دعا الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، القوى السياسية إلى التوحد لمواجهة محاولات إعادة النظام السابق. وقال فى رسالته الأسبوعية، أمس: «القضية الآن ليست فى فصيل أو حزب أو جماعة أو نتيجة انتخابات، ولكنها قضية وطن، ومستقبل أمة، وأمل ثورة، فلن نستطيع مواجهة تهديدات المنتفعين من النظم السابقة إلا بوحدتنا وتماسكنا وترابطنا، وليكن اعتصامنا بحبل الله ووحدتنا هو شعار المرحلة، لنعبر ببلادنا وأمتنا نحو المستقبل». وأضاف: «إن ما تمر به الأمة الآن من تحديات جسام تهدد مكتسباتها ومستقبلها والأجيال المقبلة لعشرات السنين، يوجب علينا أن نتوقف لمراجعة أنفسنا جميعاً، وتصحيح المسار، ومواجهة التحديات والانتصار لإرادة الشعوب، وإعلاء قدرها وقيمتها، ومن أبرز التحديات محاولة زبانية النظم الفاسدة السابقة العودة إلى مسرح الأحداث، منفقةً الملايين من مالها المكتسب بطرق غير شرعية وبالنهب المنظَّم لمقدَّرات الشعب الكادح». ووصف محاولات إعادة إنتاج النظم السابقة باليائسة، وبأنها «حلاوة روح لمن دخل معركته الأخيرة الخاسرة، فيدفع بكل ما يملك ليحافظ على ما نهبه واستولى عليه، وهو يعلم أن الشعب بعمومه يرفضه، لكنه يقاوم ليحافظ على وجوده، ولاستمرار الجوِّ الفاسد الذى تربَّى فيه وترعرع». واعتبر المرشد أن المرحلة الحالية لا تحتاج إلى الترف الفكرى والسجالات العقيمة، ولا إلى اجترار الماضى واستحضار أخطاء كل فصيل للتشفِّى أو للانتصار للرؤى الشخصية، ولكنها تحتاج إلى الدراسة واستخراج العبر والدروس المستفادة والانطلاق نحو المستقبل بأطروحات عملية، توحد ولا تفرق، وتبنى ولا تهدم، وتعلى الصالح العام لا المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، لافتاً إلى أن مساحة التوافق بين كل القوى والتيارات السياسية والفكرية كبيرة جدا، ولا ينبغى فى هذه اللحظات الفارقة أن نترك المتفق عليه ونبحث عن المختلف فيه ونعظّمه ونعطل به المسيرة. وأكد بديع أن الثورة مهددة من عدو للجميع، ولا بد من التكاتف ضده، لأنه يريد سرقة كل سكان واتحاد ملاك مصر، وحرق المبنى بمن فيه، لافتاً إلى أن الإسلام رسم لنا الطريق، وجعل تحصين المجتمع من الانشقاقات الداخلية أحد أهم عناصر البناء.