وسط جو من البساطة والود والتواضع كرم الرئيس الايراني احمدي نجاد وفد اسر شهداء ثورة يناير الذي يضم 23 اسرة في ختام زيارته لطهران التي استمرت 8 ايام حيث وحرص الرئيس الايراني علي مصافحة الجميع والتقاط الصور التذكارية معهم، كما جلس علي كرسي من نفس النوع الذي جلس عليها الوفد دون تمييز وبدأ التكريم بالوقوف دقيقة حداد علي ارواح الشهداء واهدي الزميل صفوت العلى المصحف الشريف وكوفية علي شكل علم مصر الي نجاد وطالبه بتغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس الراحل انور السادات الي شارع شهداء الثورة المصرية كبادرة لحسن النوايا لاعادة العلاقات بين البلدين ووعد نجاد بدراسة هذا الاقتراح والعمل علي تنفيذه في اقرب وقت معربا عن عمق تقديره للشعب المصري وحرصه علي تعزيز العلاقات بين البلدين ، وقال في تصريحات خاصة ل" الجمعة " انا في خدمة اهالي شهداء الثورة المصرية، ان القران سيكون عهدي مع المصريين لتحقيق نهضة الامة الاسلامية بهدف التعاون والتكامل مع مصر العظيمة .. انا احب الشعب المصري .. وسنفوت الفرصة علي اعدائنا اللذين لا يريدون لنا الخير تحياتي لكل مصر " وقال نجاد شهداء مصر عظماء وكرماء مجاهدون في سبيل الله من اجل تحقيق الحرية والعدالة والايمان وساهموا في الحفاظ علي كرامة وعزة البشرية وتحريرها من براثن الظلم والفساد، وقال " شعرت معكم وكاننا نعرف بعض منذ سنوات " واشار نجاد الي ان جميع سكان العالم سيدينون للشهداء المصريين ودورهم في الحفاظ علي القيم الانسانية السامية مما جعلهم في قلوب جميع احرار العالم مشددا علي ان شهداء مصر مثل شهداء ايران ولهم نفس المكانة في قلبه مؤكدا عدم وجود حدود جغرافية او لغوية او عرقية فالمجاهدون يسيرون في صف واحد مهما تغيرت ظروفهم واسماؤهم فهم متحدون ومتلاحمون ولا تفصلهم السياسة او اللون او العرق وقال نجاد " اهدافنا مشتركة فقد مهد شهداء الثورة الطريق من اجل استعادة حقوق الشعب المصري، فالشعب المصري يتميز بالكرم والثقافة وصناعة الحضارة ويتمتع بالعزة والكرامة وهو الذي رفع لواء الكرامة والعزة والتوحيد وجاء اليوم ليعود الي مكانته الجديدة اللائقة به علي مستوي العالم " واضاف نجاد "ان المستكبرين والظالمين دائما ما يعارضون الحرية ويمنعون تقدم الشعوب، فالدول الكبري لا تريد لشعبينا الحرية والتقدم لذا ضغطوا كثيرا خلال العقود الماضية من اجل تحقير شعوبنا لادراكهم ان حرية الشعبين المصري والايراني ستمكنهما من الاتحاد وهزم مرتكزات الظلم " متابعا " كان لدينا ديكتاتور عميل لامريكا والصهاينة سلبنا شخصيتنا وشبابنا وفور انتفضاتنا ضده منذ 33 عاما حظي بمساندة الدول الغربية والدولة الصهيونية اللقيطة وعقب انتصار ثورتنا مارسوا ومزالوا يمارسوا ضغوطا شديدة علينا فقد فرضوا حظرا اقتصاديا واغتالوا علماؤنا لكنهم لم ينجحوا في كسرنا فهم يخشونا واذا اتحدت مصر وايران فاننا نستطيع ان نقود العالم الاسلامي نحو العزة والكرامة والتقدم لكنهم لا يريدون ذلك " وشدد نجاد ان الهيمنة الامريكيةوالغربية والكيان الصهيوني اساس المشاكل في الشرق الاوسط لانهم لا يردون تقدمونا ويسعون بكل قوة لفقدنا العزة والكرامة واثارة الفرقة بين شعوبنا وعلينا العمل معا لاستئصال جذور الهيمنة الامريكية والاسرائيلية لانقاذ شعوبنا مؤكدا ان ايرادات دول النفط المسلمة في الشرق الاوسط والتي تبلغ نحو 1500 مليار دولار سنويا تودع اموالها في حسابات البنوك الدول الغربية التي يستفيدون منها لتحقيق تقدمهم ويقرضون رجال اعمالهم بينما اذا احتاجت مصر او ايران قرضا وضعوا معه عشرات الشروط السياسية وينتزعون استقلالنا وحريتنا مقابل قروض اساسها اموالنا نحن المسلمون وقال نجاد "ان ايران مستعدة لوضع كافة امكانيتها تحت تصرف الشعب المصري دون طمع مادي فتقدم مصر هو تقدم لايران، وانا اثق ان الشعب المصري لدية نفس الشعور نحونا فاذا اتحدنا لسنا في حاجة للدول الاستعمارية فقد منحنا الله جميع الثروات من مواقع جغرافية متميزة وموارد متنوعة ولدينا في مصر وايران افضل الجامعات والعلماء ومؤمنون مستعدون يضحوا بارواحهم من اجل نصرة اوطاننا ان المسلمون سيحصلون علي حريتهم اذا قضوا علي هيمنة الاعداء والصهاينة بدون حرب ولكن هذا يتحقق باتحادنا فان ذلك سوف يصيبهم بالرعب والذعر وسوف يهربون عندما يتحقق ذلك ويتركون بلادنا فعندما تتحد مصر وايران لن يكون هناك مكان للصهاينة الذي يحتلون فلسطين منذ 65 عاما ويريدون الاستيلاء علي كل بلادنا في مصر وايران والسعودية والاردن بل ويطمعون في العالم بالكامل حتي انهم يسطيرون علي امريكا ذاتها " وشدد نجاد ان النصر سيتحقق للمسلمين لا محالة فهذا وعد الله مطالبا اسر الشهداء بنقل تحياته الي جميع اسر شهداء ثورة يناير والشعب المصري باكمله " مضيفا " ايران تفخر بالشعب المصري العظيم الذي كان رائد حركة الحرية والعدالة علي مستوي العالم في مختلف العصور " مؤكدا ثقته في انه سيحقق كامل اهدافه الكبري وان ايران ستسانده وقال خالد يونس المنسق العام للوفد أن مصر و إيران لديهما عدو مشترك هو إسرائيل، وطالب أن تتحد إرادتا الشعبين المصري و الإيراني و الالتفاف حول الإسلام لتحرير فلسطين ، و أشار يونس أن مصر و إيران يجمعهما العديد من الروابط المشتركة لما لهما من تاريخ عريق، فإيران لديها تراث من الحضارة الفارسية، كما تمتاز مصر بحضارتها الفرعونية وأوضح يونس أن الشعب المصري شعب حضاري ثار بعد أن فاض الكيل به على جلاديه ليطالب بالحرية و العدالة الإجتماعية، ليقدم أروع صورة لثورة شهد لها العالم، ثورة بلا قائد ولا رمز وإنما خرجت من كامن قلوب المصريين وروتها دماء الشهداء. وأكد أشرف فاروق في كلمته التي ألقاها عن وفد أسر الشهداء أن الوفد غير ممثلا لأي جهة رسمية أو شعبية لأن هذا شأن الساسة، وأشار أن هذه الزيارة هي النواة الأولى لإعادة العلاقات المصرية – الإيرانية بين البلدين، و إعلاء لكلمة الإسلام ونصرة القضية الفلسطينية، كما طالب تامر رضوان باسم أسر الشهداء أن تكون بادرة عودة العلاقات بين البلدين هي إطلاق اسم شهداء ثورة 25 يناير على أحد الشوارع أو الميادين الرئيسية بمدينة طهران. و في تلقائية شديد قالت الحاجة فاطمة أبو العلا والدة الشهيد سامي صلاح أن هذا التكريم من قبل نجاد جعلها تشعر بأن ابنها الوحيد الذي استشهد يوم جمعة الغضب "عمل حاجة لمصر"، و أنه دمائه لم تذهب سدى، و تمنت من الله أن يهب مصر رئيسا متواضعا كنجاد.