أى والله العظيم إذ فجأتم انفتحت فى وشى ماسورة صرف صحى على أثر كلمة عتاب حميمة من الصديقة العزيزة الجميلة الأستاذة أمينة النقاش، بعد أن قرأت الحلقة الثالثة من الجزء الثالث من السيرة الذاتية «الفاجومى» التى تنفرد بنشرها صحيفة «الصباح» اليومية، وجاء العتاب على الفقرة التى كتبتها عن ورقة كتبت فيها قصيدتى «التحالف» وأعطيتها للصديق الراحل محمد عودة، حسب طلبه وأثناء تحقيق المدعو حسن أبو باشا فى مبنى المباحث العامة قدم لى المحقق نفس الورقة بخطى وهذا أوقعنى فى حيرة مؤلمة، وكعادة الأستاذة أمينة النقاش فى الدفاع عن أصدقائها، اندفعت تنفى عن عودة تهمة العمالة لمباحث أمن الدولة، وهذه هى قناعتى، ومن هنا جاءت حيرتى التى عذبتنى كثيراً، وللحق كان رد أمونة يحمل لى ما يشبه البلسم أو الملطف لأنها عللت وجود هذه الورقة لدى حسن أبوباشا بحالة الفوضى التى كان يعيشها الأستاذ محمد عودة، التى بالتأكيد أوقعت الورقة فى يد أحد البهوات الذين كانوا يحيطون بمحمد عودة، أينما ذهب وأينما جاء وكان هذا التعليل بالنسبة لى كالقشة التى تعلق بها الغريق لينجو من الغرق، ويصل إلى بر الأمان، وقد يقول قائل: «إن تعليل أمينة النقاش ليس كافياً بالدرجة التى تقلب المفاهيم أو تغير وجهات النظر بهذه البساطة! وأنا موافق على هذا القول، ولكن كنت أبحث بالفعل عن مخرج من هذه الأزمة التى أخذت بخناقى فترة طويلة؛ لذلك تقدمت بالشكر والحمد للصديقة الصدوقة التى يجدها الإنسان فى أوقات الشدة، وهكذا أقنعت نفسى بعدم البحث عن الفاعل الحقيقى وإغلاق هذا الملف إلى الأبد. وإذ فجأتم على صفحات صحيفة «الصباح» وبالتحديدعلى الصفحة التى تنشر عليها حلقات «الفاجومى» لم أجد الفاجومى ووجدت مكانها صوراً لمجموعة ممن يقال عنهم مثقفون أو مبدعون، وكلهم تقيأوا فى وجهى؛ لأننى اتهمت «صديقى» محمد عودة بالعمالة لمباحث أمن الدولة، وهذا معناه أنهم جميعاً لم يقرأوا ما كتبت وهذا أسعدنى كثيراً، وأنا أيضاً أشك فى أنهم قرأوا المانشيت الذى على الصفحة الأولى من صحيفة «الصباح»، وهو صياغة صحفية بحتة صاغها أحد الأساتذة العاملين فى التحرير، وأقصد تحرير الصحيفة، وعادة ما يكون هذا المانشيت مثيراً لتحفيز القارئ على شراء الصحيفة وحين عدت للصحيفة، قرأت أن محمد عودة - باعنى لمباحث أمن الدولة!- وأنا لا يمكن أن أفكر فى إمكانية حدوث هذا لأننى عرفت محمد عودة كصديق حميم وأيضاً كقامة أدبية وسياسية سامقة، فقط كانت بيننا بعض المداعبات مثلاً حين تزوجت من الأستاذة صافى نازكاظم أم النوارة وأحدث ذلك الزواج لغطاً بين المثقفين، وحين سألوا محمد عودة، قال لهم: شكوكو تزوج سهير القلماوى! وقد أسعدنى هذا التشبيه؛ لأننى أعرف أن محمود شكوكو الفنان الشعبى الأسطورة، ظاهرة قد لا تتكرر مرة أخرى وهذا ما لا يعرفه المرحوم محمد عودة، والمثقفون المختبئون فى ماسورة الصرف الصحى. أغنية شعبية أغنية شعبية خفيفة الدم بشكل مصرى، ذكرنى بها الأخ هشام قنديل، اللى نزل الشارع فى جولة مفاجئة، فوجد الرغيف الفاخر اللى قالوله عليه إنه بشلن بس، ولما قطم منه قطمة، قال - الله.. يا بخت الفقرا ودا بيفكرنى بالأغنية الشعبية اللى بتقول: دخل الحرامى وأنا نايمة شوفوا قلة أدبه وأنا نايمة وتستمر الأغنية حتى.. وأنا نايمة برضه. يا عم الشيخ هشام، الشعب المصرى مابقاش ياكل م الكلام ده بعد ثورة 25 يناير. وأنا نايمة