نشر الموقع الالكتروني لصحيفة هآرتس الالكترونية و الموقع الالكتروني لملحق الصحيفة الاقتصادي ذا ماركر حوارا صحفيا مطولا مع عضو الكنيست البارز بنيامين بن اليعازر و الذى يطلق عليه مهندس صفقة الغاز المصرية حيث إنه كان يحتل منصب وزير البنية التحتية آنذاك و أظهر الحوار ان اليعازر من قام بالتوقيع على صفقة الغاز ممثلا اسرائيل و كان صديقا مقربا للرئيس السابق مبارك . و رد اليعازر عن اصداء الغاء اتفاقية الغاز على المجتمع الاسرائيلي و ما الذى يستشعره المواطن داخل اسرائيل بعد هذا القرار قائلا ان مصر هي دولة محورية بالنسبة لاسرائيل ، و هناك اشخاص فى اسرائيل لا يعلمون وزنها فهي مثل العنصر الهام بالنسبة للدول العربية جميعا فاستقرارها يؤدي الى استقرار السعودية و باقي دول الخليجن كما انها متحكمة فى جامعة الدول العربية، و فقدان مصر كصديق سيشكل ضربة قاسمة لظهورنا نحن الاسرائيليين و القصة بالفعل يبدو انها ستتغير من الآن فالجيش المصري سيفقد نفوذه لدى الحكومة و هذا يمثل لنا شئيئا سيئا للغايةن و لكن الأهم ان هناك علاقة تربط اسرائيل بمصر و لكي نحافظ على هذه العلاقة نحن مستعدين ان ندفع اي ثمن مقابل ذلك . و عن تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة تجاة قضية الغاز قال إن نتنياهو يتمنى أن يجد نفسه في وضع تكون فيه العلاقات مع مصر مستمرة كما كانت في السابق وهو يتصرف بشكل صحيح وأنا سأكون سعيد جدا اذا عثرنا على طريق نتمكن من خلاله من استئناف العلاقات بين مصر وشركة شرق المتوسط ويمكن التفاوض حول عقد وسعر جديد ولكن إذا تابعنا تصريحات جميع المرشحين للرئاسة في مصر سنجد أنهم جميعا يعلنون عن نيتهم إلغاء اتفاقية الغاز . وعن السؤال الذى طرحته كل الاوساط الاسرائيلية من مسئولين و أحزاب و شعب ألا و هو هل اذا كان قرار مصر فى الغاء اتفاقية الغاز قرار سياسي ؟ وكان رد اليعازر عن هذا السؤال بكل تاكيد قرار سياسي فلا يمكن أبدا أن يتم اغلاق أنبوب غاز واحد بدون ان يتم التصديق من الجانب السياسي و لكن يجب ان نتذكر ان الحكومة المصرية الان ما هي الا حكومة انتقالية و على كل الاسرائيليين الانتظار لرؤية ما الذى ستفعله الحكومة القادمة و انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا أنه يتحدث عن أن إسرائيل التي أصبحت قوة عظمى في الغاز وهذا صحيح لكنني رغم ذلك أريد أن تستمر اتفاقية الغاز مع مصر بأي ثمن لأن أهميتها تنبع من كونها دعامة للسلام. و عن سؤاله هل اذا قرار الغاء تصدير الغاز الى اسرائيل يعنى شرخ فى عملية السلام قال عندما علمت بقرار وقف تصدير الغاز المصري قلت إن الحلقة الأخيرة في عقد السلام بين مصر وإسرائيل قد انفرطت وأنا أرى أن الشرق الأوسط أصبح أكثر تدينا وأكثر كره لإسرائيل وأنا لا أعتقد أن الشرق الأوسط سيهدأ خلال السنوات الثلاثة أو الأربعة القادمة . و حول نقطة الاتفاق مع تصريحات شاؤل موفاز الذي وصف إلغاء عقد الغاز بأنه بمثابة خرق لاتفاقية السلام أم مع تصريحات نتنياهو الذي حاول التقليل من أهمية هذا الإلغاء قال كنت سأنتهج خطا وسطا بين الاثنين حيث كنت سأرحب برغبة المصريين التفاوض حول عقد غاز جديد وفي المقابل كنت سأضع في حسباني أن الوضع ليس جيدا . و ردا على أن فى عام 2005 و فى تصريحه الشهير حول رؤيته لمجموعة صغيرة من الاشخاص فى مصر يجنون فوائد و مكاسب من صفقة الغاز و فى نفس الوقت لم تتحسن فيه اوضاع ملايين المصريين هل فكر ان هذه الاتفاقية سوف تنهار فى النهاية فقال انني كوزير في الحكومة الإسرائيلية فإنني لا أفكر إلا في أمر واحد فقط ألا وهو مصلحة بلدي فإن اسرائيل كانت تبحث عن غاز يتم توريده إليها سريعا لذلك تنقلت ما بين موسكو وتركيا ومصر والتقيت ببوتين والتقيت بمدير عام شركة جازبروم الروسية مرتين وأقمت منظومة علاقات صداقة مع كل من رجب طيب أردوجان ووزير النفط التركي وأنا لا أقوم بعمل حسابات اجتماعية و اقتصادية لدولة أخرى لكن كل ما يهمني فقط السرعة التي أنجح فيها في مد خط الغاز الرابط ما بين سيناء وعسقلان . وحينما سأله محاور الصحيفة عن مدى اخلاقيه هذا فقال اليعازر نعم هذا تصرف اخلاقي وأنت ملزم دائما بأن تسأل نفسك ما هي القيمة التي ستحققها في البداية وفي نظري فإن تدعيم السلام كان هو القيمة العليا وصفقة الغاز كانت مع شركة EMG التي يمتلكها رجل الأعمال الإسرائيلي يوسي ميمان ولم يكن شيئا يعنيني سوى أن أقوم بمد الغاز ولم أتدخل في أي مفاوضات تجارية. وكان رأي اليعازر لما يحدث فى الشرق الأوسط و عن وجود خطر بسبب تصاعد الاحتجاجات و قيام الثورات أن كل هذا لا يعنيه و لم يفكر فى الامر من الاساس لأن ذلك لا يقلقه و اضاف انه يرى أن إسرائيل ترتكب خطأ عندما لا تبادر بعمل تسويات مع المحيطين بها رأى أيضا أنه يجب فتح محادثات حتى مع الإخوان المسلمين حيث يجب ألا ننسى أنه كان محظورا في الماضي التحدث مع منظمة التحرير الفلسطينية بينما أصبح أعضاؤها الآن شبه صهاينة . وعن سيناء التي وصفها المحاور بالضائعة قال اليعازر أن أفضل فترات سيناء والبدو هناك عندما كانت إسرائيل تسيطر عليها فالأنشطة التجارية نمت والسياحة ازدهرت والصيد كان يتم بحرية والآن سيناء أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة والإحباط يسودها . و اضاف الموقع انه حينما تم سؤال اليعاز عن اتفاقية السلام و اتفاقية الغاز هل اصبحا تذكار فقال يجب أن تستعد إسرائيل طوال الوقت لاحتمالية الدخول في مواجهات مع مصر وأتمنى أن أكون مخطأ في ذلك وأن يكون لدى الحكومة المصرية القادمة الرغبة في الجلوس معنا وإذا كنت مستشار الرئيس المصري القادم كنت سأقول له تمسك باتفاقية السلام بأي ثمن أولا لأنها تضمن له سنويا مبلغ 2 مليار دولار مساعدات أمريكية و ثانيا لأنه غير مستعد حاليا لتخصيص مبالغ ضخمة لتجهيز الجيش للدخول في مواجهات و عن اتفاقية الغاز كنت سأنصحه بأن يحافظ على بنودها فأنا أرغب في وجود علاقات جوار طيبة وتنسيق أمني وسفارات فأهمية وجود خط الغاز تتساوى في نظري مع أهمية وجود اتفاقية السلام نفسها .