7 يناير من الشهر الماضى.. انتهت حياة لودى (82 سنة) وصوفى (50 سنة) ابنتى توفيق باشا أندراوس عضو مجلس الأمة والقيادى الوفدى الأسبق.. على يد مجهول داخل قصرهما الملاصق لمعبد الأقصر.. فى ظروف غامضة. منذ 4 أيام أقامت كنيسة السيدة العذراء بالأقصر قداس ذكرى الأربعين للشقيقتين.. وتحدثوا عن مرتكبى الواقعة وعن مقتلهما فى ظروف غامضة.. وعن عدم توصل الشرطة للجناة. 40 يوماً مرت على الواقعة البشعة.. ولم تتوصل المباحث إلى المتهمين.. وتبقى للمدينة ذكرى الحادث وصور المجنى عليهما وهما غارقتين فى دمائهما. رغم علاقة الضحيتين المحدودة بالمكان الذى يقيمان فيه واقتصار علاقتهما بنحو 13 مستأجراً لبعض أراضيهما الزراعية، وكشف معاينة النيابة لبعض الحقائق حول الجريمة التى توقع البعض أن تفيد فى كشف غموض الجريمة والقبض على الجناة، فإن ذلك لم يحدث حتى الآن. الجريمة كانت بشعة كما وصفها البعض، قائلين إن الجناة لم يرحموا شيخوخة الضحيتين، حيث عثر الأهالى على جثتى المجنى عليهما على السلم المؤدى للطابق الثانى، الضحية الأولى «لودى» فقعت إحدى عينها نتيجة تعرضها للضرب بآلة حادة، ووجدت «صوفى» مصابة بأربعة كسور بالوجه والجبهة، كما تعرضتا للضرب بسيخ حديدى مدبب من الأمام وطوله 40 سم، وعثر على أداة ارتكاب الجريمة بجانب الجثتين. المعاينة والتحقيقات التى جرت بمعرفة النيابة العامة عن سلامة منافذ الدخول والخروج بالقصر، رجحت أن مرتكبى الواقعة تسللوا من الخلف عبر الطابق العلوى الذى يحتوى على نوافذ خشبية متهالكة، كما رجحت المعاينة أن يكون أحد الجناة شاباً فى العقد الثالث من العمر بحسب آثار الأقدام فى مسرح الجريمة وخلف القصر، بجانب وجود آثار عنف على باب خلفى للقصر يطل على تل ترابى ملاصق لمعبد الأقصر الفرعونى، الأمر الذى يرجح خروج الجانى من خلاله بعد ارتكابه للجريمة خاصة أن التل الترابى خلف القصر يسهل من عمليات التسلل للقصر والخروج منه. الأجهزة الأمنية بالأقصر كثفت جهودها لكشف ملابسات الواقعة وغموض الجريمة، ويقوم البحث الذى يضم 20 ضابطاً بفحص علاقة المجنى عليهما مع مستأجرى الأراضى وبعض المقربين منهما، ولكن لم تتوصل الأجهزة الأمنية إلى مرتكبى الواقعة حتى الآن؛ معللة ذلك بوجود متاعب كبيرة تواجه فريق البحث بسبب طريقة ارتكاب الجريمة التى نفذت بطريقة لم تترك خلفها الكثير من الخيوط لكشف غموضها، إلا أن فريق البحث ما زال مصراً ولديه أمل فى كشف غموض الواقعة والقبض على الجناة. اما أصدقاء وجيران الضحيتين قالوا إنهم يعتقدون أن الجريمة تقف وراءها جهة منظمة، وأن الغرض من قتلهما سرقة مقتنيات معينة من القصر الذى يحتوى على مقتنيات وتحف فنية لا تقدر بمال مثل «لوح فنية لفنانين عالميين» و«أريكة» جلس عليها سعد زغلول و«مائدة» أكل عليها. وأضافوا أن ابنتى توفيق باشا أندراوس أشهر عزباوين فى الأقصر، حيث رفضتا الزواج برغم رغبة «هيلا سيلاسى» إمبراطور الحبشة فى الزواج من إحداهما، إلا أنهما فضلتا البقاء بالأقصر عن الزواج والاغتراب، وطالب القوصى وزارتى الآثار والثقافة ومحافظة الأقصر بالحفاظ على مقتنيات قصر توفيق باشا أندراوس. مشيراً إلى أن أندراوس باشا بالأقصر من أثرى وأعرق العائلات، حيث أن توفيق باشا أندراوس هو أحد رجال الحركة الوطنية المصرية خلال ثورة 1919 ونائب الأقصر لثلاث دورات بمجلس الأمة. وتحدث أيضاً عن والدهما توفيق باشا أندراوس وعن القصر الذى شهد الواقعة قائلاً إنه تم بناؤه عام 1897، وهو القصر الوحيد الذى استقبل الزعيم سعد زغلول فى عام 1921 عندما منعت الحكومة الباخرة التى يستقلها زعيم الوفد من الرسو على أى شاطئ من شواطئ المدن، إلا أن صاحب القصر لجأ إلى حيلة شجاعة واستضاف الزعيم فى قصره، كما استضاف القصر كثيراً من مشاهير العالم ويتصدر القصر واجهة معبد الأقصر.