في حوالي الساعة السابعة مساء الأحد 5 أغسطس وخلال تناول الجنود طعام الإفطار، قامت مجموعة مكونة من 35 مسلحا بالهجوم على القوة الحدودية، مما أسفر عن استشهاد 16 من جنود الجيش وإصابة آخرين وقد اتضح أن المجموعة المسلحة استولت على مدرعة تابعة للقوة وحاولت اختراق الحدود الإسرائيلية، في الوقت الذي وقع فيه هجوم صاروخي من داخل قطاع غزة على معبر كرم أبو سالم. كيف تمت العملية وما الذي جرى سيناء ؟! هناك احتمالات كثيرة للجهة المنفذة للحادث ولكن أقوى الاحتمالات أن يكون هناك تعاون بين جهتين للقيام بهذه الجريمة: - جهة تمتلك قدرات بشرية تمكنها من التحرك بسهولة داخل الأراضي المصرية بشرط أن يكون أعضائها لديهم من التدريب ما يمكنهم من أداء هذه الجريمة. - الجهة الثانية لابد وأن تمتلك قدرات عالية على التخطيط والتمويل مع استعداد كامل لتدريب العناصر التي قامت بالجريمة على أحدث الطرق المستخدمة في تنفيذ العمليات المماثلة وقيادة المدرعات المصرية التي تم اختطافها. ولابد أن يكون كلا الجهتين لديهم من الحافز ما يكفي لارتكاب هذه الجريمة. ومن المرجح من وجهة نظري أنً كلاً من الكيان الصهيوني والجماعات التكفيرية لديهم الحافز الكافي لتنفيذ هذه الجريمة . فالكيان الصهيوني لديه ما يكفي من الأسباب لتنفيذ الجريمة وأهم تلك الأسباب 1- سحق الروح المعنوية للجيش المصري مقابل رفع الروح المعنوية للجيش الصهيوني ومحاولة الظهور أمام الرأي العام الصهيوني بمظهر القوة مما يعزز فرصة الليكود في الفوز بمقاعد الأغلبية في الانتخابات القادمة بداية عام2013 . 2- محاولة التأثير على تمكن الإسلاميين وعلى رأسهم محمد مرسي من الحكم والذي كان له تأثير سلبي على علاقتهم بمصر بعكس النظام السابق . 3- محاولة صنع شرخ في العلاقة بين حكومة غزة وبين مصر مما يؤدي إلى ضياع القضية الفلسطينية . 4- يستهدف الجريمة القضاء على عملية دخول الوقود القطري إلى قطاع غزة. 5- ينتج عن الجريمة وضع قطاع غزة في حالة اختناق لعدم وجود موارد اقتصادية ومواد غذائية وهو من أهم أولويات الكيان الصهيوني. أما الجماعات التكفيرية فتتركز مجموعة كبيرة منهم في منطقة شمال ووسط سيناء وبالأخص منطقة رفح وجبل الحلال وهم يعتمدون على مجموعة من القواعد التي يفتون بها أنفسهم . أما أسباب التكفيريين لتنفيذ الجريمة فتكمن في تحقيق اعتقادات داخل نفوس هذه الجماعات من خلال تنفيذ قواعدهم الأصولية التي يعتمدون عليها في بناء عقيدتهم الدينية وأهمها من لم يكفر الكافر فهو كافر ويقصدون بهذا وصول الدكتور محمد مرسي لكرسي الحكم وهو محسوب على جماعة الإخوان المسلمين والتي تنتمي لتيار الإسلام السني الوسطي والذي لا يقوم بعمليات تكفير للمجتمع فأصبحت جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسها الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية مرتدين من وجهة نظر تلك الجماعات. ولذلك فهي تقوم بعملية خروج فعلي عن الحاكم ( الدكتور محمد مرسي) باستخدام السلاح في محاولة لإقامة دولة تكفيرية في منطقة سيناء , وقد أظهرت البيانات الأولية للجيش المصري ضلوع تلك الجماعات التكفيرية في الجريمة ولكن لم يتضح شيء حتى كتابة هذه السطور ويوجد عدة أدلة تؤكد ضلوع الكيان الصهيوني في هذه الجريمة أهمها أنً الصهاينة كانوا يعلمون بتوقيت العملية والدليل : 1- الإعلام الصهيوني منذ أشهر وهو يروج لوجود جماعات جهادية في سيناء ووسائل إعلامه تتحدث عنهم باستفاضة وتتحدث أنها أصبحت ساحة للجماعات "الإرهابية" 2- وقبل ثلاثة أيام فقط "إسرائيل" تناشد رعايها من أجل الخروج من سيناء "غير الآمنة" وقبل وقوع الجريمة بدقائق قصفت الطائرات الصهيونية دراجة نارية لأحد أفراد المقاومة قالوا أنه من أفراد "الجهاد العالمي" وما هذه إلا كذبة وهو فرد عادي بأحد فصائل المقاومة. 3- هناك تساؤل عن كيف وصلت هذه الوحدة المنفذة للجريمة للداخل بسهولة دون أن يعترض طريقها أحد؟ ووصلت للجانب المصري بسرعة فائقة. 4- ما هو الأهم كيف تمكنت هذه المجموعات من قيادة المصفحات المصرية بكل سهولة والعبور بها إلى المعبر الصهيوني وطريقة قيادتها ليست عادية و دون أن يكون هناك مثيلات لها ليتدربوا عليها لا في غزة ولا في مصر سوى مع الجيش المصري أو مع الجيش الإسرائيلي نظراً لأن معظم تسليح الجيشين المصري والصهيوني تسليح أمريكي . * مدير وحدة بحوث الإعلام والرأي العام