أحمد النجل الأكبر: قبل استشهاد والدي بساعتين قال لي في خير كتير جاي عمرك ما شفته قبل كده.. وتحملت المسئولية بعد وفاة والدي ولم أكن أتخيل أنني سأفتقده باكرا. مضى عامان على أحداث قسم شرطة كرداسة الدموية التي سقط خلالها ضباط قسم كرداسة شهداءً بعد تعذيب بأبشع الطرق علي يد جماعه ارهابية نزعت من قلبها الانسانيه، ومن بين هؤلاء الضباط الشهيد العميد عامر عبد المقصود شهيد قسم كرداسه. ترك الشهيد ولدين الاكبر أحمد في المرحلة الجامعية، والأصغر عمر في المرحلة الإعدادية، وأمهما الأرملة التي فقدت زوجها أثناء تأديته واجبه. يروي لنا الابن الأكبر أحمد تفاصيل تفاصيل استشهاد والده وكيف كان إحساسه بعد فقد والده، - صف لنا الأيام الاخيرة في حياه الشهيد العميد عامر عبد المقصود؟ في اخر ايامه بدأ يتقرب الينا ويقوم بعمل كل الاشياء التي نحبها انا واخي الصغير، فمنذ ان حل شهر رمضان بدأ يستخدم الفيس بوك وتويتر لاول مرة في حياته، ويكتب لنا تعليقات علي صفحاتنا وكان دائما ما يتحاور معنا ويتصرف تصرفات غريبة علي غير عادته ويتقرب منا انا واخي. - متي كانت آخر مرة تحدثت اليه فيها ورأيته؟ كان اخر مرة أحادثه فيها كانت الساعه لعاشرة صباح الحادث وكنت في ذلك الوقت في الساحل الشمالي فقال لي "مش محتاج حاجه فلوس او اي حاجه"، فسألته كاني اسال صديق "شكلك لسه قابض ولا ايه"، فرد قائلا "لا لكن معايا خير لسه معايا خير وهتشوف فيه خير كتير جاي مني عمرك ما شفته مني قبل كده"، وكانت اخر مرة اراه فيها يوم وقفة العيد وكان بصحبته اللواء مصطفي الخطيب واللواء عبد المنعم جبر وهما ايضا استشهدوا معه. - ما شعورك بعد رحيل والدك؟ وكيف كانت علاقته مع جيرانكم؟ الموقف صعب جدا بالنسبه لي فلم اتخيل ان افقده باكرا كان هو المسئول دائما، وكنت انا شاب اعيش حياتي مثل باقي الشباب في عمري ولم اتحمل اي مسئوليه، فهو كان يتحمل كل شيء لكن بعد وفاته، ومنذ اول يوم لاستشهاده اصبحت مسئولا عن كل شيء خاصه ان لي اخ اصغر، ففي مراحل عمري المختلفه كان الاب الذي ينصحني ويرشدني ويأمرني بالمذاكرة وبما افعل وما لا افعل حتي وصلت الي الثانوية العامة لكن بعد ان دخلت مرحله الجامعه اصبح الوضع مختلف فقد بدات مرحلة الصداقه بيننا فأصبح صديق لي. كل الناس كانت تحبة وتحترمه وكان يحب الناس جدا ولم يتعامل معهم بصفته ضابط شرطة، ولم اسمع عليه اي كلمه مسيئة ابدا. - هل تري ان حق والدك لم يات بعد وأن هناك مسئول عما حدث له؟ الداخلية ادت واجبها وعملت ما عليها ولا استطيع ان اوجه لها اي لوم لان الافراد اللذين قتلوا هم ابناؤها، وهم يريدون حق ابناءها من الضباط قبل ان يكون حق والدي فقد بذلت الداخليه ما بوسعها، واقتحمت كرداسة والقت القبض علي، الارهابيين الذين كانوا بها وهو مؤشر جيد، والدي قتل علي يد اكثر من شخص - واللي راح راح – ومن يطالب بالقصاص يريد ان يرتاح وينفذ اوامر الله وبالنسبة –لمحمد رشيد – الذي قتل والدي فقد قتل علي كمين بالمحور وهذا فش غليلي فيه وكل ما اريده ان نعيش في امان. - كيف وصلك خبر استشهاد والدك ؟ وأين كنت وقتها؟ في يوم استشهاد والدي كنت في الساحل الشمالي وكنت اظل مستيقظا طوال الليل وانام بعد السادسه صباحا، لكن في هذا اليوم كنت اشعر بشيء غريب وكانت مواعيد نومي علي غير العاده، ولم يكن هناك اشارة جيده في التليفزيون ولم يكن البث جيدا فحاولت فتح الانترنت، فوجدت صديق لي يسأل عن والدي وكانت الساعه الثانية عشر ظهرا في تلك اللحظة فاخبرت صديقي اني اتصلت بوالدي منذ ساعتين فرد علي انه تم اقتحام قسم كرداسه وقتل نقيب داخل القسم فحاولت ضبط التلفاز فوجدت خبر يشير الي انه تم قتل المأمور ونائبه ومعاون المباحث، ووالدي كان نائب المامور لم أصدق نفسي فحاولت الاتصال به فوجدته يغلق الموبايل، فشعرت بالاطمئنان لانه كون انه يغلق الموبايل يعني انه مازال حيا وحاولت ان اتصل بالسائق فاخبرني انه حيا لكنه يشعر بتوعك ثم اتصلت بأعمامي فأخبروني انهم ذاهبين اليه في القسم بعد دقائق وجدت السائق يتصل بي مرة اخري يخبرني ان والدي قتل قتلة بشعة. - هل تم تهديدكم بعد استشهاد والدكم؟ وما هي طبيعة تلك التهديدات؟ تم تهديدنا بعد استشهاد والدي كان جماعه الاخوان تضع تحت منزلنا علامه رابعه وفي 10 نوفمبر 2013 قاموا بافساد كاوتش سيارتي وحاولوا خطف اخي في ديسمبر من نفس العام عندما كانت تمر احد مظاهراتهم تحت المنزل رأوا اخي فعرفوه لانه كان قد ظهر في التلفاز وقاموا بالجري وراؤه وملاحقته وبعض من الاشخاص المضحوك عليهم حاولوا الامساك به لكن اخي فر منهم هاربا علي دراجته البخاريه ولولا دراجته البخاريه التي انطلق بها لكانوا خطفوه او قتلوه.