تصدر مؤتمر "جينيف 2" الذي بدأت فاعلياته أمس الأربعاء لتسوية الأزمة السورية الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم، بعد أن شهدت الأيام القليلة السابقة لعقد المؤتمر عدد من الإجراءات التي لم يتم تبريرها بعد إرسال الأمين العام للأمم المتحدة " بان كي مون" دعوة رسمية إلي طهران للمشاركة في المؤتمر، وعلي آثر تلك الدعوة قام إئتلاف المعارضة السورية بتعليق مشاركته وتم سحب دعوة إيران تحت ضغط من الولاياتالمتحدة والعديد من الحكومات الغربية التي لا تحبذ مشاركة إيران بإعتبارها شريك وداعم رئيسي لسوريا . وأوضحت صحيفة " سياست روز " الإيرانية أن الشكوك تدور حول مدي مصداقية مؤتمر جينيف 2، بعد الدعوات الإنتقائية للدول المرحب بها للمشاركة في المؤتمر والتي لا تملك نوايا حقيقية لإنهاء معاناة الشعب السوري، والمبرر الوحيد لسحب الدعوة من طهران هو رغبة الأممالمتحدة في إستمرار الأزمة السورية وإطاله أمدها، مشيرة إلي أن سحب دعوة طهران جاءت تحت ضغط من حكومات ليس لها علاقة بالقضية السوري بل هي التي تدعم الإرهاب المسلح في سوريا، مضيفة أن الأممالمتحدة تعمل علي خدمة مصالح الكيان الصهيوني. وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة " چوان " أن المعارضة السورية المسلحة ومن خلفها الأنظمة التي تدعمها تمسكت بتنفيذ توصيات جينيف 1، وتشكيل حكومة إنتقالية مؤقتة وإزاحة الأسد عن الرئاسة، بعد أن فشلوا علي مدي عامين في تحقيق أمنياتهم في إسقاط "الأسد" بالحل العسكري، ويعتقدون أن جينيف 2 سيحقق ذلك لهم, وأشارت الصحيفة إلي أن مثل هذه الإجراءات يشير إلي عدم وجود جدول أعمال موضوعي قبل بدء المحادثات رغم عرض موسكو لضرورة إصدار قرار بوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة إنتقالية يقررها الشعب السوري دون أي تدخلات خارجية. وأضافت صحيفة "کيهان" أن أولي جلسات جينيف 2 التي عقدت بالأمس، أوضحت فشل المباحثات قبل أن تنتهي ولن يثمر عنه أي حلول جدية لإنهاء الأزمة السورية، لعدم جدية الدول المشاركة في حل مشاكل سوريا الرئيسية المتمثلة في استصدار قوانين لمكافحة الإرهاب والعصابات المسلحة المتواجدة في سوريا ومحاكمة جميع الأنظمة التي تدعمة بالمال، كان واضحا خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي " سيرغي لافروف " الذي أوضح أن جينيف 2 سيتحول إلي منصة خطابية لا فائدة منها. وأشارت " حمايت " إلي أن واشنطن وبالتعاون مع الكيان الصهيوني قامت بتصعيد وإشعال الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة في الوطن العربي بعد فشل ممثليها من جماعات إرهابية مسلحة في الإطاحة بنظام الأسد علي مدي ثلاثة سنوات، وتصاعدت وتيرة الأحداث الطائفية قبل بدء جينيف 2 ومثل هذه الإجراءات تعتبر إبتزاز وتحدي للعالم أجمع، بعد أن نفذت واشنطن إرداتها بتهميش دور إيران في المباحثات وإلحاق ممثليهم من المعارضة السورية.