نزل إعلان مصر إغلاق معبر رفح الحدودى مع قطاع غزة لأجل غير مسمى بعد الهجوم الجبان على نقاط تفتيش حدودية فى سيناء, الذى راح ضحيته 16 وأصيب 10 من قوات الجيش والأمن- بردًا وسلامًا على قلوب الصهاينة، ومن والاهم من المرجفين المتواطئين فى المدينة, الذين يملأونها, صراخًا وعويلاً وضجيجًا وتحريضًا على كل ما يمت إلى التوجهات الإسلامية أو المقاومة الإسلامية بصلة, سمعناهم ورأيناهم، وقد ارتعدت فرائصهم بعد محاولات رئيس الجمهورية للتسهيل على أهلنا المحاصرين فى غزة؛ فتواكب هجومهم على غزة والفلسطينيين مع صياغة الحبكة الاستخباراتية الصهيونية؛ لتخرج لنا فيلمًا رديئًا ومبتذلاً لا يصدِّقه سوى عبيط أو عريض القفا! تبدأ القصة فصولاً بمناشدة مكتب نتنياهو للسيَّاح الصهاينة، الذين يزورون المنتجعات السياحية فى شبه جزيرة سيناء المصرية، لاسيما شرم الشيخ بمغادرة سيناء قبل يومين اثنين من تنفيذ هذا الحادث الإرهابى الجبان, مناشدًا إياهم العودة إلى البلاد حالاً، على إثر تلقيه إنذارات جدية بإمكانية التعرض للسيّاح، وقيام جهات مختلفة من غزة ومصر بالتخطيط لعمليات اختطاف لمواطنيها(!!)، كما حذَّر البيان بشكل جدّى السيّاح المقبلين على السفر إلى سيناء إلغاء رحلاتهم فورًا؛ بناءً على المعلومات المتوفرة لدى الصهاينة بالطبع, والتى لم تتوافر لسواهم, إنه قد اتضح بأن المنظمات الإرهابية، التى تعمل فى قطاع غزة وجهات أخرى(المقاومة بالتأكيد) تواصل العمل دون هوادة من أجل تنفيذ عمليات إرهابية, وخاصةً عمليات خطف, فى هذه الأيام بالذات, ضد سياح صهاينة يتواجدون فى سيناء(!!). ثم يبدأ الفصل المشهد الثانى من الفيلم الهندى, بقيام عدد من الملثمين حسب رواية الصهاينة أيضًا(!) بالهجوم فى شهر الصيام على نقطة التفتيش المصرية على الحدود؛ فيقتلون العديد من الصوّام حرس الحدود ثم يهجمون على نقطة أخرى, ويتم الاستيلاء على مدرعتين من قبل القتلة ويدخلون بهما الحدود الصهيونية.. بكل سهولة ويسر وبساطة! ثم يأتى المشهد الثالث بإبراز الدور البطولى لسلاح الجو الصهيونى, الذى كان يتابع المشهد عن كثب طبعًا؛ ليتعامل بقوة وقسوة, فيفجِّر إحدى المدرعتين المصريتين المسلوبتين! قد تكون سيناء ورفح الفلسطينية بيئة مناسبة لعدد من الخوارج, الذين يرون فى الجيش المصرى عدوًا وطرفًا فى الصراع السياسى الدائر الآن, أو جزءًا من الدولة القديمة, كما حلّل الدكتور كمال حبيب, وتعامل معهم من خلال منظور أفكار التكفير والجاهلية, بوصفها مخترقةً من أجهزة خارجية توجها لصالح تحقيق أهداف معينة..! وقد لا أميل كثيرًا لهذا الرأى مع إمكانية أخذه فى الحسبان.. ولكنى أعتقد أن الرد الصهيوني, لم يتأخر كثيرًا على التسهيلات التى حصل عليها قطاع غزة مؤخرًا من الرئاسة المصرية, وأراد إرسال حزمة رسائل مهمة لخدمة مصالحها: تعديل اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل لإقامة منطقة عازلة تخدم الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية الجديدة؛ استدراجًا للقيادة المصرية لنهج نظام المخلوع ضد القضية الفلسطينية، وحرقًا لإستراتيجيتها فى التعامل مع الجانب الفلسطينى، التى أقرها الرئيس محمد مرسى خلال الفترة الأخيرة؛ وإظهاره كشخصية ضعيفة كونه غير عسكرى, كذريعة للهجوم عليه؛ ومحاولة ضرب السياحة المصرية فى مقتل؛ وأخيرًا وليس آخر، وهو بيت القصيد, وحجر الزاوية, إعادة حصار غزة بزعم محاربة الإرهاب..! وأمام هذين التصورين الاستخباراتى والتكفيرى, يحق لنا أن نتساءل مع الكثيرين من المخلصين من أبناء مصر أضعها أمام الجهات كافة: كيف تسلَّل منفذو العملية المجرمون بكل بساطة إلى جنودنا؟ وكيف تم معرفة مكان الكهرباء وفصلها بكل بساطة؟ كيف تم الدخول والخروج من المعسكر بهذه السهولة والسرعة فى الظلام ما لم يحملوا أجهزة رؤية ليلية؟ ما علة اختيار توقيت الإفطار إن لم يكونوا عسكريين؟ كيف ومتى وصلوا بأسلحتهم وهم يحملونها إلى مكان التنفيذ؟ كيف تمكنوا من قيادة المدرعة بكل يسر وسهولة؟ كيف توجهوا من المعسكر إلى الحدود بكل هذه السرعة؟ من أين جاءوا بمعدات الاتصال التى يتواصلون بها معلوماتيًا؟ كيف نفذ المجرمون العملية دون إراقة دم واحد منهم أو من الصهاينة؟! من أين حصلوا على هذه الكميات من المتفجرات وأجهزة التفجير؟ البحث عن الدور المزدوج للطيران الصهيونى فى العملية: نقل منفذى العلمية, وتحطيم المدرعة المصرية! Heshamyousuf @|twitter