استقبلت أوساط دينية وشعبية في القطيف (شرق السعودية ذات أغلبية شيعية) أحكام محكمة سعودية ضد متهمين بإثارة أعمال شغب وفوضى بارتياح، حيث تراوحت الأحكام بين البراءة والسجن المخفف، فيما وُصِفَ بأنه تهدئة للتوتر في هذه المنطقة الساخنة من المملكة، لفتح المجال لحل الخلافات بالطرق الودية عبر الحوار الذي تقوده مجموعة من الشخصيات الدينية والاجتماعية الهامة بالمنطقة، بمتابعة وإشراف جهات سيادية وأمنية عليا. وأصدر قاضي المحكمة الجزئية بمحافظة القطيف في جلسة محاكمة علنية حكمين قضائيين بحق متهمين، وأمر برد دعوى إحدى القضايا لعدم كفاية الأدلة، فيما تم تأجيل النظر في قضيتين أخريين إلى الأحد المقبل، وذلك كله بتهم إثارة الشغب. ونقلت مصادر صحفية اليوم عن مصادر من المحكمة أن القاضي أمر برد الدعوى في القضية الأولى لعدم كفاية الأدلة وإنكار المدعى عليه جميع التهم المنسوبة له، وفي القضية الثانية اكتفى بالمدة التي قضاها المتهم في السجن وهي أربعة أشهر، واعترافه بمشاركته في 15 تجمعا للشغب بالمحافظة مع أشخاص آخرين وترديد عبارات مسيئة للوطن، وتم أخذ تعهد عليه بعدم تكرار ما بدر منه مرة أخرى، وتفهم المتهم ذلك وندم على مشاركته في تلك التجمعات، كما أصدر القاضي حكما بالسجن لمدة شهرين بحق شاب (22 عاما) شارك في تجمعات وترديد عبارات مسيئة للوطن، وأخذ عليه تعهدات بعدم تكرار ذلك مرة أخرى، واعترف المتهم بمشاركته في التجمعات بعد أن شاهد مطالبات بالحضور إليها عبر قناة "العالم". يذكر أن منطقة القطيف شهدت أعمال عنف ومصادمات بين متظاهرين ورجال أمن سعوديين خلال الأشهر الماضية، اسفرت عن مصرع وإصابة العديد من الأشخاص من بينهم رجال أمن. وتتهم السلطات السعودية مثيري الشغب بأنهم ينفذون أجندة جهات خارجية من أجل زعزعة الأمن وإثارة الفوضى في البلاد، بينما يدعى مثيرو الشغب أن لهم مطالب شرعية في منطقة تعاني من قصور شديد في الخدمات.