اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس استعداده التام لزيارة مصر فور تلقيه دعوة رسمية من المسئولين في القاهرة.. وقال في لقائه مع أعضاء الوفد الشعبي المصري الذي يزور ايران حاليا لدعم العلاقات بين البلدين إن زيارة مصر من بين اغلي أحلامه مؤكدا أنه "ليس هناك أفضل من مصر".. واضاف الرئيس الايراني "عندما اتلقي دعوة من المسئولين سأتوجه الي مصر فورا واصافح جميع ابناء الشعب المصري".. وطلب أحمدي نجاد من الوفد الشعبي المصري أن يبلغوا تحياته الي شعب مصر والي الشباب الذي فجر ثورة 25 يناير المجيدة وأن يقولوا لهم "انتم في قلوب الشعب الايراني وستبقون كذلك إن شاء الله".. وقال الرئيس الايراني بتأثر شديد، مشيرا الي أن كلامه ليس للدعاية والنشر: إن مجرد عبور المجال الجوي المصري افضل عنده ألف مرة من زيارة امريكا عشر مرات. كما ابدي الرئيس الايراني استعداد بلاده للتعاون مع مصر في كل المجالات قائلا إن هناك إحتياجات لايران يمكن لمصر تلبيتها وهناك إحتياجات لمصر يمكن لايران تلبيتها موضحا أن إيران تضع كل امكانياتها في خدمة مصر في شتي الميادين سواء في المجال النووي أو البيوتكنولوجي أو الصناعات الجوية أو غيرها.. واضاف أن "ايران حققت ما يشبه المعجزات في مختلف الميادين بالاعتماد علي الذات بعد الحصار الظالم الذي فرضه عليها الغرب ونحن نضع كل ذلك بكل تواضع في خدمة مصر". وقال إن عزة مصر هي عزة ايران ونهضة مصر هي نهضة ايران وإذا كانت الاستثمارات الايرانية تذهب بعيدا الي ما وراء البحار فإن مصر هي الاحق والاولي بالاستثمارات الايرانية. وتحدث الرئيس الايراني طويلا عن تاريخ العلاقات بين الحضارتين المصرية والايرانية مؤكدا ضرورة عودة العلاقات علي مستوي السفراء وأهمية التعاون بين القاهرةوطهران لان "أهدافنا واحدة ومصالحنا واحدة وتاريخنا مشترك وعدونا واحد وهو الكيان الصهيوني". وبعد ذلك إجتمع الوفد الشعبي المصري الذي يضم نحو 40 من الشخصيات العامة والنشطاء السياسيين ورجال الاعمال وقوبل بحفاوة بالغة من جميع المسئولين الايرانيين منذ وصوله الي طهران مساء الاثنين، مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الذي اكد نفس المعاني التي عبر عنها الرئيس احمدي نجاد..مضيفا ان ايران تعتبر انتصار الثورة المصرية انتصارا لها. وأضاف صالحي ان ذكر اسم مصر في القرآن الكريم اكثر من مرة دليل علي أهمية مصر ومكانتها وأن التاريخ يشهد علي أن الحضارتين المصرية والايرانية هما الاقدم والاكثر عظمة في تاريخ الانسانية.. وأكد صالحي أن ايران "علي استعداد لاعادة العلاقات علي مستوي السفراء فورا واعتبارا من اليوم لو ارادت القاهرة ذلك".. واشار الي لقائه مع وزير الخارجية نبيل العربي في اندونيسيا علي هامش اجتماعات حركة عدم الانحياز موضحا أن العربي أكد له رغبة مصر في تعزيز العلاقات و"لكن هناك بعض القيود حاليا".. وقال صالحي إن ايران تتفهم ذلك دون الخوض في مزيد من التفاصيل.. وحول حادث القبض علي الدبلوماسي الايراني محمد قاسم الحسيني بتهمة التجسس أحال صالحي السؤال الي السيد مجتبي أماني القائم بالاعمال الايراني في القاهرة، الذي رافق الوفد الشعبي المصري الي طهران، فقال إن الدبلوماسي الايراني كان علي وشك إنهاء خدمته في القاهرة التي امضي بها خمس سنوات موضحا أنه قابل مدير المراسم في وزارة الخارجية المصرية واعتذر له وللدبلوماسي الايراني شخصيا مشيرا الي أن اسباب الاعتقال غير مفهومة ، ولكنه أضاف أنه يعتقد أنها كانت محاولة للتشويش علي مهمة الوفد الشعبي المصري وافسادها.. وعن مشكلة الشارع الذي يحمل اسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس الرحل أنور السادات، قال صالحي إن مثل هذه المشاكل الصغيرة لا يمكن أن تعوق التقارب بين بلدين كبيرين وصديقين مؤكدا أن المشكلة في طريقها للحل وأنه اقترح تغيير اسم الشارع وتسميته شارع "شهداء ثورة مصر" تحية وتقديرا وتبجيلا من شعب ايران لشهداء ثورة 25 يناير العظيمة التي مهدت الطريق لعودة الدفء للعلاقات بين البلدين الشقيقين.