تخوض القوى والأحزاب الإسلامية الانتخابات المقبلة ب3 تيارات معلنة حتى الآن، أولها التحالف الانتخابى الذى يؤسسه حازم صلاح أبوإسماعيل، مع المستقيلين من حزب النور، الذين يؤسسون حزب الوطن برئاسة عماد عبدالغفور، والثانى هو جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، والأخير هو حزب النور، الذى يستند إلى «الدعوة السلفية» وهيكلها التنظيمى، ورأى إسلاميون أن تحالف «أبوإسماعيل» سيؤثر سلباً على «الحرية والعدالة» و«النور» ويؤدى إلى تفتيت الأصوات، ويصب فى مصلحة التيارات الليبرالية التى تخوض الانتخابات بقوائم موحدة. وتجرى اتصالات بين تحالف «أبوإسماعيل» والجماعة الإسلامية، بتنسيق من قيادات مستقيلة من حزب النور لضمها فى التحالف، وفى المقابل فإن هناك اتصالاً بين الجماعة والدعوة السلفية لعرض التحالف مع «النور» فى الانتخابات المقبلة كما هو الحال فى البرلمان السابق، فيما لم توجه إلى أحزاب إسلامية مثل «الأصالة والإصلاح» دعوات للتحالف من التيارات السابقة. وقال أحمد مولانا، عضو المكتب السياسى للجبهة السلفية، المتحدث الرسمى لحزب الشعب ل«الوطن»، إن تأسيس «الشعب» جاء بعد طول انتظار لإعلان الشيخ حازم عن حزبه، ولم يحدث، فكان قرار الجبهة بتأسيس حزب «الشعب»، فإن أسس «أبوإسماعيل» حزبه اندمجنا معه. وأضاف: «ما يجمع الشعب والفضيلة وأبوإسماعيل هو اتفاق فى الرؤية والمنهج بينهم»، لافتاً إلى أن أهم أسباب الاندماج مع «أبوإسماعيل» وتكوين التحالف هو مواجهة تحالفات التيارات المدنية والليبرالية فى الانتخابات المقبلة. وأوضح «مولانا» أن التحالف الانتخابى يضم المستقيلين عن «النور»، ولكنهم لن يندمجوا فى حزب «أبوإسماعيل» لاختلاف رؤاهم ورؤى «أبوإسماعيل»، وهو ما ثبت من مواقفه السياسية خلال عامين كاملين، لافتاً إلى أن الخلاف بينهم وبين «النور» كان خلافاً إدارياً وليس منهجياً. وأشار «مولانا» إلى حرص «أبوإسماعيل» على الاتصال بجميع ألوان الطيف الإسلامى، لمواجهة الإخوان المسلمين والحصول على أكبر نسبة من المقاعد فى البرلمان المقبل. وأرجع «مولانا» إنشاء حزب «أبوإسماعيل» والتحالف الانتخابى إلى تهميش الإخوان المسلمين للتيار السلفى الكبير الذى يمثله «أبوإسماعيل» فى التعيينات، خصوصاً «الشورى» والحوارات الوطنية وتجاهله تماماً. وتابع: «أتوقع حصول تحالف أبوإسماعيل على نسبة 20 إلى 25% من البرلمان» مشيراً إلى أن وجود أكثر من تحالف وتيار إسلامى فى الانتخابات المقبلة يمثل تنوعاً وإثراء فى الحياة السياسية الإسلامية. وحسب «مولانا»، فإن قاعدة شعبية كبيرة ترى فى اتجاه «أبوإسماعيل» السياسى ما يمثلها بالفعل وستصوت له فى الانتخابات المقبلة، مؤكداً أن دخول «أبوإسماعيل» الانتخابات سيخصم من رصيد «الحرية والعدالة» و«النور» فى الانتخابات المقبلة، وقال إن إعلان «أبوإسماعيل» عن خوض الانتخابات المقبلة على 100% من مقاعد البرلمان يؤكد عدم علاقته بالإخوان وتنفيذه أجندة خاصة به، خلافاً لما كان يشاع عن علاقة المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان وأبوإسماعيل. ووصف المهندس محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة، الذى أعلن انضمامه لحزب «أبوإسماعيل»، التحالفات الانتخابية بالظاهرة الصحية، مؤكداً أن تحالف «أبوإسماعيل» إضافة للتيار الإسلامى، وسيضم عدداً كبيراً من الإسلاميين الذين لم تكن لهم جهة انتخابية. وأضاف أن التحالف يؤثر سلباً على «الحرية والعدالة» و«النور» ويخصم من رصيدهما فى البرلمان المقبل، وفى «الفضيلة» لم نخُض الانتخابات السابقة ووزعت أصواتنا بين حزبى الإخوان والنور، ووجهنا أعضاءنا للتصويت للأصلح، وستتوجه ل«أبوإسماعيل»، كاشفاً عن استمرار التحالف لما بعد البرلمان. وقال الدكتور كامل عبدالجواد، نائب رئيس الدعوة السلفية بالجيزة، القيادى بحزب الوطن الذى أسسه المستقيلون من «النور»، إن وجود تحالفات إسلامية لخوض الانتخابات يؤثر إيجاباً على التيار الإسلامى ويمثل نكهة جديدة. وأضاف: الأصوات التى حصل عليها الإسلاميون فى البرلمان السابق ستكون هى نفسها فى البرلمان المقبل، إن لم تتجه للزيادة ولكن تقسيمها سيختلف، وسيكون ل«الوطن» ولتحالف «أبوإسماعيل» نصيب كبير فيها. وكشف عن اتصالات تجرى بين «الوطن» والجماعة الإسلامية للدخول فى التحالف الانتخابى مع «أبوإسماعيل»، موضحاً أنه بانضمام الجماعة للتحالف سيحصد كتلاً تصويتية كبيرة فى الصعيد، متوقعاً حصول التحالف على أغلبية البرلمان واستمراره لما بعد الانتخابات. وقال اللواء عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة، إنه لم يجر اتصالاً مع الحزب للدخول فى أية تحالف سياسى حتى الآن، وما وصل للحزب كان عبر وسائل الإعلام ولم تصل عروض رسمية، وهو عرض من حزب الوطن التابع لعبدالغفور، وانتقد تجاهل «الحرية والعدالة» و«النور» للأحزاب الصغيرة، موضحاً أن من الأفضل أن تحتوى الأحزاب الكبيرة الصغيرةَ. وحسب عفيفى، فإن تحالف «أبوإسماعيل» سيؤدى إلى تفتيت أصوات الإسلاميين لصالح التيار الليبرالى وهو ما يرفضه بشدة. وقال نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد، إن التحالف الانتخابى ل«أبوإسماعيل» سيحصد نسبة كبيرة من الأصوات الانتخابية، وستخصم من رصيد «الإخوان المسلمين» و«النور». وأضاف: كثيرون من داخل التيار الإسلامى فقدوا الثقة فى جماعة الإخوان، وسينضمون ل«أبوإسماعيل»، لأنهم حين تحالفوا مع الإخوان، استخدمتهم الجماعة دون مقابل، خصوصاً الجماعة الإسلامية التى هى الأقرب إلى التحالف مع «أبوإسماعيل». وتابع: سيحصل على أصوات السلفيين الذين ليس لهم اتجاه سياسى وهى كبيرة، متوقعاً أن ينجح تحالف «أبوإسماعيل» فى المرحلة المقبلة ولكنه سيفشل فيما بعد لأنه ليس لديه منهج لقيادة البلاد، وهو حال التيارات الإسلامية الأخرى. وكشف الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين عن اتصالات أجراها «أبوإسماعيل» مع المنشقين عن جماعة الإخوان لضمهم فى تحالفه الانتخابى. وقال «الزعفرانى» إن حالة من الرعب والهلع تسيطر على «مكتب الإرشاد» وقيادات «الجماعة» لخوض «أبوإسماعيل» الانتخابات المقبلة، لأنه سيخصم من نسبة أصواتهم، مؤكداً أن «الجماعة» ستبذل أقصى جهد فى الانتخابات المقبلة لتحصد الأغلبية. وأضاف: سينجح تحالف «أبوإسماعيل» فى مرحلة الانتخابات ولكنه سيفشل فيما بعد لأن الحزب يجمع شتاتاً فكرياً مختلفاً، ولا توجد وحدة فكرية فيه، وهو الأمر الذى استشعره «أبوإسماعيل» بذكائه، فكان حريصاً على خوض الانتخابات أكثر من حرصه على إنشاء حزب لأنه يعلم أن مقومات فشله توجد داخل تكوينه، وستبدأ المشاكل والصراعات بين التيارات التى تكون التحالف مع «أبوإسماعيل». وأوضح أن حزب الوطن الذى تكون من المستقيلين من «النور» لا يجمعهم فيه إلا خلافهم مع «النور» فقط، الذى سينتهى بمجرد تأسيس الحزب، ثم تظهر خلافاتهم فيما بينهم.