اتولدت وسط البيوت اللى وقعت واتعودت على التعابين والعقارب . . نفسى أروح المدرسة وأبقى مهندسة وابنى بيوت كتيييير للناس الغلابة . . لدغ الثعبات صديقتها أثناء لعبهم مع بعض على الطوب.. وتشعر بالخوف الشديد. "رحمة" طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، تنتمي لمنطقة المواردى العشوائية، وهى منطقة تختلف عن سائر المناطق العشوائية بعد أن تحولت معظم البيوت لأطلال إثر زلزال 1992 وهاجر معظم السكان المنطقة خوفاً من انهيار منازلهم فوق رؤسهم أو من موتهم بلدغات الثعابين والعقارب التى بلغ عددها الآلاف. ورحمة رغم صغر عمرها إلا أنها روت لنا معاناتها منذ مولدها قائلة: أبويا نقاش، وأمي مش بتشتغل قاعدة في البيت بتربينا أنا واختى الصغيرة، احنا كلنا عايشين فى اوضة صغيرة من غير سقف، أصله وقع علينا قبل كده ولما ابويا جه يبنى السقف مرة ثانية، ناس في الحي اتخانقوا معاه وجابوله غرامة كبيرة وحبس فخاف وهدم السقف، والشتا جي علينا وهاننام على السرير اللى كله مطر، وكمان هانتكهرب لو مسكنا اي حاجة مش مهم كل ده المهم ابويا مايتحبسش". وعن مدرستها قالت رحمة: "أنا بحب المذاكرة أوي ولي أصحاب كتير فى المدرسة، بس يا خسارة مش بروحها كتير علشان ابويا مش بيشتغل على طول، وبيقولى معلش يدوبك الفلوس اللى معانا ناكل بيها يا رحمة". أنا نفسى أطلع مهندسة وأبنى بيوت كتير علشان الناس الغلابة، وأنا شاطرة أوى فى المدرسة وخايفة انى اسيبها غصب عني. وعن اللعب مع أقرانها قالت رحمة: مافيش حاجة نقدر نلعبها هنا أنا وأصحابى إلا فوق الطوب بتاع البيوت اللي وقعت ساعة الزلزال، بنلعب استغماية، وبنجري ورا بعض، بس يا خسارة صاحبتي أمنية ماتت من لدغ تعبان كبير كان مستخبي تحت الطوب والناس مالحقوهاش. وفي النهاية قالت رحمة: احنا عايزين نمشى من هنا،، أنا خايفة!!!