكتر من ستميت جنيه عشان تنجعص على الكرسى ده، لما نقول لك امته بالظبط، خلى واحد من جوز المتحدثين الرسميين باسم الرياسة اللى بعتناهوملك مع أقفاص الفراخ، يطلع يعلن القرارات. إنهين فيهم؟ الأتخن، علشان يملا الصورة، بس اعمل حسابك: الحظر المرادى بالنهار من 8 الصبح لغاية 10 بالليل. هم كانوا سعروا بتاع بالليل لما حيستعنوا ببتاع النهار؟ ما هو ده المطلوب يا كروديا، طبعاً هم حيكايدونا وينزلوا يروحوا شغلهم، وبكده نبقى دبينا سكينة دبح فى كرش العصيان المدنى ابن الكلب ده. طب افرض نزلوا وما راحوش أشغالهم، وهاتك يا مظاهرات، ويسقط يسقط حكم المرشد. ابقى ارجع فى كلامك، وما تنساش تشكر الولاد بتوع الشرطة فى المنصورة، عاملين شغل كويس قوى، الأسفلت أحمر، والمدرعات دهست كام واحد، وبعدين اصطادوا كمان اتنين تلاتة من اللى مشيوا فى جنازة القتيل، وغلى صوابع زينب عشان طلعت حرام وبلح الشام لأ؟ ألوه! ألوه! مافيش حد. وعلى مائدة الغداء، استضاف وزير الخارجية الأمريكى الجديد. الحاضرون جميعاً فهموا كل ما قاله جون كيرى والوفد المرافق له، لكنهم لم يفهموا شيئاً من الطرف الآخر بسبب النطق. ■ ■ انقطاع التيار الكهربائى أضيف إلى تقاليدنا الشرقية الأصيلة التى أتمنى أنا شخصياً أن أستيقظ ذات صباح لأجدها قد اختفت إلى الأبد، السيد وزير الكهرباء ينفى كل مساء أن هذا يحدث، يوماتى على الله بالمرتين أو الثلاثة، نتعرض إلى نفس الإهانة بالغة القبح، المرضى الذين قد يموتون إذا تعطلت آلات التنفس الصناعى، الشغل بالساعات على الكمبيوتر يذهب هكذا أدراج الرياح، الأجهزة تحترق بسبب انقطاع التيار أو عودته فجأة، فضلاً عن ضياع الوقت، لكن من الواضح أن السيد وزير الكهرباء كسائر البرتيتة مهتم بأمور أخرى، أعتقد أن الأوضاع لن تنصلح فى مصر، إلا إذا نسى الإخوان بعض الوقت تلك الأمور الأخرى. ■ ■ أستطيع أن أفهم أن يخاف من عاشوا فى الصحراء قروناً من رياح التغيير لأنها تقتلع خيامهم، ما يستعصى على الفهم حقاً هو: لماذا يخشاها بناة الأهرام؟