كتب - فاطمة الجيلاني وإسراء حسني "حال البلد واقف".. هذا هو لسان حال بائعى الحسين وخان الخليلي جميعاً الذين اشتكوا "للوادي" مدى سوء حالتهم الصعبة وأزمة السياحة فى مصر بعد ثورة يناير ومن حينها ينتظرون الشهر الكريم حتى يدخل عليهم رزقاً مثلما يدخل عليهم بالفرحة ولكن وجدوا العكس تماماً. "فول عودة" هو يعتبر الإفطار والسحور الأرخص ثمناً فى منطقة الحسين السياحية، فالطلب الواحد بعشر جنيات فقط وعلى الرغم من ذلك يشتكى صاحب عربة الفول محمد عودة 42 عاماً من قله زبائنة فى رمضان هذا العام حتى أى عام أخر فهو يعمل ك"عامل أرزقي" طوال العام ولكن يعمل على عربة الفول فقط فى شهر رمضان فهو يرى أن كل رب أسرة يستطيع أن يشترى سحور بخمس جنيهات بشترى بهم "الفول" فقط ويكفيه ويكفى أسرته جميعاً أفضل من أن يتسحر فى الحسين بخمسون جنيه وخصوصاً أن الحالة الإقتصادية للمواطنين المصريين متدهوره جداً. "أم هبه" 46 عاماً .. عشرون عاماً تجلس على رصيف الحسين من الصباح حتى المساء حتى توفر احتياجاتها من "الترمس" التى تبيعه على رصيف سيدنا الحسين وتعلم أبناءها الخمسه من كيس الترمس الذى تبيعه بجنيه واحد وعلى الرغم أنها دائماً ما تذهب إلى بيتها كل ليله بعد أن تبيع كل الكمية من الترمس ولكنها الآن إذا باعت ثلث الكمية فى رمضان هذا فضل من عند الله كما وصفت أم هبة التى بعد أن طرد زوجها من عمله جلب أكياس مناديل وجلس بجانبها على الرصيف يبيعها أغلى من سعرها ب25 قرشاً وهذا أفضل من أن "يسرقوا أو يشحتوا". ومن إحدى الحوارى الضيقة التى منذ أكثر من عامان لا تشهد أى زبائن إلا قلة قليلة، بها عم أحمد على 57 عاماً فى "فترينته" المليئة بالسبح بكل أنواعها وأشكالها التى ملئها التراب هو يعانى من سوء حالته الإجتماعية بين ضرب السياحة المصرية فى الحسين وقلتها هذا العام فبعد أن كان الجميع يأتون بكثرة كل شهر رمضان يزورون سيدنا الحسين ويشترون الهدايا التى غالباً يكون منها "السبح" فهذا لم يعد موجوداً من السياح الأجانب أو حتى المواطنين المصريين. شبورة من البخور صنعتها سيدة محمد التي تبلغ من العمر 39 عاماً التى لها خلطتها الخاصة فى روائح البخور ومميزة للغاية فهى من البائعين الذين لا يستطيعو أن يتركوا المكان فالبخور من أساسيات المكان فهى لها زبائنها المعروفين وجانب قديماً يدخل لها دخل لا بأس به بسبب أن كل الزبائن يشترون "بخور الحسين" ولكنى لم يعد هذا موجود فقط زبائنها المعروفين. ووجدنا أسرة مشردة بالحسين تستقل رصيف صغير بالمنطقة لبيع "طرابيش الأطفال" إبراهيم شاب 22عاماً هو من يبيعها مساعدة لأبيه ووالدته الذين تشردوا بعد أن هد البيت الذى كان يجمعهم من خطر الشارع وأصبحوا يناموا فى مسجد الحسن أو على الرصيف الذى يقابله هذا هى حياتهم التى يعانون منها التى لا تقدم لهم سوى "البهدلة". إبراهيم يتمنى مثل كل الشباب أن يجد بيتاً حتى تستقر حياته ويرحمه أسرته الصغيرة من الذى يعانون منه كل يوم مطلبه أن توفر له بلاده وظيفة بدلاً أن يشغل الرصيف مثل ما يفعل الأن ويكون مخالفاً وخصوصاً أن الكثير يتهمون بأنه بلطجى مثل ما يتهموا باقى البائعين بأنهم بلطجية. وفي المقابل جاءت سلوى سليمان من بلدها بشبين القناطر كعادتها كل عام أخر ثلاث أيام من شهر رمضان الكريم منها لتبيع لعبها الصغيرة المكونه من خشب رقيق تلونه وتضع عليه قطعة تشبه الفرو وترسم له عينان وإبتسامه على وجه هذه اللعبة بتبيعها ب 2 جنية فقط وكما أنها تبيع هذه الألعاب بجانب العبادة التى تؤديها فى المسجد وهى جدة أيضاً لطفلتان مسئولة عنهما بعد موت والدتها على الرغم من إنها إمراة عجوز تجاوزت الستون عاماً تريد الراحة ولكن كيف ترتاح وتتركهم للتشرد يكون هو المتحكم فى مصيرهم. ويأتى كريم محمد، 27 عاماً من سوق القبة ليقف أمام المسجد لبيع "التمر" الذى هو عبارة عن سكر وضع له نكهة تشبة فى طعمها مشروب التمر الطبيعى وضع لها لوناً صناعياً الذى أيضاً شكى من قلة البيع فى شهر رمضان الذى يبيع التمر فيه فقط بينما يعمل لدى أحد التجار باقى العام.