إن ما تمر به البلاد من أحداث وفتنة ونار تحت الرماد دفعني لكتابة مقالي هذا.. الغاية والوسيلة والأهداف والسبيل اللازم لتحقيق هذه الأهداف. و هل صلاح الغاية -أيا كان مقاصدها وعظم شأنها- يعد مبرراً للوسيلة والطريق المؤدى لتحقيق هذه الغاية وهل المذهب البراجماتى والفكر الميكافيلى أن نبل المقاصد أهم من القصد فى الطريق والسبيل. نعم, لقد كادت مؤسسات الدولة أن تنهار و كادت دماء الشهداء أن تضيع و ما زالت براثن نظام فاسد تهيمن و تسيطر على مقاليد البلاد و تفسد كل إصلاح. و مازال قلة قليلة بالقضاء تفسد بياض ثوب لا يليق إلا أن يكون ناصع البياض. نعم لإقالة النائب العام أحد رموز نظام إستبد فى عهده الطغيان و بات سمته القهر و الظلم و ضياع الحقوق و الحريات, و نعم لإعادة محاكمات البراءة للجميع, ونعم لوقف طغيان القضاء على السلطات و على الشعب نفسه و هو الصاحب الأصيل لكل السلطات. سيادة الرئيس إن صلاح الغاية و عظيم النية لا تكفى, فعظم الغاية من عظم الطريق و نبل المراد من نبل السبيل و لقد أمرنا بالصراط المستقيم و التوفيق بيد الله. إن جمع الشمل و الإحتواء و نبذ الخلاف و السعى إلى التوافق هو الأولى فى هذه الأونة و هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد و التى كثر فيها الكلام بلا عمل فالخلاف أشد و رأب الصدع أولى (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). إن رب الأسرة و العشيرة يجمع أهله و أولاده و يشاورهم و يضع جناحه لهم فكم من مرة نزل النبى على رأى أصحابه بل و أعداءه وكم من مرة تواضع و تنازل فبدا منهزماً و سماه الله نصرا و فتحا مبينا. إن الإستئثار بالرأى و إقصاء الأخرين يفتح الأبواب إلا طريق الديكتاتورية و مدعوّ أن الديموقراطية و الشورى لن تنجح بالبلاد و أننا لسنا مستعدين للديموقراطية الآن. يجب الإجتماع بكل القوى السياسية و التشاور معهم و الأخذ بآراء و توجهات أهل الخبرة و الشورى منهم و توسيع الجمعية التأسيسية وتشكيل وزارة وحده وطنية تشمل كل الفصائل و تعمل من أجل العيش و الكرامة والحرية و إصلاح ما أفسده النظام السابق دون الإلتفات إلى المحكمة الدستورية و أحكامها وتهديداتها وما تهدد به مصر شعبا و بلداً والله يعصمك من الناس. ولقد وقف الشعب جانبك بكل فصائله و قواه الوطنية فى أحلك المواقف و سيقف دوماً إلى جانبك ما انحزت إليه ووقفت جانبه. فأجمع الشمل وارأب الصدع واسمع لشعبك، وادفع عن مصر نار فتنة نحن في غنى عنها.