جدد عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، تأكيده على أن عملية سلق الدستور وصياغته بهذا العوار فى التشكيل، سيؤدى حتما لانفجار الجمعية التأسيسية من الداخل، بل أن الذي ينتج هو دستور مشوه، مشيرا إلى أن المناورات التي تدور حول الدستور تستند إلي الواقع القائم اليوم وهو الخلاف القائم بين الرئاسة والمحكمة الدستورية مما يؤثر بدوره على صياغة المواد التي من المفترض أن تعيش لعشرات السنين. ونوه موسى إلى أن مادة العزل السياسي المطروحة فى الدستور ستؤدى لإشعال الوضع أكثر داخل البلاد، فهي تؤدى لانقسام ملحوظ فى المجتمع وستكون سلاحا في يد الحكومة لإبعاد من تشاء عن الساحة السياسية من خلال المصطلحات المطاطة. وأرجع سبب إدخال مادة العزل السياسي في الدستور إلى حالة الخوف التى تنتاب الإخوان من نتيجة الانتخابات قائلا الصندوق هو الذي يقرر من يتم عزله وقد أجرينا انتخابات برلمانية ورئاسية بدون قانون للعزل ولم يحدث ما يتحدثون عنه. جاء ذلك فى لقاء أذاعه الإعلامي وائل الإبراشى فى حلقة استثنائية أمس من برنامج العاشرة مساء على قناة دريم2 حيث قال موسى أننا لن نندم على الانسحاب من الجمعية التأسيسية ولعل المستشار الغرياني هو من سيندم، لقد تم حرمنا من مناقشة مواد الدستور فكيف يطلب منا المستشار الغرياني اليوم التصويت على مواد لم نناقشها ولدينا عليها اعتراضات أساسية كان سببا فى انسحابنا . وتابع إن لجنة صياغة مواد الدستور المصغرة كلها تابعة لتيار الإسلام السياسي باستثناء شخص واحد واعترضنا على هذا لكن لا يوجد مجال للنقاش فكيف كنا سنشارك في التصويت مضيفا إلى أنه كان بإمكان رئيس الجمهورية التدخل لحل أزمة الدستور أو اختيار مجموعة من العقلاء لجمع القوي الوطنية داخل التأسيسية لتحقيق التوافق ولكن هذا لم يحدث للأسف. وحذر رئيس حزب المؤتمر من تفريق الدستور بين مختلف أفراد الشعب مشيرا إن مواد الدستور محل اهتمام فئات الشعب بأكمله حيث كان من المفروض أن يكون بإمكان الفلاحين الاهتمام بالمواد التي تتعلق بهم ومناقشتها وكذلك العمال و طبقات كثيرة من الشعب التى تهتم بسلطات الرئيس في الدستور وخروج مسودة الدستور بهذا الشكل المسلوق سيفجر الوضع الداخلي. وتعجب من أمر الإستعجال في وضع الدستور متسائلا لاأعلم لماذا لم تستغل الجمعية التأسيسية مدة الشهرين التي حددها الرئيس لمناقشة مسودة الدستور بنوع من الهدوء مشيرا إلى أن الخيارات متاحة أمام الشعب ،فالشعب حر في التصويت على مسودة الدستور بنعم أو لا أو الامتناع عن التصويت. وفى سياق تعليقه على دعوة الإخوان لمليونية السبت قال المرشح الرئاسى السابق لو كنت في السلطة لقمت بإلغاء مليونية يوم السبت أو على الأقل غيرت مكانها، فلم يمنع أحد الإخوان من الميدان ولكن وضع البلاد متوتر ولو كنا فى الأحوال الطبيعية لكان من الطبيعى أن تكون هناك مليونية ولكن هناك حالة من التوتر العام والشعب يشعر بأن هناك شيئا ما خطأ يحدث فى مصر. وأعلن موسى رفضه حرق مقار الاخوان موضحا أنه لاداعى للعنف مطالبا الحكومة بالعمل على وقف العنف فورا معللا ذلك بأن حرية التعبير والتظاهر طالما سلمية لايجب التعرض لها محذرا من تصميم الاخوان على مظاهرات السبت فى نفس المكان الذى يعتصم فيه رافضوا قرار الرئيس. وعن رأيه للخروج من الأزمة الحالية رأى موسى أن الديمقراطية وحسن إدارة البلاد والعمل على توحد الشعب وتقبل وجهات نظرهم هى الحل للخروج من هذا المأزق مناشدا الرئيس بإصدار أوامره بحقن الدماء ومنع المواجهة مع المعتصمين . ودعى رئيس الجمهورية إلى الحديث مع الشعب المصرى بمختلف فئاته وأطيافه وإعادة النظر فى القرارات التى اصدرها وفتح باب الحوار وأن يخرج عليهم ويقول أنا رئيسكم وعلى التزام لسماعكم فلا أتحمل كرئيس انقسام البلاد مضيفا أن قرارات مرسى لاتعد انتحارا سياسيا فحسب بل انتحار للشعب بأكمله. وطالب موسى الحكومة المنتخبة بالعمل على حسن إدارة الأمور داخل البلاد محملا الرئيس والحكومة عواقب التحدى الذى نلمسه يوميا من إعلان دستورى أثار غضب الشعب إلى دستور يتم صياغته سريعا لاستفتاء سريع عليه مشيرا إلى أن الاضطراب الذى تشهده مصرلم يكن ناجما عن الفقر أو قلة الموارد بل ناجما عن سوء إدارة القرارات. وقال واجب كل من في السلطة اليوم هو أن يجمع المجتمع و يوحده خلفه و فكرة الصدام واردة جدا في ظل حالة الشحن والضغط في المجتمع . وحذر موسى من أن إدارة البلاد بهذا الوضع الحالى سيمزقها وسينتهى المطاف بها إلى أنه سيصبح هناك عربة تسير فى اتجاهين مضادين مما يعطل مصر ويزيد الخلل بها قائلا: ربنا يلطف بمصر فالموضوع خطير جدا . وأضاف أنه عندما تحرك الشعب للتخلص من مبارك كان بسبب الضغط ولا أعتقد أن الشعب وصل لنفس الحالة بعد 5 أشهر من حكم مرسي وبرأ مرسى من أن يكون قد عقد صفقة مع الأمريكان لها علاقة بغزة مشيرا إلى أنه إذا تمت صفقة كهذة بالتأكيد كان سيتم نقل الخبر بأية وسيلة. وفى سياق، اخر نفى السيد عمرو موسى مانشرته الصحف حول مقابلته وزير الخارجية الإسرائيلية السابق تسيبى ليفنى قائلا ذهبت إلي نابلس ورام الله في طائرة مروحية أردنية ولم أمر حتي بحاجز إسرائيلي ولم أذهب إلي إسرائيل فهذا كذب وافتراء وبجانب اتهامي بالكفر الآن يتم اتهامي بالخيانة فلم أذهب إلي إسرائيل إطلاقا. وتابع قائلا لدي من الجرأة والمصداقية العربية التى أتمتع بها تدفعنى إلى اعترافى حال ذهابى إلى إسرائيل أو مقابلتى أى شخصية إسرائيلية وإعلان ماحدث وتوضيحه أمام الرأى العام. وتطرق موسى فى حديثه إلى الوضع فى سيناء مشددا على وجوب أن تكون سيادة مصر كاملة على سيناء ووجود أي خطر عليها يعيد مصر لنقطة الصفر محذرا من خطر السماح باللعب فيها داعيا إلى الوقوف نفسيا وسياسيا مع فلسطين فضلا عن الوقوف وقفة واحدة مع أمن وسيادة سيناء. وفى ختام حديثه طالب موسي الدول الأوروبية والعربية على حد سواء بدعم حق فلسطين بأن تصبح دولة باعتراف الأممالمتحدة مشيرا إلى إجرائه اتصالات ثنائية فى هذا الأمر.