مع قدوم شهر رمضان الكريم ينتشر الباعة الجائلون لبيع عصائر رمضان، العرقسوس، والتمر هندى والسوبيا، والتى يجد بيعها إقبالا على خلاف الأيام العادية. توفيق يوسف، واحد من المتجولين الذى اختار أن يمتهن هذه المهنة فى شهر رمضان. يوسف الذى يتجاوز عمره الأربعين عاما، بدأ فى العمل بهذه المهنة منذ رمضان الماضى، بعد أن توقف عن مهنته الأساسية بيع أنابيب البوتاجاز نتيجة لتضييق الأجهزة الرقابية النطاق على بائعى الأنابيب. يوسف كان لا يملك المال اللازم لبدء عمله الجديد لذا اضطر للتعامل «شكك» مع أحد تجار الجملة من أبناء المنطقة لإمداده بالبضاعة اللازمة، على أن يقوم بسداد ثمنها يوميا من خلال المكسب الذى يحققه يوميا. «أخذت كيلو تمر هندى، وكيلو سوبيا، وكيلو عرقسوس، على الحساب من العطار، وشوال يحتوى على 10 كيلو من السكر، وسددت ثمنهم من البيع» يقول البائع. الإقبال على تلك المشروبات يزيد فى رمضان لأنها تروى عطش الصائم خاصة مع حرارة الصيف وسعرها قليل ومفيدة صحيا، تبعا ليوسف الذى يشير إلى أن الطلب على السوبيا، التى تصنع من الشعير البلدى أو العيش الناشف والشوفان بعد إضافة الماء والسكر والحبهان والقرفة والثلج يتزايد فى الشهر الكريم. «بعد ما اشتريت المواد الأساسية كان توفير الباقى أمره سهل» تبعا ليوسف، مشيرا إلى الادوات التى يستخدمها فى صنعته وهى ثلاثة براميل من البلاستيك يضع فيها المشروبات، نجح توفيق فى أن يضيف إلى كل منها صنبور بلاستيك يسهل عليه سحب المشروبات من الصندوق بدلا من استخدام كوب لتعبئة الأكياس التى يبيع مشروباته فيها. ويوجد على نصبة العرقسوس كذلك أكوام من الأكياس البلاستيك، وبراميل من البلاستيك وألواح الثلج. ارتفاع درجة الحرارة هذا العام عن الأعوام السابقة ساهم فى زيادة حجم مبيعات بائع العصير «البيع هذا العام أكثر من العام الماضى، الناس تقبل على شراء أكياس العصير أكثر علشان الحر السنة دى جامد» يضيف توفيق. ولكن زيادة الأسعار ابتلعت زيادة مبيعات توفيق هذا العام «زيادة أسعار السكر، والسوبيا، والتمر، والعرقسوس، قضى على زيادة المبيعات» تبعا لبائع العصير. المشكلة الأساسية التى يواجهها توفيق هى زيادة سعر السكر المادة الخام الأساسية التى يعتمد عليها فى عمله. «زيادة سعر السكر أكبر مشكلة بالنسبة لبائع العصير، كل العصائر تحتاج للسكر» يقول توفيق، مشيرا إلى أن عبوة السكر التى تزن 10 كيلو كان سعرها لا يزيد على 35 جنيها، الآن تصل إلى 52 جنيها. بائع العصير لا يعرف السبب فى هذه الزيادة لكنه يقول «الناس بتقول إن الدولار ارتفع سعره، ربما يكون هو السبب». ولكن لم يقتصر الأمر على سعر السكر فقد ارتفعت باقى الأسعار هذا العام بشكل كبير جدا، فكيلو العرقسوس ارتفع من 7 جنيهات العام الماضى إلى 15 جنيها، وكذلك ارتفع كيلو السوبيا من 10 جنيهات إلى 17 جنيها، وارتفع كيلو التمر من 22 جنيها إلى نحو 50 جنيها، حسب درجة جودة المنتج. يضيف توفيق أن أكياس البلاستيك، وألواح الثلج هى الأشياء الوحيدة التى لم ترتفع أسعارها مازال سعر لوح الثلج 7 جنيهات كما كان فى العام الماضى، وكيلو أكياس البلاستيك 12 جنيها. ولا يتوقف اعتماد توفيق فى تعبئة العصير على أكياس البلاستيك فقط، بل يستعين بزجاجات المياه المعدنية الفارغة التى يحصل عليها من أحد جراجات الأتوبيسات السياحة وبعض الكافتريات. توفيق يبيع كيس العصير حسب الحجم وحسب رغبة الزبون، ويبدأ سعر بيع الكيس من جنيه، ويبدأ سعر زجاجة العصير الصغيرة من جنيهين، وترتفع إلى ثلاثة جنيهات للزجاجة الكبيرة. توفيق يتوقف عن بيع العصائر بعد شهر رمضان لأن الناس لا تقبل على العصائر بشكل كبير فى الأيام العادية، بالإضافة إلى أنه لا يضمن أن يتركه المسئولون فى الحى واقف أمام فرشته فى الأيام العادية.