سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أول من أشرك بالله فى عهد مرسى ل«الوطن»: أشركت لأن الذين أصلى وراءهم لا يريدون مساعدتى طارق الشحات: نفسى آكل فراخ من 5 أشهر ولا أستطيع شراءهاوكيل النيابة قال لى: «تعالى يا مشرك».. ولن أذهب لأحد غير شيخ الأزهر وأرد دينى على يديه
طارق الشحات رجب السيد «39 سنة»، هو أول من يشرك بالله فى عهد الرئيس محمد مرسى، وأعلن ذلك على الملأ، ووزع بياناً يؤكد فيه ذلك، بعد أن ضاق به الحال وأغلق المسئولون جميع الأبواب فى وجهه، ولم يستطع الحصول على رخصة كشك يستطيع أن يجد من خلالها قوت يومه هو وأسرته، بعد أن أقعده مرض سرطان الكبد، فلم يجد أمامه إلا الإشراك بالله، عسى أن يجد قلباً مؤمناً ينفتح له، فلم يجد. «الوطن» التقت به وطلبنا منه أن يفتح قلبه لنعلم منه كيف وصل إلى هذه الحالة التى لم يصلها مواطن مصرى قبله. * ما الذى دفعك لتوزيع بيان تقول فيه إنك مشرك بالله؟ - وزعت هذه الورقة علشان أشوف هل أحد يتعاطف معايا أم لا، وعملتها بعد أن يئست من الإخوان المسلمين، فأنا لجأت لهم فلم يعملوا لى حاجة، ومفيش حد من أهل الدين عاوز يعمل لى حاجة، ووجدت اللى بيصلوا مش عاوزين يساعدونى. * إذن ما قلته ليس بدافع أن تترك دينك؟ - أنا عاوز أوصل رسالة بأننى لجأت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلوا لى شيئاً، فهل المطلوب منى أن أمشى فى الشوارع بملابس مقطعة أو أنام تحت كوبرى لكى يساعدونى أنا وأطفالى؟ أنا عارف إن هناك ناس حالتها أصعب منى ولكن لا توجد عندهم ديون تورطت فيها، من ابنتى التى صرفت عليها أكثر من 50 ألف جنيه للعلاج من السرطان وماتت، ودخلت السجن بسبب الدين وإيصالات الأمانة، وما يزال عندى ديون حوالى 25 ألف جنيه، ولو ماعنديش ديون هجمع زبالة وأعيش منها، وتخيل أنا ذهبت لمسلم فى عيد الضحية الماضى قلت له: «كل سنة وانت طيب يا عم الحاج»، قال لى: «عدى عليا بكرة»، ورأيت دم الأضحية يسيل من تحت البوابة، ولو أنا أقدر أشترى كيلو اللحم لن أذهب له. * لماذا لم تذهب إلى أحد المشايخ وتعود إلى دينك على يديه؟ - لن أذهب لأحد غير شيخ الأزهر، ولن أذهب لأى شيخ فى أى قرية أو أى محافظة لرد دينى، سأذهب لبيت الأزهر وهو القبة العليا لدين الله ولسنة محمد، وعندما أقدر أجمع فلوس المواصلات لن أتأخر عن السفر ولن أتعامل سوى مع الشيخ أحمد الطيب، ولا بد أن أعرض عليه مشكلتى بنفسى وأحكى له عما دفعنى إلى ما قمت به، وما قلته من ضغط ما حصل لى ورفض الناس أن يساعدونى، وعندما أرى ميادين تتزين بالورد والأشجار وبساتين تزرع، ويعمل محافظنا حمامتين فى الميدان أمام قصر الثقافة، ويكلفهم مئات الآلاف من الجنيهات، ويقول لى أنا: «ليس عندى لك شىء»، فهذا هو ما يثير غضبى. * لكن رئيس حى شرق أكد لنا أنه يعمل دراسة لعمل سويقات وسيوزع أكشاكاً قريباً جداً، فلماذا لم تنتظر؟ - موضوع السويقات قالوا عنه منذ سنتين أيام المحافظ قبل السابق اللواء سمير سلام، وحتى الآن لم يوضع مكان لها، وما يزال حبر على ورق، وأنا عاوز أعيش زى أى إنسان، ومحتاج يعطونى ميعاد علشان أبقى عارف أننى فى هذا اليوم أبقى بنى آدم، هم فى الحى بيصرحوا لمن معه فلوس، وبيعملوا أكشاك ومشاريع لهم، وأنا لجأت لهم لأنى لا أمتلك شيئاً، وانظر كيف عملوا مشروع لبيع اللحوم المدعمة مساحته 30 متراً فى كفر البدماص، وأنا أتساءل كم أخذوا من فلوس حتى يحصلوا عليها؟ وأنا محتاج 4 أمتار فقط. * وهل إسرائيل التى طلبت اللجوء إليها هى التى ستساعدك؟ - الناس اللى عارفين ربنا أهملوا فى حقى، وأنا متمسك ببلدى لآخر لحظة، ولو ضاق بى الحال أكثر من هذا سأقول لهم سأموت على أرض بلدى أفضل لى وأشرب سم أو أشعل النار فى نفسى، واحتمال إن الناس ترعى زوجتى وأطفالى بعد موتى. * وصفك البعض بأنك مريض نفسى وعندك مشاكل نفسية، فما قولك؟ - أنا مريض بما أعيش فيه، وماذا يساوى حينما تطلب ابنتى منى ربع جنيه فأقول لها والله ليس معى، وأجد زميلة ابنتى تمسك كيس شيبسى أو بسكويت وهى لا تستطيع أن تمسكه وتشعر أنها مثل باقى زملائها؟ * لماذا اتهمك البعض بأنك مدمن ومتعاطى مخدرات؟ - من يتهمنى عليه أن يأتى بمستند رسمى، أنا ليس لى أى علاقات، ولا أجلس فى قهوة، ومن شغلى لبيتى، ومن يجىء لى بأى قضية فى أى قسم شرطة على مستوى الجمهورية غير إيصالات الأمانة يبقى فعلاً أنا أتعاطى مخدرات، وهذا ظلم واتهام باطل، أنا تركت الشقة التى كنت أعيش فيها فى المنصورة، لأن صاحب البيت رفع عليا إيجارها، وعشت فى بلد فلاحين، لأدفع 250 جنيها فى الشهر، وأخرج الآن وأحمل أكياس حلاوة البنات، وأتحرك قدر استطاعتى كى أبيعها، وأقسم بالله من 5 شهور نفسى آكل فرخة مش قادر أشتريها. * وهل حدث أى تعامل رسمى معك بعد أن وزعت بياناً بأنك مشرك بالله؟ - بعد أن وزعت البيان ونشرته «الوطن» جاء لى مخبران من قسم الشرطة، وأخذانى إلى قسم شرطة ثان المنصورة، وقابلنى رئيس المباحث، وحكيت له، وحرر لى محضراً، وأرفق محاضر إيصالات الأمانة، وعرضنى على النيابة فى اليوم الثانى، واستقبلنى وكيل النيابة وقال لى: «تعالى يا مشرك»، فحكيت له ما حدث معى، وبعدها أخلى سبيلى من القسم.