بعد مقتل السفير الأمريكى في ليبيا أرسلت امريكا قوات خاصة للمساعدة في حماية الرعايا الأمريكيين والكشف عن قتلة السفير، وكذلك الحال في اليمن بعد إقتحام مسلحين السفارة اليمنية فهل يمكن أن تتطور الأمور في مصر إلى حد إرسال قوات أمريكية؟ وهل سيقبل الشعب المصري هذا مع كل الحساسيات بخصوص السيادة التي يشعر بها المصريون؟ إبراهيم العناني استاذ القانون الدولي العام يقول أنه من الممكن إرسال قوات المارينز إلى مصر لتأمين السفارة ولكن بعد موافقة السلطات المصرية والسماح لها بالتواجد داخل الأراضى المصرية. وحذر "عناني" من دخول قوات المارينز دون إخطار مسبق للسلطات المصرية والسماح لها وإلا سوف يعد هذا عدوان على السيادة المصرية، وأضاف أنه في حالة الموافقة على التواجد فسوف يكون هناك إتفاق مشترك على شكل التأمين والتواجد وتحديد الإطار الذى تقوم المارينز بالعمل خلاله ومدة الإقامة، كما رفض القول بأن السفارة تابعة للأراضي الأمريكية. فالسفارة ليست إمتداد للدولة التابعة لها، فهي ملك لسيادة الدولة الراعية للسفارة، فمن بداخل السفارة الأمريكية بمصر يخضع للقانون المصري، والسيادة المصرية للأرض المقام عليها السفارة. وأشار "عناني" إلى إحتمال تفاقم الأمور إذا وافقت مصر على دخول قوات المارينز لحماية السفارة. لأن الشعب سيراها إهانة للدولة ولسيادتها فكيف يحمي الأمريكان سفارتهم المقامة على أرض مصرية، فالشعب سوف يثور من أجل تلك الخطوة إن حدثت. ولكن من الأولى أن لا نحرج حكومتنا بالهجوم المتكرر على السفارة ففي هذه الحالة لن يكون هناك ضغط على الحكومة المصرية للقبول بقوات المارنيز فى الحماية للسفارة بنفسها. وعلى جانب أخر صرح اللواء محمد قدري رئيس وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية بالأهرام، بأن قوات المارينز لن يسمح لها بالتواجد من قبل الشعب المصرى، فالشعب لا يسمح بالإهانة لسيادة مصر فإن أرسلوا ألف جندي فسوف يهاجم السفارة وقتها 10000 مصري، فالسفارة من حقها اتخاذ تدابير حمايتها بما تريد ولكن داخل جدرانها وليس خارجها، فإن كانت السفارة تابعة لأمريكا فحمايتها تابعه للكيان المصري، فوجود المارنيز فى مصر يدعو إلى حالة من العنف بمجرد أن يعرف المصريين بوجودهم لحماية السفارة الخاضعة للسيادة المصرية، صعب أن يتحمل الشعب المصرى أن يحمى منشأة على أرضه قوات أجنبية. وجاء تأكيد السفير جمال بيومىي أن في جميع السفارات الأمريكية يكون هناك قوات بحرية أمريكية (المارينز) في داخل السفارة أما الحماية الخارجية للسفارة تكون من إختصاص الأمن التابع للدولة الراعية للسفارة. وتعجب "بيومي" من حادث الإعتداء على السفارة الأمريكية، وأضاف أن من اخطأ وأنتج الفيلم مصريون ، ولابد ألا نصعد الامور لأنه لو تم إرسال المارينز فسوف يكون حرج كبير للسيادة المصرية. وفي هذا السياق جاء تصريح السفير عبدالرؤوف الريدي رئيس المجلس المصري، أنه من الممكن تأمين السفارة الأمريكية من قبل قوات المارينز ولكن من على الأبواب وليس في محيط السفارة لأن السفارة تعتبر أرض أمريكية من حقهم تأمينها. وأضاف السفير إبراهيم يسري أن المارينز داخل السفارات الأمريكية حول العالم مهمته التأمين الداخلي للسفارة وليس من خارجها. فالمارينز يقوم بحماية دبلوماسية، فمن الصعب إستخدام قوات المارينز فى تأمين السفارة لأنه سوف يخلق أزمة ما بين الشعب والحكومة، فلن تدخل القوات إلا بأمر من السيادة المصرية، وإتفاقات التعاون تسمح بالتأمين من خلال المارينز للسفارة في حالة تكرار الهجوم وسماح الدولة المصرية لهم بذلك.