أظهر استطلاع للرأي أجرى بين أكثر من 3800 مراهق في مدينة فوشان بمقاطعة قوانغدونغ الصينية في عام 2008، أن 17% من الفتيات في المدارس المتوسطة حاولن الانتحار، وكانت الأسباب الرئيسية وراء ذلك ضغوط حياتية ومشاعر العزلة والوحدة، ووفقا للتقرير الصادر عن وزارة الصحة الصينية. وقال شيو كايون الأستاذ في معهد علم النفس في جامعة بكين "إن هناك علاقة واضحة بين الانتحار ونظام التعليم الأساسي في البلاد..موضحا أن المشكلة أكثر خطورة في الجامعات المرموقة، حيث ينبغي على الفتيات التعلم بجد لحصول على درجات عالية منذ طفولتهن، لكن على الرغم من أنهن من الطالبات المتميزات في الصف إلا أنهن يفتقرن إلى المعرفة حول قيمة الحياة خاصة عندما تصبح نفسيتهم هشة ، الأمر الذي يمتد بهذه المشاكل إلى عملهم وحياتهم بعد التخرج". على صعيد ذي صلة، كشف تقرير للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية أن الاكتئاب بإمكانه أن يزيد مخاطر محاولة الانتحار بنسبة تصل إلى 20 مرة، كما تزيد اضطرابات القلق مخاطر الانتحار من 6 إلى 10 مرات، وتعاطي الكحول إلى 6 مرات، وهو الأمر الذي دفع جامعة بكين لتقدم دورات في الإرشاد النفسي مرتين في الأسبوع لمساعدة الطلاب الصينيين على التعامل مع الضغوطات التي تواجههم. ومن جانبه ، قال تشانج تشى نائب مدير مركز الإرشاد النفسي في جامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا إن الشباب الذين ينشأون تحت حماية أسرهم، يجب أن يكون هناك منصة خاصة بهم للتحدث كلما شعروا بالقلق أو وقوعهم في ورطة. وأضاف أن عدم الحديث وحفظ كل الأشياء في قلبهم يمكن أن يؤثر على صحتهم، وإن حل المشكلة يحتاج الى التعاون بين الأسر والمدارس والحكومة. وبدوره، قال المدير السابق لمركز بكين لتدخل لحل الأزمة النفسية تساو يانيوان "على الرغم من عدم وجود علاج لجميع الأمراض، إلا أن الدعم الاجتماعي والمساعدة والمشورة كان لهم دور كبير في تخفيض معدل الانتحار". وأضاف "منذ استحداث خط ساخن للانتحار فى الصين عام 2002 في العاصمة بكين، استمرت المبادرات والمشروعات المماثلة في عدد من المدن الرئيسية فى الصين مثل شانجهاي وقوانجتشو وهانجتشو ونانجينغ وتايوان.