أحدثت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى مدينة شرم الشيخ، صدى واسعًا على المستويين المحلي والدولي، بعدما أشاد بانخفاض معدلات الجريمة في مصر مقارنة بالولاياتالمتحدة. وقال ترامب في كلمته: "في مصر لديهم معدل جريمة منخفض على عكس أمريكا، لأن لديهم حكامًا يعرفون ماذا يفعلون، بينما في الولاياتالمتحدة لدينا حكام لا يعرفون ماذا يفعلون." وزارة الداخلية.. درع الوطن وسيف الأمن والاستقرار إشادة عالمية من شرم الشيخ تصريحات الرئيس الأمريكي لم تكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل تعكس رؤية واضحة لحالة الأمن التي تعيشها مصر خلال السنوات الأخيرة، والتي جاءت نتيجة جهد مؤسسي متواصل من أجهزة الدولة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية المصرية، التي وضعت استراتيجية أمنية متكاملة جعلت من البلاد نموذجًا في الاستقرار والأمن الإقليمي.
من "الجمهورية الجديدة" إلى الأمن الشامل منذ إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع الجمهورية الجديدة، كان الأمن أحد أعمدتها الأساسية. فالتنمية لا يمكن أن تتحقق دون بيئة آمنة ومستقرة. ومن هنا، تبنت وزارة الداخلية رؤية شاملة ترتكز على: 1. تعزيز الوجود الأمني في الشارع المصري. 2. تطوير منظومة التكنولوجيا الأمنية والتحول الرقمي. 3. مواجهة الجريمة المنظمة والإرهاب. 4. تحقيق التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان.
وقد ترجمت هذه الرؤية إلى واقع ملموس؛ إذ نجحت الوزارة في خفض معدلات الجريمة التقليدية، مثل السرقة والبلطجة والاتجار بالمخدرات، إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقدين، بحسب بيانات أمنية حديثة.
التكنولوجيا في خدمة الأمن واحدة من أبرز التحولات التي شهدتها وزارة الداخلية في السنوات الأخيرة هي الاعتماد على التكنولوجيا في إدارة الملف الأمني. فقد تم إنشاء منظومات إلكترونية متكاملة لمتابعة الحالة الأمنية في مختلف المحافظات، وتوسيع نطاق استخدام الكاميرات الذكية، وأنظمة المراقبة المركزية، وتطبيقات التحليل الجنائي الرقمي. كما تم إنشاء مركز المعلومات الجنائية المتطور، الذي يربط بين قطاعات الشرطة المختلفة ويتيح سرعة تبادل البيانات بين الأجهزة الأمنية، وهو ما ساهم في الضبط السريع للجناة، والحد من معدلات الجريمة قبل وقوعها عبر ما يُعرف ب"الضربات الاستباقية". ويشير خبراء أمنيون إلى أن التحول الرقمي داخل الوزارة لم يجعل فقط الأداء الأمني أكثر فاعلية، بل ساهم أيضًا في تعزيز الشفافية والانضباط الداخلي داخل الجهاز الشرطي، وهو ما انعكس على صورة الوزارة لدى المواطنين.
نجاح في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب لم يكن من الممكن تحقيق انخفاض معدلات الجريمة في مصر دون مواجهة حقيقية للجرائم المنظمة التي طالما كانت تمثل تحديًا للدولة. فقد نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك عشرات العصابات التي كانت تنشط في مجالات الاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح، وضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة ضمن خطط أمنية متكاملة تمت بالتعاون مع القوات المسلحة وأجهزة المخابرات. أما في مجال مكافحة الإرهاب، فقد تمكنت الوزارة من توجيه ضربات استباقية ناجحة لتنظيمات إرهابية كانت تسعى لاستهداف مؤسسات الدولة ومواطنيها. وأصبحت مصر اليوم، وفق تقارير دولية، واحدة من أكثر الدول استقرارًا أمنيًا في الشرق الأوسط. هذه النجاحات المتتالية جعلت من المنظومة الأمنية المصرية نموذجًا عالميًا في كيفية الجمع بين الأمن والتنمية، وهو ما لفت أنظار العالم وأشاد به الرئيس الأمريكي نفسه خلال زيارته الأخيرة.
الأمن المجتمعي وبناء الثقة تدرك وزارة الداخلية أن الأمن لا يتحقق فقط عبر السلاح والدوريات، بل عبر بناء الثقة مع المواطن، وهو ما انعكس في برامج عديدة أطلقتها الوزارة خلال الأعوام الماضية. من أبرز تلك المبادرات: مبادرة "كلنا واحد" التي تهدف إلى تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين بالتعاون مع القطاع الخاص. القوافل الطبية والإنسانية التي تجوب المحافظات لتقديم خدمات طبية مجانية للمناطق الأكثر احتياجًا. حملات التوعية ضد المخدرات والعنف الأسري والتحرش، التي يشارك فيها ضباط الشرطة جنبًا إلى جنب مع مؤسسات المجتمع المدني. هذه الجهود ساهمت في خلق علاقة جديدة بين المواطن والشرطة تقوم على الاحترام والتعاون المتبادل، بعد سنوات طويلة من التحديات.
إشادة ترامب.. اعتراف دولي بجهود مصر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمثل اعترافًا دوليًا مباشرًا بما تحقق في مصر من أمن واستقرار. فالرئيس الأمريكي، المعروف بصراحته وواقعيته السياسية، لم يخفِ إعجابه بقدرة الدولة المصرية على الحفاظ على انخفاض معدلات الجريمة رغم التحديات الاقتصادية والإقليمية. ويرى مراقبون أن إشادة ترامب تمثل انعكاسًا لصورة مصر الجديدة في العالم؛ دولة قوية تمتلك مؤسسات أمنية راسخة، وتعرف كيف تحمي مواطنيها وحدودها ومصالحها. كما اعتبر محللون أن حديث ترامب يبعث برسالة مزدوجة: الأولى إلى الداخل المصري بأن ما تحقق من أمن واستقرار أصبح محل تقدير عالمي. والثانية إلى الخارج بأن مصر تمثل نموذجًا في إدارة الملف الأمني بشكل احترافي ومتوازن.
تأثير الاستقرار الأمني على الاقتصاد والسياحة الأمن ليس غاية في حد ذاته، بل هو أساس لتحقيق التنمية وجذب الاستثمارات. فبفضل حالة الاستقرار التي وفرتها وزارة الداخلية، أصبحت مصر واحدة من أكثر الوجهات جذبًا للاستثمار والسياحة في الشرق الأوسط. وقد شهدت الأعوام الأخيرة عودة قوية للسياحة العالمية إلى مصر، وارتفاعًا في معدلات حجز الفنادق في المقاصد السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر. ويرجع ذلك إلى شعور السائح بالأمان الكامل في جميع المناطق السياحية، بفضل الانتشار الأمني المنظم والدعم اللوجيستي الذي تقدمه الداخلية بالتنسيق مع وزارة السياحة. كما ساهم الأمن في تحفيز الاستثمارات الأجنبية، حيث أصبحت الشركات العالمية أكثر اطمئنانًا للعمل في سوق آمنة ومستقرة سياسيًا وأمنيًا.
تحديات المستقبل رغم النجاحات الكبيرة، تدرك وزارة الداخلية أن الحفاظ على هذا الإنجاز يتطلب تطويرًا مستمرًا في آليات العمل ومواكبة تطورات الجريمة الحديثة. ومن أبرز التحديات التي تواجهها الأجهزة الأمنية اليوم: 1. الجرائم الإلكترونية والابتزاز الرقمي. 2. انتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الرأي العام. 3. محاولات التنظيمات المتطرفة استغلال الفضاء الإلكتروني لنشر أفكارها.
ولذلك تعمل الوزارة على تدريب كوادر متخصصة في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز التعاون الدولي مع الدول الصديقة لتبادل الخبرات في مواجهة التحديات الجديدة.
إشادة مستحقة وواقع ملموس من الواضح أن إشادة الرئيس الأمريكي لم تأتِ من فراغ، وإنما هي ثمرة واقع ملموس تعيشه مصر اليوم. فمعدلات الجريمة انخفضت، والإحساس بالأمن أصبح سمة عامة في الشارع المصري، والمواطن يعيش في بيئة آمنة ومستقرة تتيح له العمل والإنتاج. ويقول أحد قيادات الأمن السابقين: "ما تحقق من أمن واستقرار في مصر يُعد معجزة بكل المقاييس، فبعد سنوات من الاضطرابات، نجحت الدولة في إعادة هيبتها، وبناء جهاز أمني عصري يواكب تحديات العصر."
وزارة الداخلية المصرية نموذجًا للانضباط والكفاءة والاحتراف في ضوء هذه الشهادات الدولية، تبقى وزارة الداخلية المصرية نموذجًا للانضباط والكفاءة والاحتراف، ودرعًا حقيقيًا يحمي الوطن من كل من يحاول المساس بأمنه أو استقراره. لقد قالها الرئيس الأمريكي من شرم الشيخ، وأكدها المصريون في كل شارع ومدينة وقرية: مصر آمنة... لأن لديها رجالًا يعرفون ماذا يفعلون.