فى ذاكرة معظمنا صورة فى ذهنه عن الحرامى تتلازم معها دائماً مشاهد عادل إمام وأحمد مظهر فى فيلم «لصوص لكن ظرفاء»، أو إبداعات الفنان الراحل محمد رضا، الحرامى اللى بيقص الكلا «الكلام يعنى» فى فيلم «30 يوم فى السجن» وهو يبحث عن حبل غسيل ليسرقه، وما بين سذاجة الأول والضحك من الثانى هناك سعيد مهران، بطل رواية «اللص والكلاب»، الذى خرج من السجن لينتقم من الجميع بعد أن خذلوه ولم يجد بجواره سوى بائعة الهوى «نور» وينتهى به الحال قاتلاً للأبرياء وهو ينتقم من الأشقياء!! فى المشهد السياسى الحالى هناك دراما تجسد «السرقة»، البطل فيها حرامى ساذج فاشل متعجل مضطرب، تسانده زوائد سياسية، تثير ضجيجاً وترمى الطوب على المخلصين لتمنعهم من ملاحقته ومواجهته، والمخلصون يقفون دائماً فى وجهه ويصفعونه ليكف عن الحرام لكنه لا يفعل! الحرامى الثرثار يحاول ليل نهار إتمام عملية سرقته ويبذل قصارى جهده فى دعمها بإجراءات يختلط فيها الثأر بالقانون، يعمل عليها بشر يظنون أنفسهم أذكياء يضعون ظلالاً سوداء على فكرة العدالة، يمنحون الجميع فرصة نادرة للبصق عليهم وكراهيتهم وازدرائهم ليس لنواياهم الآثمة فقط بل لرعونتهم؛ لأنهم صغار دفعت بهم مياه السياسة إلى صدارة المشهد بلا ترتيب، فأصبحت الحضارة فى يد أشقياء لا يعرفون معنى للوطنية! عن النظام الحالى أتحدث.. إعلانات دستورية ودستور وقوانين وإجراءات استثنائية وطوارئ وبرلمان كسيح، جميعها يصنع بليل مثل الحرام تماماً، لكن شمس الحقيقة تعمى العيون، وكلما حاولت قوى الشر التمكن كسرتها الحقيقة بنبل تصاحبه الدماء دائماً، أشهر كثيرة، كر وفر بين الخير والشر، بين الكذب والحق، بين العدل والجور، بين الانتقام والمصلحة الوطنية، بين القطرية (من قطر) والوطنية، بين الأممية والمصرية، وفى جميع المشاهد ينكسر الحرامى ويعود أدراجه مخذولاً بخرافه وأبقاره وجاموسه وخنازيره! الحرامى.. يفشل دائماً لأنه حرامى غسيل يضع خطته بسذاجة الماضى ويظن أن الأمور دانت له وعندما يبدأ السرقة يحاول متعجلاً، فعل كل شىء ليحصد كل شىء، ويقبض عليه المخلصون متلبساً ويجرسونه بركوب حمار مقلوب على صفحات الإنترنت، ومعها بالطبع علامة أخرى فى سجلات التحلل الأخلاقى ورقم جديد فى جدول «الضرب الوطنى» الذى يظن الخراف أن تغييره سهل، فإذا كان 1 x 1 يساوى 1 عند المخلصين، فإنه يساوى عندهم 3 أى قطر وأمريكا وإسرائيل!! الحرامى ينفضح دائماً لتعجله ولأن نواياه مثل وجهه المتجهم وملامحه التى تبعث على الكراهية وعنفه اللامحدود واستخدامه السافر لآيات الله لشراء الثمن القليل، الحرامى فى مأزق ولا يعرف ماذا يصنع؟؛ لأنه مفضوح يتعامى عن حقيقة أن الأوطان لا تسرق وأن السجون أقرب إليه من حبل الوريد!! كلمة أخيرة: بحار السياسة أغرقت السلفيين، لكن سينجو بعضهم ليصبح حصان طروادة الذى يغرق الحرامى..!