أكد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن إيران بكافة إمكاناتها العلمية والتقنية والفنية في خدمة الشعب المصري الذي قاد ثورة من أعظم الثورات في التاريخ لينهي عصر استبدادي وليعيد الحرية لمصر كلها، مشيرا أن هذه الثورة قدمت مجاهدين في سبيل الله من أجل تحقيق الحرية والعدالة محافظين على كرامة وعزة البشرية من براثن الظلم والفساد، جاء ذلك في اللقاء الذي جمع بين أحمدي نجاد الرئيس الإيراني ووفد أسر الشهداء ظهر اليوم بمقر الرئاسة الإيرانية. وأشار نجاد إلى أن العالم سيدين للشهداء المصريين ولدورهم في الحفاظ علي القيم الإنسانية السامية مما جعلهم في قلوب جميع أحرار العالم، مشددا على أن شهداء مصر مثل شهداء إيران لهم نفس المكانة في قلبه، مشددا أن المجاهدين لا تفرقهم حدود جغرافية أو لغوية أو عرقية، لأنهم يسيرون على درب واحد لا تفصلهم السياسة أو اللون مهما تغيرت ظروفهم وأسماؤهم. وأشار نجاد أن أهداف مصر وإيران مشتركة، مهد لها الشهداء الطريق وأنه قد حان الوقت لتستعيد مصر مكانتها في الشرق الأوسط والعالم، وأضاف أنه باتحاد مصر و إيران و برفع لواء الكرامة والعزة والتوحيد سنستطيع محاربة الكيان الصهيوني دون الدخول في حرب و لكن بقوة الاتحاد. وأرجع نجادي أن ما وصل إليه حال الدول العربية لقبولهم بالهيمنة الأمريكية عليهم المعارضة لحرية تلك الشعوب وتقدمها، وأن تلك الدول مارست ضغوطا كثيرا خلال العقود الماضية من أجل تحقير حرية الشعبين المصري والإيراني، وقال نجاد إن إيران وفور انتفضاتها ضد الهيمنة الغربية منذ 33 عاما وعقب انتصار ثورتهم مارس ومازال ضغوطا شديدة من خلال عزل إيران اقتصاديا وسياسيا ومن خلال سلسلة الاغتيالات التي قاموا بها لتصفية علمائهم جسديا. وقال نجاد أنه حان الوقت لأن تتحد مصر وإيران والعمل معا لاستئصال جذور الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية لإنقاذ شعوبنا من براثن الهيمنة و التبعية، وتسائل نجادي ما هو المنطق الذي يجعل البنك الدولي يفرض علينا عشرات الشروط السياسية والاقتصادية مقابل قرض لمصر أو إيران في الوقت الذي تبلغ إيداعات دول النفط الخليجية في بنوك تلك الدول إلى 1500 مليار دولار؟! وشدد نجاد أن النصر سيتحقق للمسلمين لا محالة فهذا وعد الله مطالبا أسرالشهداء بنقل تحياته إلى جميع أسر شهداء ثورة يناير والشعب المصري بأكمله، مضيفا أن إيران تفخر بالشعب المصري العظيم الذي كان رائد لحركة الحرية والعدالة علي مستوي العالم في مختلف العصور. من جانبه أكد خالد يونس المنسق العام للوفد أن مصر و إيرأن لديهما عدو مشترك هو إسرائيل، وطالب أن تتحد إرادتا الشعبين المصري والإيراني والالتفاف حول الإسلام لتحرير فلسطين، وأشار يونس أن مصر و إيران يجمعهما العديد من الروابط المشتركة لما لهما من تاريخ عريق، فإيران لديها تراث من الحضارة الفارسية، كما تمتاز مصر بحضارتها الفرعونية. وقال يونس إن الشعب المصري شعب حضاري ثار بعد أن فاض الكيل به على جلاديه ليطالب بالحرية و العدالة الإجتماعية، ليقدم أروع صورة لثورة شهد لها العالم، ثورة بلا قائد ولا رمز وأنما خرجت من كامن قلوب المصريين وروتها دماء الشهداء. وأكد أشرف فاروق في كلمته التي ألقاها عن وفد أسر الشهداء أن الوفد غير ممثلا لأي جهة رسمية أو شعبية لأن هذا شأن الساسة، وأشار أن هذه الزيارة ستعد النواة الأولى لإعادة العلاقات المصرية – الإيرانية بين البلدين، وإعلاء لكلمة الإسلام ونصرة القضية الفلسطينية، كما طالب تامر رضوان باسم أسر الشهداء أن تكون بادرة عودة العلاقات بين البلدين هي إطلاق اسم شهداء ثورة 25 يناير على أحد الشوارع أو الميادين الرئيسية بمدينة طهران. وفي تلقائية شديدة قالت الحاجة فاطمة أبوالعلا والدة الشهيد سامي صلاح أن هذا التكريم من قبل نجاد جعلها تشعر بأن ابنها الوحيد الذي استشهد يوم جمعة الغضب "عمل حاجة لمصر"، و أنه دمائه لم تذهب سدى، و تمنت من الله أن يهب الله مصر رئيسا متواضعا كنجاد.