رغم أنه منذ انعقاد جلسات البرلمان فى 10 يناير الماضى، لم يبدأ ممارسة عمله الرقابى والتشريعى، فإن الملل تسلل سريعاً إلى ممثلى الشعب، وكان «التزويغ» منفذهم باستمرار، للهروب من الجلسات، الأمر الذى تسبّب فى عدم اكتمال النصاب القانونى، وهو العدد المطلوب لانعقاد أى جلسة، الذى يُقدر ب297 نائباً. «عبدالعال» يُهدّد بتطبيق اللائحة بعد إقرارها على المتغيبين الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، شكا مراراً وتكراراً من وجود المقاعد الخالية فى الجلسات: «أنا حزين.. أنا حزين»، عبارة طالما ردّدها «عبدالعال» مع بداية كل جلسة، بسبب عدم اكتمال النصاب القانونى، محذراً النواب من أن التاريخ سيُحاسبهم لتغيّبهم عن الجلسات، وأن الإعلام لن يرحمهم، حتى لجأ إلى «البصمة» مؤخراً، ليُسجل غياب من لم يحضروا، ويطبّق العقوبة المقرّرة على الغياب فى اللائحة. «أرجوكم.. أنتم تحملون أمانة فى أعناقكم، هذه ممارسات غير مقبولة، لدينا 150 نائباً اعتادوا الغياب عن الجلسات، وسأطبق عليهم اللائحة، وأنشر أسماءهم فى الصحف».. رسالة غاضبة وجّهها رئيس مجلس النواب بامتعاض شديد، إلى أعضاء المجلس، فى الوقت الذى تم فيه التصويت على النصاب القانونى نحو 4 مرات، واستغرقت مدة تزيد على 30 دقيقة. فى المرة الأولى، حاول «عبدالعال» تقبُّل «تزويغ» النواب بصدر رحب، وبالتحديد فى الجلسات المسائية، وعند التصويت على العدد القانونى للجلسة، يجد رئيس المجلس، أن النصاب لا يكتمل، ليقول للنواب: «صوتوا.. أنا عارف أن العدد داخل القاعة كبير.. بلاش الحركات دى.. تعبتوا ولّا إيه». ويضطر «عبدالعال» إلى رفع الجلسة لليوم التالى، ويتم تكرار الأمر، ولا يكتمل النصاب. يشعر «عبدالعال»، أن الأمر يخرج عن سيطرته، ويدعو النواب إلى التصويت لاكتمال النصاب حتى يبدأ الجلسة، قائلاً: «انتو مضربين عن التصويت.. أنا معاكم لغاية ما تزهقوا.. مايصحش كده.. الناس تنتظر من البرلمان ما الذى سيقدمه»، ولكن لا حياة لمن تنادى، ويتم إلغاء الجلسة المسائية، التى كانت مخصّصة للتصويت على مشروع اللائحة الداخلية، رغم أن مادة واحدة متبقية، وبغضب شديد طلب رئيس المجلس من المستشار أحمد سعدالدين، أمين عام مجلس النواب، إعداد كشف بأسماء النواب «المزوغين» وإعلانها للرأى العام، ولدوائرهم الانتخابية. اشتاط «عبدالعال» غضباً، لعدم قدرته على تمرير اللائحة، وعدم وجود ثلثى الأعضاء، باعتبار اللائحة من القوانين المكمّلة للدستور، وحذّر من عقاب المتغيبين، حتى لو وصل الجزاء إلى إسقاط العضوية، حتى يفكر الشعب فى الأعضاء الذين انتخبوهم، ولم يفكروا فى حضور هذه الجلسة التاريخية. «حد يروح يجيب النواب من البهو»، جملة قالها رئيس المجلس، الذى جلس على منصته العلوية فى القاعة الرئيسية، أمام المقاعد الخالية، فى انتظار حضور النواب، من مقر استراحتهم بالبهو الفرعونى الذى يتناولون فيه الأطعمة والمشروبات، ويتبادلون فيه الآراء فى بعض القضايا، ويجمعون التوقيعات فى الأمور المختلفة. فى إحدى الجلسات، صرخ النائب أحمد ماهر فى وجه رئيس المجلس، اعتراضاً على عدم اكتمال النصاب بسبب صوت واحد توقف عنده النصاب، قائلاً: «مش معقول يا ريس.. الجلسة مُعلقة علشان صوت واحد مش لاقيينه.. طبق اللائحة على المستهترين»، وذهب النائب سعيد حفنى إلى مقعد «عبدالعال» غاضباً، ملقياً فى وجهه عبارة غاضبة: «يا ريس احكم وسيطر بقى». وبلغ «التزويغ» ذروته، وتعطل بدء إحدى الجلسات مدة تزيد على 60 دقيقة، وجلس «عبدالعال» خلال مناقشة «برنامج الحكومة» وسط المقاعد الخالية، ليقول للنواب الموجودين: المفترض أن يكون أمامى فى القاعة ما لا يقل عن 590 نائباً، بعد الاعتذارات، لكن العدد هنا قليل، وهذا أمر غير مقبول، وسأضطر إلى إغلاق باب المناقشة، والتصويت بشكل مباشر على برنامج الحكومة، لارتباطنا بموعد دستورى، ولا نستطيع تحمّل المسئولية التاريخية. وعن المتغيبين. وبدأ «عبدالعال» فى ختام المائة يوم فى تطبيق البصمة وتهديدات بتطبيق اللائحة الداخلية التى صدّقت عليها رئاسة الجمهورية بالفعل مع بدء تفعليها بنشرها فى الجريدة الرسمية والتصويت على برنامج الحكومة المقرر خلال ساعات.