مع خسارة الأهلى أمام حرس الحدود بثلاثية فى الدورى فوجئت ب«فوبيا ارحل» تسيطر على جماهير القلعة الحمراء، وتعالت أصوات بأن البدرى لا يصلح لقيادة الفريق، وضرورة عودة البرتغالى مانويل جوزيه لقيادة الفريق مرة أخرى لإنقاذه من عثرته، وكأن جوزيه هو الساحر الذى يستطيع تحويل الأحلام إلى حقيقة. كل هذا الضجيج وتناست الجماهير ماذا فعل حسام البدرى مع النادى الأحمر، فالبدرى قاد الفريق للحصول على بطولة دورى أبطال أفريقيا فى ظل ظروف مستحيلة، كما وصفها العالم أجمع، نظراً لتوقف نشاط الكرة فى مصر وتسلمه فريقاً مهلهلاً نفسياً بسبب مجزرة بورسعيد، وبعدها قاد الفريق إلى المركز الرابع فى كأس العالم باليابان، وعاد ليحصل على كأس السوبر المصرى، ومن بعدها كأس السوبر الأفريقى. وقبل كل ذلك نجح البدرى فى فترة قيادته الأولى للقلعة الحمراء فى حصد بطولة الدورى من الزمالك العنيد وقتها تحت قيادة حسام حسن، وبعدها توج ببطولة السوبر المصرى، ووصل بالفريق إلى المربع الذهبى لبطولة دورى الأبطال الأفريقى وخرج بهدف ظالم بيد إينرامو، وخسر من حرس الحدود نفسه فى نهائى كأس مصر. كل هذه الإنجازات التى حققها البدرى لم تشفع له لدى جمهور الأهلى ولا حتى المحللين والخبراء، فالجميع تربصوا به بعد هزيمة حرس الحدود وسنوا له السكاكين، متناسين كل تلك الإنجازات التى حققها على مدار سنوات من الظلم. وأعتقد أن البدرى الذى نجح فى تكوين جيل جديد للأهلى هو القادر على قيادة السفينة الحمراء حالياً، فى ظل عدم قدرة النادى على سداد مستحقات لأى مدرب أجنبى بسبب توقف دعم رجال الأعمال، بالإضافة إلى هروب النجوم الكبار. وإذا عقدنا مقارنة بسيطة فإن البدرى حقق تلك البطولات دون أن يطلب لاعبين بالملايين، وعندما اشترط التعاقد مع مهاجم، قبل بداية الموسم، تعاقدت الإدارة مع أحمد عبدالظاهر بخمسة ملايين جنيه فقط لنادى إنبى، فى حين أن مانويل جوزيه عندما حضر إلى الأهلى، فى فترة ولايته الثانية، اشترط التعاقد مع لاعبين من الطراز الأول أمثال عبدالله السعيد ووليد سليمان، ودفع الأهلى فى كل لاعب منهما 8 ملايين جنيه، ودفعت الإدارة الحمراء خمسة ملايين جنيه لشراء السيد حمدى، ومليوناً و350 ألف يورو للتعاقد مع البرازيلى فابيو جونيور. أسماء كثيرة جاءت إلى الأهلى وحققت البطولات، وفى النهاية يُنسب الإنجاز إلى الخواجة البرتغالى، ويقال إنه يملك سر الخلطة فى الفوز. أما البدرى، ابن النادى الذى يحصل 150 ألف جنيه، فإنه يحصل على «فتات» مقارنة بأن جوزيه كان يحصل على 560 ألف جنيه شهرياً، أربعة أضعاف راتب البدرى، وفى الوقت الذى نزلت فيه إدارة الأهلى على رغبة جوزيه فى التعاقد مع النجوم التى طلبها، تعاملت بالنقيض مع المدرب المصرى وفرضت عليه رحيل النجوم مثل أبوتريكة وجدو وأحمد فتحى. لا أعتقد أننا علينا لوم البدرى لمجرد خسارة مباراة، بل علينا أن نرفع له القبعة؛ لأنه يستخرج المواهب من قطاع الناشئين ليدفع بهم للفريق الأول ويطور المنافسة، بدلاً من أسلوب جوزيه الذى يقوم على تجريد الفرق الأخرى من لاعبيها للاستقواء بهم على الجبهتين؛ فمن ناحية يستفيد من موهبة هؤلاء اللاعبين لفريقه، أو حتى يقتلهم على دكة البدلاء، والثانية أن يضعف الفرق الأخرى ليحصد البطولات بسهولة دون عناء. علينا أن نفيق من «فوبيا ارحل»، ومعنوياً على جمهور الأهلى مساندة البدرى الذى طالما عمل من أجل مصلحة الكيان الأحمر دون الحصول على التقدير سواء مالياً من الإدارة أو جماهيرياً.