صرحت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد لها اليوم بأنه على مصر والسودان القيام بمجهودات متناسقة لإيقاف إختطاف طالبي اللجوء واللاجئين من معسكرات في السودان ونقلهم بالإكراه إلى مصر، وإهانتهم بقسوة في صحراء سيناء. وأشارت المنظمة أنها لفترة تزيد عن عامين يختطف اللاجئون و طالبو اللجوء من داخل ومن حول مخيمات اللاجئين في شقرب شرقي السودان، على مقربة من الحدود الأريترية، والأغلبية العظمى من الضحايا أريتريون، ويتم تهريبهم إلى صحراء سيناء بمصر، حيث يقعون في أسر عصابات البدو الإجرامية ريثما تطالب هذه العصابات عائلات المختطفين بدفع فدية لإطلاق سراحهم. وتلقت منظمة العفو الدولية تقارير متكررة عن العنف الوحشي المستخدم مع الأسرى في سيناء، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والحرق وصنوف أخرى من المعاملة العنيفة والسيئة، وورد أن الخاطفين يتصلون هاتفياً بعائلات المختطفين بينما يستخدمون العنف معهم من أجل انتزاع الفديات المطلوبة والتي قد تصل إلى 30 و40 ألف دولار أمريكي. كما قتل بعض اللاجئين و طالبي اللجوء عندما عجزت عائلاتهم عن دفع الفدية بينما مات آخرون بسبب إصاباتهم أو بسبب أحوال الأسر الشديدة القسوة للغاية، فقد شاهد أحد الأولاد والذى احتجز لمدة ثمانية شهور في سيناء وفاة سبعة من الأسرى في أثناء هذه الفترة. وطالبت المنظمة قوات الأمن المصرية بسرعة التحقيق في التقارير حول احتجاز اللاجئين و طالبي اللجوء في بعض المباني في شمال شرق سيناء. ومن جانبها قالت كلير بستون، باحثة الشؤون الأريترية بمنظمة العفو الدولية: " إن السلطات المصرية يقع عليها واجب حماية أي فرد يوجد على أراضيها، وينبغي أن تسرع باتخاذ الخطوات لتحرير كافة الأشخاص المأسورين والمتعرضين لاعتداءات رهيبة في سيناء، وأن تمدهم بعناية طبية عاجلة وتتيح لهم إجراءات اللجوء والدعم." وتواصل منظمة العفو الدولية تلقيها لتقارير جديدة عن خطف اللاجئين و طالبي اللجوء من داخل ومن حول مخيمات اللاجئين في شقرب، وهي منتبهة لما يبدو من عدم ملائمة أوضاع السلامة والأمن هناك، ويجب تحسين إجراءات الأمن في المخيمات بشكلا عاجل". و قالت كلير بستون.. " مما يدعو للقلق بشكل خاص أن العديد من الضحايا يزعمون أن أفراداً من أجهزة الأمن الوطني السودانية مشتركة في عمليات الاختطاف قرب الحدود مع أريتريا وإثيوبيا، ويجب أن تحقق الحكومة السودانية في جميع الادعاءات باشتراك ضباط سودانيين أو تواطئهم، وعند الوصول إلى أدلة كافية، يجب القبض على الأفراد المتورطين ومحاكمتهم. ووفقاً للأقوال التي جمعتها منظمة العفو الدولية فإن الأسرى في سيناء يعانون من العنف البالغ والقسوة، بما في ذلك الاغتصاب المتكرر والأشكال الأخرى من الاعتداءات الجنسية والضرب بالسلاسل والحرق بالبلاستيك والمعادن المحماة والصدمات الكهربائية والتدلي من السقف، ونقع الشخص في الجاز ثم إشعال النار فيه. ويصف أحد الناجين الأريتريين ما حدث لأسير آخر جعلوه " عبرة لمن يعتبر"، لأنه قال إن أسرته لن تستطيع الدفع، مشيرا الي انه كان ينزف من كل موضع. بعد المزيد من الضرب، سكبوا البترول فوقه ثم أشعلوا فيه النار. وبعد أن مات، تركوا جثته في الحجرة معنا حتى انتنت وأخذ الدود يزحف وأجبرونا جميعاً بالدور أن نمسك به. وحثت منظمة العفو الدولية حكومتي مصر و السودان على اتخاذ خطوات هامة لتقديم أي شخص شارك في جرائم الاختطاف والاتجار في البشر إلى ساحة العدالة. كما تطالب منظمة العفو الدولية أيضاً البلاد الواقعة على طريق الاتجار بدءًا من أريتريا عبر إثيوبيا والسودان إلى مصر، أن تعمل جميعاً على إنهاء الاختطاف والاتجار والاعتداءات الفظيعة وأن تزيد من التفاعل مع مبادرات الوكالات الدولية لمعالجة هذه الجرائم ،ومع ذلك يجب أن تؤكد أن التعاون الإقليمي لا يتعارض بأي حال مع حقوق وسلامة اللاجئين وطالبي اللجوء ،موضحا إن معظم ضحايا الاعتداءات في سيناء الذين تم تحريرهم هم الآن في إسرائيل، بينما بعضهم في مصر وفي إثيوبيا. وأكد التقرير أن دول الوصول بما فيها إسرائيل يجب أن تضع موضع التنفيذ نظماً شفافة للتعرف على ضحايا الاتجار البشري والاعتداءات الأخرى، وتتيح للضحايا خدمات طبية واجتماعية سيكولوجية وإعادة تأهيلية وإجراءات لجوء عادلة.