تعد المخدرات من أخطر القضايا التي تهدد الأمن الاجتماعي والصحي والاقتصادي لأي مجتمع، وهي تحد يتطلب تعاونًا بين كل المؤسسات الحكومية والأمنية لضمان سلامة المجتمع وحمايته وهنا يبرز دور وزارة الداخلية كأحد الركائز الأساسية في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة، وذلك من خلال استراتيجيات شاملة ومتعددة الجوانب، نجحت الوزارة في تحقيق نتائج ملموسة في التصدي لتهريب المخدرات، وتجارها، وتوفير الوعي الكافي للمواطنين حول مخاطرها وفي السطور التالية نستعرض الجهود التي بذلتها الوزارة في مكافحة المخدرات. تولي وزارة الداخلية بقيادة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية اهتمامًا بالغًا بمكافحة المخدرات باعتبارها تهديدًا أمنيًا لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمتد إلى التأثير على أمن الوطن ككل، وقد أدت الحملات الأمنية المكثفة التي شنتها الوزارة إلى نتائج ملموسة، من خلال تنفيذ عمليات أمنية استهدفت بؤرًا إجرامية رئيسية في جميع أنحاء الجمهورية. وعلى مدار العامين الماضيين نجحت الوزارة في تنفيذ حملات واسعة في مختلف المحافظات بهدف ضبط شبكات تجارة المخدرات والأسلحة النارية غير المرخصة مثال على ذلك، الحملة الأمنية التي استهدفت محافظتي الدقهلية والقليوبية، والتي أسفرت عن ضبط أكثر من طن من المواد المخدرة بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى 68 قطعة سلاح ناري وطلقات نارية متنوعة. هذه العمليات أسهمت بشكل كبير في إضعاف شبكات التهريب والمساهمة في ضبط الأمن المجتمعي. وتتنوع أساليب وزارة الداخلية في مكافحة المخدرات بين الحملات الميدانية المستمرة والتنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة مثل الأمن العام وقطاع مكافحة المخدرات وذلك من أجل العمل على إعداد الخطط الأمنية وتوجيه فرق العمليات الخاصة لتنفيذ المداهمات بالإضافة للتعاون المستمر بين الشرطة وبين قوات حرس الحدود لمنع تهريب المخدرات لداخل البلاد. ولأننا اصبحنا في عصر يتزايد فيه الاهتمام بالتطور التكنولوجي والرقمي باتت الأساليب التقليدية لمكافحة المخدرات غير كافية لمواجهة تحديات تهريب المخدرات المعقدة والمتطورة ومن أجل ذلك؛ طورت وزارة الداخلية قدرات الأجهزة الأمنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة لمراقبة عمليات التهريب وكشف أساليبها المتجددة؛ حيث شملت هذه التقنيات أجهزة كشف المخدرات المتطورة، وبرامج تحليل البيانات التي تساعد على تتبع تحركات شبكات التهريب عبر الحدود البرية والبحرية. وتمكنت الأجهزة الأمنية بفضل هذه التقنيات من إحباط العديد من محاولات تهريب المخدرات سواء كان ذلك عبر البحر أو الأماكن الحدودية، لذلك أيضا تكثف وزارة الداخلية مراقبتها للأراضي الصحراوية والحدودية التي تعتبر مراكز وطرق رئيسية لتهريب المخدرات. ولأن هناك تكاتفًا وتعاونًا دوليًا في مكافحة المخدرات ساعد ذلك وزارة الداخلية على تطوير منصة إلكترونية لتبادل المعلومات مع الوكالات الدولية والمحلية المعنية بمكافحة المخدرات ما يعزز التنسيق وتبادل الخبرات بين الأجهزة الأمنية في الداخل والخارج، حيث أن ظاهرة تهريب المخدرات ليست محلية فحسب بل هي قضية عالمية تتطلب التنسيق بين الدول والمؤسسات الدولية لمكافحتها بفعالية. لذلك، فقد عملت وزارة الداخلية المصرية على تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية، وفي مقدمتها مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لمواجهة تهريب المخدرات عبر الحدود وهذا أسهم أيضا في التعاون مع دول الجوار في تبادل المعلومات عن عصابات الجريمة المنظمة وتنسيق العمليات المشتركة لمكافحة تهريب المخدرات، هذه الجهود أسهمت في ضبط العديد من شحنات المخدرات التي كانت في طريقها إلى الأسواق المصرية أو تمر عبر مصر في طريقها إلى دول أخرى. توعية وزارة الداخلية تعمل بكل طاقتها من أجل منع دخول المخدرات للداخل المصري وظهر ذلك في العديد من الحملات والمداهمات التي قام بها قطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة ومع التوازي لذلك تقوم وزارة الداخلية بحملات لتوعية المجتمع حول مخاطر المخدرات، بهدف تقليل الطلب عليها وحماية الأجيال الجديدة من الوقوع في خطر الإدمان. هذه التوعية تشمل الفئات الأكثر عرضة للوقوع في الإدمان مثل الشباب والمراهقين وهذا ما تقوم به الوزارة في الجامعات والمدارس على مستوى الجمهورية وايضا في النوادي وأماكن تجمع الشباب حتى تزداد التوعية لدى هذه الفئة وهى الاكثر عرضة لمخاطر الإدمان. وهنا يجب أن نبرز دور قطاع الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية والذي يقوم بتنظيم العديد من حملات التوعية التي استهدفت المدارس والجامعات والمراكز الشبابية وخلالها تم تقديم محاضرات توعوية وورش عمل تركز على مخاطر المخدرات وأثرها السلبي على الصحة النفسية والجسدية بالإضافة لتقديم المشورة حول كيفية الوقاية من الإدمان. ومن ضمن الحملات والمبادرات التي تقوم بها وزارة الداخلية لمكافحة المخدرات هى الحملات التي تقام ضد مراكز علاج الإدمان غير المرخصة حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط أكثر من 120 مركزا غير مرخص لعلاج الإدمان على مدار العامين الماضيين. هذه المراكز كانت تدار من قبل أشخاص غير مؤهلين لإدارة مثل هذه المنشآت التي من المفترض أنها لعلاج الادمان لكنها في حقيقة الأمر تساهم في تدمير حياة الأشخاص الذين يعالجون فيها وتؤدي في نهاية الأمر لمضاعفة الخطر على الذين يحاولون العلاج وقد يؤدي كما تابعنا في حالات سابقة إلى وفاة أشخاص في تلك المراكز؛ لهذا تقوم وزارة الداخلية بمطاردة مثل تلك الأماكن التي تقام في مناطق متطرفة عن العمران حتى تكون بعيدة عن أعين الداخلية ولكن رجال الامن ممن يسهرون على أمن وأمان الوطن عيونهم لا تنام لذلك تسقط مثل هذه المراكز في قبضة العدالة، حماية للشباب ومساعدة الداخلية في حصول المتعافين على علاج حقيقي يضمن لهم عدم العودة لتعاطي المخدرات مرة أخرى. لذا تستمر جهود وزارة الداخلية في مكافحة المخدرات وهى تمثل نموذجًا مهمًا في مواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد المجتمع من خلال استراتيجيات شاملة تشمل الوقاية، الملاحقة الأمنية، التعاون الدولي والتوعية المجتمعية وهو ما جعلها تحقق نتائج إيجابية ملموسة في الحد من انتشار المخدرات رغم التحديات المستمرة إلا أن الحرب على المخدرات تبقى أولوية أساسية لوزارة الداخلية، التي تواصل تكثيف جهودها لضمان مجتمع آمن وصحي خال من المخدرات. اقرأ أيضا: جمارك الغردقة تضبط راكبا حاول تهريب كمية من مخدر الحشيش