سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محسن جابر ل"الوطن": 14 ألف أغنية ساعدت "مزيكا" على الاستمرار حتى الآن الشركة تقتني حقوق أغانٍ لعبدالحليم وعبدالوهاب ووردة وصباح وعمرو دياب وسميرة سعيد وغيرهم
وُلد بطنطا، ثم انتقل إلى القاهرة ليصبح أشهر المنتجين في "سوق المزِّيكا" العربي. أسس "عالم الفن" وأنتج لأشهر المطربين المصريين والعرب، مثل عمرو دياب ومحمد عبده. تستحوذ شركاته على 80% تقريبا من المُنتَج الغنائي العربي، وفي عام 2003 أسس قناة "مزيكا"، أولى الفضائيات المتخصصة في الأغاني في منطقة الشرق الأوسط. "الوطن" حاورت محسن جابر، رجل الأعمال والمنتج الغنائي الأشهر، لتتعرف عن قرب على ما يدفعه للاستمرار في الإنتاج حتى الآن. * ما هي مصادر أرباح شركة "مزيكا" التي تدفعها للاستمرار في الإنتاج رغم انهيار سوق الكاسيت؟ - بعد أن أصبح الإنترنت متاحا في كل منزل في مصر، بدأ انهيار سوق الكاسيت تدريجيا، فأصبحت الأغاني متاحة لأي فرد مجانا على المواقع "غير الشرعية"، ونادرا ما يستطيع المنتج تحصل تكلفة إنتاج الألبوم من كل المصادر؛ من مبيعات وخدمات صوتية (رينج تون وكول تون) على عكس الماضي، حيث كانت الألبومات تحقق أكثر من ثلاثة أضعاف تكلفتها. أما بخصوص استمرار شركة "مزيكا" حتى الآن، فهذا يرجع إلى اقتنائها أكبر "كتالوج" غنائي في المنطقة العربية، وتملك الشركة حقوق ما يتعدى 14 ألف أغنية لمعظم أعمال نجوم الوطن العربي؛ منهم عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب ووردة ونجاة الصغيرة وصباح وفريد الأطرش، والعديد من نجوم الجيل الحالي؛ منهم عمرو دياب وسميرة سعيد وغيرهم، وهذا المحتوى الكبير تستخدمه معظم البرامج الموسيقية في الوطن العربي. * ولكن في الفترة الأخيرة لماذا بدأت مشاكل حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلني تطفو على السطح؟ - قوانين حقوق الملكية الفكرية موجودة "من زمان" وليست جديدة، لكنها لم تكن تطبق ولم يلتفت إليها المنتجون لأن مصادر الأرباح كانت كثيرة وتغني عن البحث عنها، أما الآن فأصبح الكل يبحث عن حقوقه بعد ضياع كل مصادر الأرباح بسبب القرصنة. * هل أصبحت قنوات "مزيكا" الفضائية أهم مصادر الشركة الآن بعد أن أصبحنا في عصر الصورة أكثر من الصوت؟ - قناة "مزيكا" تعتبر نافذة قوية جدا لكل مطربي الشركة، كما أنها تنشِّط "الكتالوج" الكبير الذي تمتلكة الشركة، إضافة إلى أنها مورد يحقق للشركة أرباحا من خلال الإعلانات. * هل أصبحت الخدمات الصوتية (الرينج تون والكول تون) تغطي تكلفة إنتاج أي ألبوم الآن؟ - هي فقط تغطي من 30% إلى 50% من تكاليف إنتاج بعض الألبومات وليس كلها، وهذا يعتمد على اسم المطرب والأغاني التي يقدمها في الألبوم، فلا يمكن أن تحقق هذه الخدمات تكاليف الألبومات، التي لا تقل عن 500 ألف جنيه بدون تصوير الكليب. * هل عصر الكاسيت أم ال"سي دي" الذي كان يحقق أرباحا أكثر؟ - عصر الكاسيت بدأ تقريبا عام 1974 وانتهى 2000، وكان يحقق أرباحا أكثر من ال"سي دي"، وكان ال"سي دي" وقتها مجرد صورة أو "إيمدج" للمطرب فقط، لكن الموازين انقلبت وأصبحنا في عصر "الديجتال" من عام 2000 حتى 2004 وقبل أن ينتشر الإنترنت في كل المنازل وبسرعات عالية، فكانت الشركات تحقق أرباحا كبيرة في تلك الفترة، لكن منذ عام 2004 بدأ انهيار الصناعة تماما، فالإنترنت لا يفيد إلا المطرب فقط في تحقيق انتشار أسرع، لكنه انتشار سلبي يأخذ من إيراداته المادية التي كان يحققها، حتى عجزت بعض الشركات عن الإنتاج وأصبح المطرب يشارك في الإنتاج حتى يستطيع أن يستمر. * بعد مرور عشرة أعوام على برامج اكتشاف المواهب، لم ينجح أي نجم حتى الآن من خلالها، رغم أن هذه البرامج بدأت مع ظهور تامر حسني وشيرين، الذين أصبحوا الآن من نجوم الصف الأول بدون أي برامج، فما رأيك في انتشار هذه البرامج مؤخرا بشكل كبير؟ - من خبرتي في مجال الموسيقى، أقول إن 90% من الأصوات الجيدة التي تملك الموهبة وال"كاريزما" لا تذهب إلى برامج اكتشاف المواهب؛ لأنها قد تتعرض لبعض الظلم؛ لأن مقاييس النجاح أصبحت كثيرة ومتعددة، منها التصويت، وهذا قد يضر بالمواهب ويسبب لهم الإحباط، لذلك يتجه معظمهم إلى شركات الإنتاج مباشرة، وأتحدى أن تكون برامج اكتشاف المواهب أنتجت ألبوما لأي مطرب يفوز بلقب البرنامج، فكل هذه البرامج دعائية لها هدفان: الأول عمل "بروباجندا" للشاشة التي تعرض البرنامج، والثاني تحقيق أرباح من الإعلانات، بما فيها برنامج "ستار ميكر" الذي قدمته قبل عشرة أعوام. وعلى سبيل المثال، أين الموهبة المصرية "كارمن سليمان" التي حصلت على لقب "آراب آيدول" منذ عام؟ فالاهتمام الأول يكون بالموسم الثاني للبرنامج الذي يحقق الأرباح وليس بالموهبة الحاصلة على اللقب، وأعتقد أن برنامج سيمون أسمر "استوديو الفن" هو الوحيد في الوطن العربي الذي قدم نجوما؛ منهم ماجدة الرومي وراغب علامة ونوال الزغبي وائل كفوري وغيرهم؛ لأنه كان برنامجا مدروسا ويرعى المواهب ويقدمها لشركات الإنتاج. * ما رأيك في برنامج "The Voice"؟ - رغم أني لا أتابع البرامج، إلا أني شاهدت البرنامج وأعجبتني جدا فكرته وشخصية كل مطرب من لجنة التحكيم، فكاظم الساهر "كلاسيك"، وشيرين "البنت الشقية"، وصابر الرباعي "الكلاسيكي الشرقي"، وعاصي الحلاني "ستايل". * يقول الموسيقار حلمي بكر إنه لا يمكن لمطرب أن يقيِّم مطربا آخر، فكيف ترصد تجربة أربعة مطربين في برنامج "The Voice"؟ - بالتأكيد الملحن هو من يستطيع تقييم الأصوات وليس المطرب، لكن في "The Voice" نجد أن كاظم الساهر ملحن كبير وليس مطربا فقط، وصابر الرباعي أيضا ملحن، ويستطيع كل منهما أن يقيِّم الأصوات أكثر من شيرين وعاصي، لكن البرنامج يعتمد على ال"كاريزما" والحضور وشخصية كل مطرب وجمهوره على الشاشة. * هل تفكر أن تعيد التجربة مرة أخرى بعد "ستار ميكر"؟ - هناك فكرة بالفعل لبرنامج كبير لاكتشاف المواهب، ولكنها مؤجلة لحين القضاء على القرصنة، حتى أستطيع أن أرعى الأصوات التي تشارك في البرنامج بصفتي منتج موسيقى. * في النهاية، لو كان محسن جابر ضمن الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، ما المادة التي ستهتم بوضعها؟ - في مجال تخصصي الفني أتمنى وضع وتطبيق مادة حرية الإبداع وحمايته بدون أي تدخل من الدولة.