ونستكمل حلقتنا الثالثة من لقاء فضيلة" الشيخ مرزوق الشحات "- الأمين المساعد للدعوة والإعلام و رئيس لجنة الفتوى بالأزهر داخل مجمع البحوث الإسلامية. أما عن الأشياء التي على الآباء والأمهات غرسها في أطفالنا في شهر رمضان المبارك قال الشحات بيما أن رمضان مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا فالوالدين بمثابة القائد فعليهم أن يقودوا أولادهم إلى الطريق الصحيح وحسهم على حب طاعة الله ، فرمضان بمثابة فرصة للآباء والأمهات في تربية أبنائهم على القضايا الإيمانية والمفاهيم الربانية. فعلى الأم أن تحدث أطفالها عن فضل الشهر الكريم وأبواب الجنة التي تفتح فيه، وانه فرصة لكل واحد أن يزيد في حسناته ويتقرب إلى الله تعالى، وان تحدثهم ببساطة لغرس فيهم حب الله وطاعته. فرمضان شهر القران وتدبره وقراءته . فمن تلك الأشياء فريضة الصوم " إن الطفل غير مكلف بالصوم ولكن لا مانع بان تعوديه على الصوم يوماً أو بعض يوم فيصوم الطفل إلى الظهر ثم إلى العصر يصوم يوماً ويفطر يوماً ثم يومين وهكذا مع الترغيب في الصوم ، فلا يجب أن نشق عليه ؛ فالصيام ليس حرم من الطعام فقط ولكنه يحمل معاني كثيرة فعلينا تعليم أولادنا أن الصيام يعنى الصيام عن الكذب والصيام عن كل ما يعطى الله فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم ""إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "، فيكون مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُجْزِيهِ فِي الْآخِرَةِ حَتَّى تَكُونَ نَكْهَتُهُ أَطْيَبَمِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؛ أي أن هذه الرائحة إنما يظهر طيبها على طيب المسك في يوم القيامة حيث يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلباً لرضاء الله تعالى حيث يؤمر باجتنابها وإجتلاب الرائحة الطيبة اليوم الذي يظهر فيه طيب دم الشهيد ويكون كرائحة المسك ، ولا ريب أن ذلك يوم القيامة فإن الصائم في ذلك اليوم يجيء ورائحة فمه أطيب من رائحة المسك، لاسيما أن هناك علامات كما في المساجد والصلوات وغيرها من العبادات ، فخص يوم القيامة بالذكر كما أنه يوجد باب للصائمين ليدخل منه الصائمين فهم في رخاء وإذا دخلوا لا يخرج منه احد، لا تنسي إن تعلمهم باقي العبادات ليعتادوا عليها مثل الصلاة معك والجلوس بجانبك عند قراءة القران الكريم والأدعية وإذا كانوا كباراً حاولي تعويدهم الصلاة في المسجد إن أمكن . وبالنسبة لفريضة الصلاة يستنكر "فضيلة الشيخ مرزوق الشحات" الإباء والأمهات الذين يستخدموا أساليب الضرب والتشدد لإلزام الطفل على الصلاة فهذه أساليب خاطئة تكره الأطفال في العبادات ، فينصح " الشحات " الآباء باستخدام اللين والرفق مع أولادهم وتحببيهم في الإسلام وغرس تعاليم الدين الإسلامي بالحب والترغيب وليس بالتنفير ففي الحديث:" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع " يتعلم الطفل هذا الحديث ، وهو الآن يعرف أنه قد بدأ مرحلة المواظبة على الصلاة وعلينا نكرر طلب الصلاة من الطفل باللين والرفق والحب وبنظرة حسابية نجد أن عدد التكرار قد يصل خلال هذه الفترة إلى أكثر من 5000 مرة في الثلاث سنوات أي أن الوالدين يذكرون أولادهم ويدعونهم إلى الصلاة في هذه الفترة ومع أول حياتهم ، وهذا يوضح لنا أهمية التكرار في العملية التربوية بما يناسب من بشاشة الوجه وحسن اللفظ وهذا هو الصحابي الجليل عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه يقول:"حافظا على أبنائكم في الصلاة ، وعودوهم الخير فإن الخير عادة" فكل الخير يكتسب بالتعود فهناك مواقف تبين سماحة هذا الدين يجب ذكرها لأولادنا فعلى سبيل المثال موقف من النبي" صلى الله عليه وسلم" وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه، كما ينصح بأصحاب أولادنا إلى المسجد لتعويدهم على الصلاة وكما يستشهد " الشحات " بموقف حدث للرسول وهو يصلى " كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاء الحسن والحسين أو أحدهما، فركب على ظهره، فكان إذا سجد رفع رأسه قال بيده فأمسكه أو أمسكهما وقال: "نِعم المطية مطيتكما" فهذا يدل على تواضع سيد البشر، والاهتمام بالنشء لبناء شخصيتهم وربطهم بمعلِّمهم الأعظم وقُدوتهم الأكرم؛ محمد صلى الله عليه وسلم .. وفى نفس السياق أضاف الشيخ مرزوق علينا غرس آداب الصيام في أولادنا ومنها صفة الصدق والابتعاد عن الكذب وسيستمر على ما غرستِ فيه عندما يكبر إن شاء الله تكونين شريكة له في كل اجر سيحصده ولدك مستقبلاً زكاة الفطر ليس كباقيالصدقات فقد قال الرسول " صلى الله عليه وسلم "زكاة الفطر طهره للصائم من اللغو والرفث، وطعمه للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدها بعد الصلاة في صدقة من الصدقات"؛ كما أنها فريضة واجبة على كل مسلم؛ الكبير والصغير، والذكر والأنثى، على الصائم والغير صائم وهناك حكمه في أنها فريضة على جميع المسلمين أغنياء وفقراء حيث تكمن هذه ألحكمه في أن الناس جميع متساويين ويشعر الفقير بأن يستطيع الزكاة فقد أعطاه الأغنياء حتى صار هو غنى في هذه الأيام فتصدق بما لديه ومن هنا يتعود الفقير على إخراج الزكاة والصدقات وعلى السخاء وأصبحت يده العليا في تلك الأيام . وعن توقيت إخراجها فقال "الشحات" يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين أو أسبوع و آخر وقت إخراجها صلاة العيد، فلا يجوز تأخيرها عنه كما وجب إخراجها قبل صلاة العيد ؛ فإذا تم إخراجها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، أما تم إذا تم إخراجها بعد الصلاة في صدقة من الصدقات ". . وعند سؤال الشحات عن صلاة التراويح وهل هناك ذنب على من لا يصليها من النساء في المساجد هل على النساء صلاة تراويح ، وهل يستحسن لهن أداؤها في المنزل أم الذهاب للمسجد لهذا الغرض ؟. فقال لأثم ولا ذنب عليهن فمن تستطيع الذهاب إلى المسجد لصلاة التراويح فتذهب فقال رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ» كما كان في عهد الرسول باب خاص بالمساجد للنساء كما إن صلاة في المسجد واجبه الرجال وليست واجبه على النساء، وفى النهاية يوجه فضيلة الشيخ "مرزوق الشحات مرزوق " الأمين العام للدعوة والإعلام بمجمع البحوث الإسلامية ورئيس لجنه الفتوى كلمه إلى الشعب المصري " على الشعب أن يتحد مع بعضه ويقف بيد واحدة خلف رئيسكم فقد تم اختياره بإرادة شعب والرئيس الموجود الآن رئيس مصري ويحمل هم كل المصريين ولابد أن نترك كل قضايا التخوين والتشويش وكل الاختبار الفاسدة التي يتم ترويجها من خلال الإشاعات وعلينا التصدي لتلك الإشاعات وأتوجه بكلمه إلى أصحاب الفتاوى الغريبة التي تدس السم في العسل كفتوى ملك اليمين فأقول لهم عودوا بالأمر إلى أهله وهو الأزهر الشريف واسألوا أهل الأزهر فهم قضوا ليلهم ساهرين ونهارهم يبحثوا عن مسائل الفتوى حتى بفتوىفي تلك الأمور فهم على استعداد الإجابة على هذه الفتوى ومدى صحتها .فللأسف أن المجتمع يستجيب لتلك الفتاوى الغير صحيحة ولا علاقة لها بالشريعة وتضر بالمجتمع واتقوا الله في شعب مصر و وفى الدين الإسلامي يجوز الاستحمام والمضمضة واخذ الحقنه وهو صائم ولا يجوز الاحتيجام واستشهد بحديث نبوى عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: أول ما كرهت الحجامة للصائم، أن جعفر بن أبي طالب احتجم، وهو صائم, فمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:« أَفْطَرَ هَذَانِ »، ثم رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد في الحجامة للصائم.