لا شىء أجمل من المقارنات، تضع موقفاً أمام موقف فتنكشف لك الأشياء عملياً وتظهر الاختلافات، وتميز بسهولة بين الخبيث والطيب، ومن بين كل المقارنات تظل مقارنة الصورة هى الأجمل على الإطلاق كاشفة وسريعة وتضع كل التفاصيل أمامك، تفاصيل واقعية لا يجوز تزييفها أو تزويرها أو خداع الناظر إليها، ومن بين كل مقارنات الصور تبقى المقارنة الأكثر وضوحاً والأكثر إفادة هى مقارنة «قبل وبعد»، صورة لمكان فى الماضى وصورة له فى الحاضر وصورة لما تتخيله لنفس المكان فى المستقبل. المقارنة هنا تكون واضحة وسريعة، ينظر المواطن إلى صورة الماضى بكل عيوبها وسلبياتها، ثم ينظر إلى صورة الحاضر فيستطيع بكل بساطة أن يعى ويدرك حجم الإنجاز الذى تم. فى الدويقة يبدو الأمر واضحاً وجلياً، ما بين الدويقة العشوائيات القاتلة، والدويقة المنطقة الحضارية التى حضر الرئيس السيسى افتتاحها منذ يومين، ما بين صور الدويقة وهى عشش يصرخ فيها الأهالى من الإهمال والأمراض والتجاهل وصورة الدويقة لمواطنين بصحبة الرئيس فى منطقة تحولت إلى مجتمع سكنى حضارى متكامل يمكنك أن تلمس حجم الإنجاز والأحلام والأهم يمكنك أن تضع يدك على خط درامى مثير للاهتمام وهو وعود الرئيس التى تنفذ، الرئيس الذى يعد وينفذ، وفقراء الدويقة الذين يعيشون لأول مرة تلك الحالة.. حالة الدولة التى تعدهم بأحلام وتحولها إلى واقع. كانت الصورة هى الشاهدة لذا كان التأثير عظيماً، صورة للدويقة وهى عشش وعشوائيات وطرقات وحياة غير آدمية، تقابلها صورة لدويقة الحاضر وهى تحمل اسم حى الأسمرات وقد اختفت منها العشش والعشوائيات وحل محلها صورة مبهجة لسكن اجتماعى فاخر وعمارات وشقق سكنية آدمية تجاورها خدمات طبية وصحية وتعليمية. ضحكة الغلابة فى الدويقة هى جدار ثقة جديد للرئيس والسلطة الحالية لأن الناس شهدت بعينها رئيساً يعد بتحويل الخراب إلى جنة وفعل ذلك فى التوقيت وبالشكل الذى وعد به. كان المشهد أكثر من رائع والأعلام المصرية تحيط بالعمارات الشاهقة فى استقبال المواطنين والأهالى لتظهر الصورة بشموخ يدل على أن الدولة حاضرة وإذا وعدت أوفت. الرئيس سلم المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات، أى ما يعادل 11 ألف وحدة سكنية. دعك من رقم الوحدات الضخم الذى تم الانتهاء من بنائه وتطوير المنطقة من حوله فى زمن قياسى وركز فى أن 11 ألف أسرة باتت تعيش الآن حياة آدمية وآمنة، وركز أكثر أن أموال «تحيا مصر» والتبرع للصندوق الذى لم يرحمه النشطاء من السخرية تحول الأحلام إلى واقع وتنقذ حياة آلاف الأسر ليبقى الإنجاز لصالح الصندوق وتبقى السخرية هى رأسمال الخائبين على «فيس بوك». مشروع الأسمرات لا يتوقف عند حدود كونه وحدات سكنية تليق بحياة آدمية، بل حرص مخططوه على أن ينقلهم لمجتمع متكامل، يضم المدارس والملاعب، ورعاية صحية، وخدمية وتجارية، تكفى احتياجات تلك الأسر. هكذا تم وضع خطة المشروع تنموياً وعمرانياً، بلغت تكلفته قرابة 1.5 مليار جنيه، إلا أن للمشروع قيمة إنسانية أخرى لا تقدر بمال، وهى المساهمة فى تأمين أرواح الأهالى البسطاء، الذين حالت ظروفهم المعيشية دون توفير مسكن آمن، فأصبح الجبل مأواهم، والجبل لم يرحمهم يوماً والسنوات السابقة شاهدة على كتله الحجرية وهى تنزل فوق رؤوسهم، بينما الآن تحصنهم الأسمرات من غدر الجبل. حى الأسمرات وتطوير الدويقة خير بداية للتأكيد على أن حلم الرئيس فى القضاء على العشوائيات فى مصر قابل للتحقيق بتضافر جهود المخلصين فى الحكومة مع رجال القوات المسلحة مع رؤية الرئيس مع المواطن الذى لا يبخل على وطنه بالتبرع. حى الأسمرات وتطوير الدويقة تأكيد جديد على خطوات الرئيس الثابتة نحو إعادة تأسيس دولة قوية لا تعرف العشوائيات ولا تعرف المسكنات، فقط مشروعات تؤسس لبنية تحتية قوية تمثل انطلاقة لجذب استثمارات ونهضة اقتصادية مستقبلية.