استولى مقاتلو المعارضة السورية، اليوم، على مطار عسكري في محافظة حلب، في عملية عسكرية واسعة تستهدف مطارات ومراكز عسكرية أخرى شمال البلاد، حيث أفيد إحرازهم مزيدا من التقدم على الأرض. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من عدة كتائب إسلامية "اقتحموا مطار الجراح العسكري الواقع على طريق الرقة حلب وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح الاثنين". وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي، أن القوات النظامية التي كانت في المطار "انسحبت تاركة وراءها عددا من الطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة". وهي المرة الأولى التي تسقط طائرات حربية وبينها من طراز "ميغ" في أيدي مقاتلي المعارضة منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف مارس 2011. وأسفرت معارك مطار الجراح، المعروف أيضا بمطار "كشيش"، بحسب المرصد، عن مقتل خمسة من مقتلي المعارضة وإصابة آخرين بجروح، وقتل وجرح وأسر نحو أربعين من عناصر القوات النظامية". وأكد مصدر عسكري سوري في حلب الانسحاب من المطار، وقال "تم إخلاء المطار الأصغر والمستخدم لغايات تدريبية من الطائرات الحربية والتدريبية الجاهزة وتحميل الذخيرة اللازمة والصالحة قبيل الانسحاب". وقال "لم يبق في المطار سوى كمية قليلة جدا من الذخيرة غير الفعالة وطائرات معطلة منذ فترة طويلة بحاجة إلى صيانة وإصلاح". وقصف الطيران الحربي المطار بعد سقوطه، بحسب ما ذكر المرصد. وبعد وقت قصير على سقوط مطار الجراح، أعلنت كتائب إسلامية عدة في بيان مشترك وزعه "مكتب حلب ال‘علامي" بدء "هجوم واسع فجرا" على مطار النيرب العسكري في ريف حلب ومطار حلب المدني ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز المنارة القريب منه. وذكر المرصد في بيان، قبل قليل، أن المقاتلين سيطروا على حاجز المنارة، وأن مناطق في محيط اللواء 80 ومناطق عدة تتمركز فيها الكتائب المعارضة "تتعرض للقصف من طائرات حربية تابعة للنظام". وقال الناشط أبو هشام من مدينة حلب إن المقاتلين المعارضين في الشمال يركزون منذ فترة على استهداف المطارات والمراكز العسكرية. وأضاف "هذه المراكز مهمة لأنها مصدر ذخيرة وإمدادات، ولأن الاستيلاء عليها يضع بعض الطائرات التي تقوم بقصفنا خارج الخدمة". إلا أن المصدر العسكري السوري قلل من أهمية الهجمات الأخرى، وقال "كثيرا ما تتعرض المطارات العسكرية ومطار حلب الدولي المدني لمحاولات هجوم، لكن الإجراءات الأمنية والتحصينات العسكرية القوية المحيطة بهذه المطارات وعزيمة عناصر الجيش العربي السوري في الدفاع عنها تحول دون إمكانية المسلحين من الاقتراب منها". وأضاف "الوضع الأمني في بقية المطارات جيد وتزاول فيها الأعمال المقررة وفق البرنامج الطبيعي، ولا شيء يدعو للقلق في شأنها".