اكد ادريان جولم المراسل الصحفى بالشرق الاوسط لجريدة لو فيجارو الفرنسية ان الهجوم المميت من الجهاديين المجهولين ضد المعابر الحدودية المصرية والاسرائيلية فى شمال سيناء جاء ليقلب نظام العلاقات المعقد بين الثلاث لاعبين الرئيسيين فى المنطقة:مصر , اسرائيل ,حماس التى تحكم قطاع غزة. اسرائيل تؤكد حسب "جولم" ان سيناء اصبحت الارض التى ينعدم فيها القانون حيث الجهاديين من كل الشرق الاوسط يمكن ان تشن هجمات ضد ارضيها.واذا كان التهديد الذى تمثله الجماعات الفلسطينية المتشددة فى غزة يبقى نسبيا محكوم من خلال الانتقام المستهدف.ووجود الجهاديين فى اتساع سيناء يشكل ظاهرة اكثر صعوبة لتفاديها.كما ان بناء السياج المكهرب على طول الحدود مع مصر والتى ينبغى استكمالها فى غضون الاسابيع المقبلةوتعزيز القيادة الجنوبية للجيش الاسرائيلى هى استجابة للوضع الجديد بعد ثلاثين عاما من الهدوء النسبى على هذة الحدود. لكن اسرائيل التى تحاول ايضا الحفاظ على ما يمكن ان يكون علاقتها الامنية مع مصر,امتنعت عن الانتقاد العلنى لعدم وجود رقابة من القاهرة فى شبه جزيرة سيناء وتامل ان مصر فى النهاية تتخذ تدابير لاعادة سلطتها. "سيتم مطاردة مرتكبى هذة الجريمة والقبض عليهم" هكذا وعد الرئيس المصرى . مصر يجب عليها توجيه الراى العام الا انها دائما على استعداد لالصاق بنظريات المؤامرة. اتهمت جماعة الاخوان المسلمين الموساد الاسرائيلى بالوقوف وراء الهجوم.وقد اقترح جهاز الامن المصرى ان بعض المهاجمين ربما يكونوا قد جاءوا من قطاع غزة عبر انفاق تحت الحدود واعلنت مصر اغلاق معبر رفح الذى يربطها بقطاع غزة. حماس التى تنفى ان منفذى الهجوم هم فلسطينيون فى المقابل عليها التعامل مع هذا النشاط المتزايد للجماعات الاسلامية المتطرفة على اراضيها الامر الذى قد يؤدى الى مواجهة جديدة مع اسرائيل ويهدد علاقتها الجيدة مع السلطة من جماعة الاخوان المسلمين فى القاهرة واغلقت حماس الانفاق السرية تحت الارض لتتحكم فى الانشطة. المفاوضات التى بدات منذ عدة شهور مع حماس والسلطات المصرية الجديدة لاعادة فتح الحدود وبالتالى وضع حد لحصار ارضيها فى غضون ذلك توقفت. تاثير هذا الهجوم على العلاقات الاسرائيلية المصرية هو الاكثر مباشرة -- حسب التقرير – وشبه جزيرة سيناء هى القضية المركزية لمعاهدة السلام الموقعة بين مصر واسرائيل عام 1979.وفى مقابل عودة هذة الاراضى الشاسعة أصبحت مصر أول دولة عربية تعترف باسرائيل.وقد وافق الاسرائيليون من جانبهم على اول اعادة لارض احتلتها من دولة عربية مقابل نزع السلاح من سيناء.التدهور السريع للوضع الامنى فى المنطقة يقوض امن اسرائيل والسيادة المصرية ويهدد ما تبقى من السلام البارد الحالى بين البلدين. وبحسب عوفر شيلح فى صحيفة معاريف."كان الهدف من هذا الهجوم بالتاكيد ليس مجرد قتل الجنود المصريين بل محاولة للوقيعة بين مصر واسرائيل وتفاقم الفوضى فى المنطقة والذى له صلة مباشرة بتنظيم القاعدة"